القاهرة – أمل أبوهاشم:
في عصر يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، وتتزايد التحديات البيئية، يتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي دورًا قياديًا في تعزيز الاستدامة البيئية في مصر، وتأتي إنجازاته في قطاع البيئة كمحور أساسي لرؤيته الشاملة لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا المقال، نقدم لكم نظرة عن أبرز الإنجازات التي حققها الرئيس السيسي، مسلطين الضوء على الخطط والمبادرات التي وضعها للمحافظة على البيئة وتحسين حياة المواطنين.
أبرز إنجازات الرئيس السيسي في قطاع البيئة
جاءت أولى خطوات الرئيس السيسي من خلال توجيهاته للحكومة بشكل عام بتدعيم ملف البيئة ولوزارة البيئة بشكل خاص، حيث تم تهيئة المناخ الداعم سواء على مستوى التشريعات، السياسات، والإصلاح المؤسسي في الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
إصدار قانون المخلفات
تم إصدار القانون رقم 202 لعام 2020 وهو أول قانون لتنظيم إدارة المخلفات، والذي يركز على مفهوم الاقتصاد الدائري وتوضيح الأدوار والمسؤوليات، ويتضمن القانون دمج القطاعين الخاص وغير الرسمي في نظام إدارة متكامل للمخلفات، كما يعزز تحويل المخلفات إلى طاقة بمشاركة فعّالة للقطاع الخاص كشريك أساسي في التنفيذ، وتم أيضًا التنسيق مع البنك المركزي لتوفير تمويل من البنوك التنموية المصرية، بإجمالي استثمارات تتراوح بين 340 و500 مليون دولار أمريكي في المرحلة الأولى، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس.
كما تم العمل على دمج القطاع غير الرسمي في مجال المخلفات ضمن منظومة العمل الرسمي من خلال توقيع بروتوكول تعاون بين وزارات البيئة والقوى العاملة والتضامن الاجتماعي، واستحداث عدد 4 مسميات وظيفية جديدة للعمل فى مجال إدارة المخلفات.
الحد من تلوث الهواء
وضمت جهود القيادة السياسية إعداد خطة شاملة للتصدي لتلوث الهواء، مستندة إلى رؤية تنفيذ سياسات طويلة المدى للتحكم في مصادر التلوث في قطاعات متعددة مثل المخلفات، وسائل النقل، والصناعة، والطاقة. كما تم تعزيز الرصد البيئي والتشريعات، من خلال إقامة وتفعيل نظام جديد لإدارة المخلفات الزراعية، بهدف تقليل تركيز الجسيمات الصلبة العالقة ذات القطر الأقل من 10 ميكرومتر في الهواء بنسبة 50% بحلول عام 2030م.
تحسين نوعية المياه
وقد تضمنت التوجيهات الرئاسية في مجال تحسين جودة المياه تنفيذ برامج دورية لرصد جودة المياه في البحر الأحمر والبحر المتوسط، بالإضافة إلى رصد جودة المياه في البحيرات المصرية، ويهدف ذلك إلى دعم خطط التنمية من خلال تحليل خصائص المياه، مثل التحاليل الهيدروكيميائية، والتحاليل الكيميائية، والهيدروكربونات البترولية الكلية، والدلائل البكتيرية، والهائمات النباتية والحيوانية.
كما تم تسليم عدد 11 محطة وسيطة ثابتة بالقاهرة والجيزة والفيوم والشرقية والبحيرة وبني سويف، وعدد 13 محطة وسيطة متحركة في 8 محافظات، وتم الانتهاء من انشاء عدد (1) محطة لمعالجة وتدوير مخلفات بمحافظة سوهاج، وجاري الانتهاء من تنفيذ ورفع كفاءة عدد (5) محطات أخرى بعدد (4) محافظات.
وعلى مستوى التشغيل يتم تفعيل عقود التشغيل الخاصة بعمليات الجمع والنقل ونظافة الشوارع والمدافن الصحية تدريجياً على مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى محافظات (القاهرة – الإسكندرية– بورسعيد – الاسماعيلية) والمرحلة الثانية محافظات (القليوبية – الجيزة – الغربية – الشرقية- المنوفية – مدينة شرم الشيخ)، وتشمل المرحلة الثالثة باقي المحافظات.
إيقاف الصرف الصناعي المباشر للشركة المالية والصناعية المصرية مصنع أسيوط للأسمدة (سماد منقباد)، حيث تم غلق مصدر مياه التبريد علي نهر النيل وهي مصادر الصرف الوحيدة للشركة، وتقدر مياه التبريد المستخدمة بحوالي 1500م3/ساعة ويعاد تدويرها مرة أخرى من خلال أبراج التبريد.
الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050
تعمل الاستراتيجية على تحقيق نمو اقتصادي مستدام وانبعاثات منخفضة في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به. كما تركز على تعزيز حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وتحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي وإدارة المعرفة، ونقل التكنولوجيا، ورفع الوعي، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030م.
إعلان شرم الشيخ مدينة خضراء
في إطار جهود الدولة، وخاصة وزارة البيئة، تم تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء بفضل اعتماد مفاهيم السياحة الخضراء، حيث حصلت الفنادق ومراكز الغوص على العلامة الخضراء وبدأت الفنادق في استخدام الطاقة الشمسية، وتم وضع خطة لاستفادة المدينة من الطاقة الجديدة والمتجددة، إلى جانب تعزيز كفاءة إدارة المخلفات وتحسين البنية التحتية، مع التركيز على التحول إلى وسائل النقل الكهربائية.
إطلاق الحوار الوطني لتغير المناخ
• ولم تكتف وزارة البيئة بتنفيذ المشروعات فقط بل امتدت جهودها لاطلاق الحوار الوطني لتغير المناخ لخلق حالة من التفاعل الوطني مع هذه القضية الهامة، حول تغير المناخ والتصدي له، والمشروعات الرائدة سواء صغيرة أو ضخمة في هذا المجال.
• وشملت الجهود أيضًا تنفيذ المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات، وذلك في كافة مراحل المنظومة من تنفيذ البنية التحتية والتشغيل من خلال تسليم عدد 15 مدفن صحي للمخلفات بمحافظات الوادي الجديد وبني سويف وسوهاج والمنوفية والجيزة والفيوم والبحيرة ومطروح والأقصر واسوان وجنوب سيناء، وجاري العمل بعدد 7 مدافن.
• العمل على دمج القطاع غير الرسمي في مجال المخلفات وتم استحداث عدد 4 مسميات وظيفية جديدة للعمل فى مجال إدارة المخلفات حيث تم تسجيل ما يقرب من عدد 4132 عامل بالقطاع غير الرسمي على الموقع الالكتروني المنشأ بوزارة التضامن الإجتماعي لتحليل بيانتهم والتأكد منها، كما قامت وزارة القوى العاملة بإعداد قرار المسميات الجديدة، ويتم العمل على تدريب العاملين عليها.
• كما تم ادخال تكنولوجيا الفرم والتعقيم بدلاً من المحارق للتخلص الآمن من المخلفات الطبية، حيث تم توريد وتركيب محطة معالجة مركزية للنفايات الطبية بمستشفى صدربسيون بمحافظة الغربية بتكلفة إجمالية 20 مليون جنيهًا.
• التخلص من (934) طن من شاشات أنابيب الأشعة الكاثودية القديمة المتراكمة بالموانئ المصرية على مستوى الجمهورية.
• الانتهاء من إصدار التراخيص وتقنين أوضاع لعدد (8) مصانع لتدوير المخلفات الإلكترونية، كما تم إصدار الموافقات البيئة لعدد (2) مصنع أخرى وجاري استكمال إجراءات استصدار التراخيص لهم.
• التخلص من الملوثات العضوية الثابتة حيث تم التخلص من ومعالجة ما يزيد على (2000) طن من تلك الملوثات، وذلك على النحو التالي:
١- التخلص الآمن من (220) طن من مادة اللاندين عالية الخطورة والموجودة بميناء الأدبية منذ أكثر من 20 عام.
٢- التخلص الآمن من (692) طن من المبيدات المهجورة منتهية الصلاحية والموجودة بمخازن وزارة الزراعة بالصف ومواقع أخرى على مستوى الجمهورية.
٣- التخلص الآمن من (74) طن من المبيدات المنتهية الصلاحية المتراكمة بالموانئ المصرية.
٤- معالجة ما يزيد عن (1000) طن من زيوت المحولات الكهربائية الملوثة بمواد شديدة الخطورة.
الحفاظ على الموارد الطبيعية
بتكتيكات مدروسة، تسعى مصر للانتقال نحو التحول الأخضر بهدف حماية رأس المال الطبيعي وضمان استدامة الموارد الطبيعية بإدارة فعالة. يتضمن هذا التوجه تعزيز قدرة النظم البيئية على تقديم خدماتها، مما يلقي بأثر إيجابي على القطاعات الاقتصادية ويحمي صحة المواطن المصري. تتضمن الخطوات أيضًا التحول نحو الاقتصاد الأخضر، باستثمار الفرص الخضراء، وتعزيز التنافسية للمنتجات المصرية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب.
