القاهرة – مى عبده:
المتحف القومي للحضارة المصرية هو متحف يقع في مدينة الفسطاط بالقاهرة علي مساحة 33.5 فدان، فور دخولك ساحة المتحف القومى للحضارة المصرية القديمة، حيث تستقر المومياوات الملكية التي لفتت أنظار العالم، عبر مشهد ملكى مر في القاهرة قبل عامين، تقرع الطبول ويخطفك صوت آلة الهارب الفرعونية وكأنك تنتقل عبر آلة الزمن مستعيدا مشاهد الموكب الملكى.
موكب نقل المومياوات تزامن مع فتح أبواب المتحف للجمهور قبل عامين؛ بل تقدم لك مقتنيات المتحف نموذجا بانوراميا مصغرا لمصر عبر العصور.
ويستوعب المتحف خمسين ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجري والفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والعربي وحضارة السودان والعصر الحديث. ويطل موقع المتحف على بحيره طبيعية وهي بحيرة عين الصيرة.
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي والذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام، نظم المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، معرضاً أثرياً مؤقتاً، بعنوان “إبـــداع – روائع من الفن الإسلامي”، وذلك بقاعة النسيج المصري بالمتحف ويستمر لمدة شهر.
إن المتحف يحرص على الاحتفال وتسليط الضوء على هذه المناسبات التراثية والثقافية الهامة التي تهدف إلى رفع الوعي الأثري والثقافي، وتعريف الجمهور بمختلف فئاته العمرية بأشكال الفن الإسلامي القديم والمعاصر، كواحد من أقدم فنون العالم وأوسعها انتشارًا وتنوعًا ، والذي امتد لما يزيد عن أربعة عشر قرناً من الزمان وتنوعت أشكاله ومظاهره في كافة الأقطار التي انتشر الإسلام بها، بالإضافة إلى ما قدمه الفن الإسلامي من إسهامات في إثراء التنوع الثقافي.
أن المعرض يضم مجموعة فريدة ومتنوعة من الآثار والفنون الإسلامية من مقتنيات المتحف النادرة والتي تعرض لأول مرة للجمهور، والتي تسلط الضوء على مظاهر الفنون الإسلامية وامتداد تاريخها الطويل بمختلف أنواعها من المشغولات المعدنية والخزفية وروائع الخط العربى وكذلك فن الصناعات الزجاجية والمنسوجات وأيضا فنون زخارف الأرابيسك على الخشب ، مشيراً إلى بعض المعروضات من بينهم مصباح نادر من النحاس المكفت بالفضة يرجع إلى العصر المملوكى، و أطباق خزفية من العصر العباسى والأيوبى مزينة برسوم من الطبيعة، ومقلمة مذهبة من العصر المملوكى.
المتحف ينظم أيضا عدداً من الفعاليات والورش الثقافية والتعليمية، والتي يقدمها للجمهور للتعرف على تاريخ الفن الإسلامي من خلال الأعمال الفنية وورش لتعليم الرسومات الهندسية والزخارف النباتية، وورشة طباعة اللينو للزخارف الإسلامية، وورشة هندسيات الفن الإسلامي، والتي تقدمها الأستاذة هبة عبد القادر اخصائي فنون بالمتحف مع طلبة كلية التربية الفنية، بالإضافة إلى ورشة التطريز الكوفى للفنانة سعاد محمد للتعرف على أنواع الخطوط العربية الإسلامية ، وورشة فن الأوريجامى للفنان أحمد أمام.
من الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للفن الإسلامى يقام في الثامن عشر من نوفمبر، والذي أقره المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2019، بعد توصية من مجلسها التنفيذي بإقرار الاقتراح الذي تقدمت به مملكة البحرين بتخصيص يوم للفن الإسلامي تعزيزًا الإرث الفني والتوعية بأنواعه فى الوقت الحاضر.