بينما تتزايد اكتشافات الغاز في العديد من دول أفريقيا، وصفقات تصدير لإنقاذ أوروبا من الظلام، تسعى روسيا للحيلولة دون تنفيذ ذلك.
ومع تصاعد وتيرة المعارك في أوكرانيا، وخطط الاتحاد الأوروبي للاستغناء عن الغاز الروسي. وفي بحثه عن مصادر بديلة، يجري الحديث بقوة عن أفريقيا. لكن الخبراء يرون أن الأمر ليس سهلا رغم امتلاك القارة احتياطات كبيرة من النفط والغاز.
وبما تذخر به من احتياطيات وفيرة من النفط والغاز، فإن القارة الأفريقية قد تكون بديلا لتعويض الغاز الروسي، إذ أفادت تقارير في عام 2017 بامتلاك أفريقيا احتياطيات مؤكدة من الغاز تصل إلى 148,6 تريليون متر مكعب ما يمثل أكثر من 7 بالمائة من الاحتياطيات العالمية من الغاز.
يشار إلى أنه في عام 2019 ، استورد الاتحاد الأوروبي حوالي 108 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من أفريقيا خاصة من نيجيريا التي قامت بتزويد التكتل الأوروبي بأكثر من 12 مليار متر مكعب.
وجاءت نيجيريا في المرتبة الأولى في أفريقيا عام 2019 في حجم صادرات النفط الخام من القارة السمراء بمعدل بلغ أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط في السوق العالمية.
ووفق بيانات، سجلت منطقة غرب أفريقيا عددًا من اكتشافات النفط والغاز الضخمة، خلال السنوات الأخيرة، ما دفع العديد من كبريات شركات الطاقة العالمية لتضعها في مقدمة أولوياتها للاستثمار.
وتُعدّ منطقة غرب أفريقيا، أكبر مساهم في مستقبل القارة من النفط والغاز، إذ استحوذت على نحو 60% من الاحتياطيات المكتشفة مؤخرًا من حيث الحجم.
وتكللت اكتشافات النفط والغاز في غرب أفريقيا، بإعلان اكتشاف أكثر من 50 تريليون قدم مكعبة من الغاز في المنطقة. وفق معلومات رصدتها منصة attaqa.
وأُعلِن مؤخرًا أكبر 3 احتياطيات في منطقة غرب أفريقيا، وهي: حقل – ياكار-تيرانغا في السنغال، وحقل أوركا في موريتانيا، وحقل بالين في ساحل العاج، التي تحتوي نحو 3.6 مليار برميل من النفط المكافئ فيما بينها.
في هذا الإطار، ذكرت مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية قبل أيام، أن روسيا تتدخل في أبرز مشروعين يجري الإعداد لهما لمد خطوط أنابيب الغاز غرب أفريقيا، في محاولة لتضييق الخناق على الأوروبيين الباحثين عن بديل لغازها.
وقال تقرير ”جون أفريك“، إنه ”تم تسريع مشروعي خط أنابيب الغاز العملاقين في القارة الأفريقية بالتزامن مع الطلب القوي على هذه المادة جراء ارتفاع الأسعار ورغبة أوروبا في التحرر من الغاز الروسي“.
وأضافت المجلة ”على الورق تشارك نيجيريا ،أكبر احتياطي للغاز في أفريقيا، في هذين المشروعين مع منافسين رئيسيين في القارة هما المغرب والجزائر، التي تمثل أول مصدّر أفريقي للغاز“
وتضيف، المشكلة تكمن في ”المشاركة المحتملة لموسكو في مشروع من المفترض أن يقلل الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي“.
وأوضح التقرير أن ”دخول روسيا على الخط له أسبابه ومنها أنّ العمل في مثل هذا الخط سيستغرق 25 عامًا على الأقل“.
وتابع ”خط أنابيب الغاز سيمر عبر العديد من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، حيث تسعى روسيا إلى بسط نفوذها هناك“.
وأوضحت المجلة أن ”المساعي الروسية لبسط النفوذ على نشاط نقل النفط والغاز في المنطقة ليست جديدة“.