وتشمل الجهود الرامية لتعزيز كفاءة البنية التحتية في المحميات الطبيعية إقامة وتجديد 70 شمدورة بحرية في جنوب سيناء لتأمين المراكب السياحية، وتم وضع معايير بيئية لتنظيم وضمان استدامة الأنشطة الاقتصادية داخل المحميات، كمل تم أيضًا إطلاق أنشطة اقتصادية داخل محميات المنطقة المركزية، بما في ذلك محمية وادي دجلة، ومحمية الغابة المتحجرة، ومحمية قارون، ومحمية وادي الريان.
وتضمنت أيضًا إنشاء نظام إلكتروني لتحصيل رسوم الزيارة والمشاركة في الأنشطة بالمحميات البحرية في البحر الأحمر وجنوب سيناء، كما تم التركيز على نشر مفهوم السياحة البيئية، وذلك من خلال تدابير متعددة، بما في ذلك إدخال العلامة العالمية الرائدة في مجال الغوص (Green Fins)، وإعداد دليل توجيهي لدمج المعايير البيئية في قطاع الفنادق، بالإضافة إلى تحديث علامة (Green Star).
المشروعات القومية في مجال التكيف والتخفيف
تضمنت المشروعات القومية في مجال التكيف والتخفيف الآتي:
• اقامة مجمع بنبان للطاقة الشمسية كأكبر مجمع لتوليد الكهرباء النظيفة في الشرق الأوسط.
• مشروعات كفاءة الطاقة والرياح.
• مشروعات النقل المستدام مثل مشروع المونارويل وشبكة مترو الأنفاق.
• مشروعات تحويل المخلفات لطاقة والادارة المتكاملة للمخلفات مثل (مشروعات البيوجاز والمدافن الصحية ومصانع التدوير).
• وشملت مشروعات التكيف الاتي:
- مشروعات ترشيد المياه وتبطين الترع.
- محطات تحلية مياه البحر والصرف الصحي.
- مبادرة حياة كريمة كنموذج متكامل لمشروعات التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ.
- تنفيذ مشروعات توصيل الغاز الطبيعي وإدارة المخلفات.
- مشروعات تبطين الترع ومحطات معالجة الصرف الصحي والتشجير.
وقد بلغت تكلفة برامج التخفيف حوالي 211 مليار دولار، بينما بلغت تكلفة برامج التكيف حوالي 113 مليار دولار، كما شمل القطاع البيئي في عهد الرئيس السيسي إطلاق بعض الحملات الاعلامية لنشر الوعى البيئى منها:
- مبادرة “اتحضر للأخضر”.
- إطلاق الحملة الترويجية Eco Egypt الأولى لدعم السياحة البيئية والمحميات الطبيعية ضمن استراتيجية وزارة البيئة لتطوير المحميات.
- إطلاق مبادرة التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية.
- إطلاق حملة “جميلة يا مصر” للتوعية بقضية المخلفات الصلبة.
مؤتمر المناخ
شهد مؤتمر المناخ الذي أُقيم في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر الماضي نجاحًا استثنائيًا لمصر على جميع الأصعدة، حيث حقق المؤتمر إنجازًا بارزًا بإصدار توصيات فاعلة لمواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ، مما يميزه عن غيره من المؤتمرات السابقة في هذا المجال، وبهذا، كتبت مصر فصلاً جديدًا في جهودها لمواجهة التحديات والتغيرات المناخية.
ومن بين الإنجازات الرئيسية لمصر في هذا الملف، الاتفاق التاريخي على إقامة صندوق “للخسائر والأضرار”، الذي يهدف إلى دعم الدول النامية والفقيرة التي تعاني من تأثيرات تغير المناخ، كما تم التركيز على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتقليل ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم.
المبادرات التي تم إطلاقها في مؤتمر المناخ
مبادرة “نوفي” بتمويل نحو 14 مليار دولار.
المبادرة العالمية للمخلفات 50 بحلول 2050 لأفريقيا.
مبادرة الانتقال المستدام للغذاء والزراعة.
مبادرة النقل المستدام مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
مبادرة دعم الموارد المائية للتكيف والمرونة.
مبادرة التنوع البيولوجي.
مبادرة الانتقال العادل والميسر للطاقة لأفريقيا.
مبادرة حياة كريمة لأفريقيا.
مبادرة تكيف المرأة الأفريقية.
مبادرة حلول مناخية للحفاظ على السلام.
مبادرة أصدقاء تخضير الموازانات الوطنية للدول الأفريقية والنامية.
مبادرة دليل شرم الشيخ التمويل العادل.
مبادرة النقل المستدام والتنقل الحضري.
مبادرة استدامة ومرونة المجتمعات الحضرية للأجيال القادمة.
مبادرة تغير المناخ والغذاء.