القاهرة – أمل أبوهاشم:
في سياق الرئاسة الحالية، تبرز إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجال الآثار كركيز أساسي في الجهود الرامية إلى ترقية التراث الثقافي المصري، فمن خلال رؤية استراتيجية وجهود حثيثة، استطاع الرئيس أن يحقق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي، وتأتي على رأس الإنجازات ترميم الآثار الفرعونية البارزة، حيث تم إعادة إحياء معابدها وتثمين قيمتها التاريخية، كما أُطلقت مشاريع ضخمة للحفاظ على هذا التراث الثمين، مع التركيز على تكنولوجيا حديثة للمحافظة على الآثار من التلف والتدهور.
تجسد إنجازات الرئيس السيسي في قطاع الآثار التزاماً راسخاً بالموروث التاريخي وإرادة قوية لتطويره وتحسين إدارته، مما يجعلها محط إعجاب واهتمام عشاق التاريخ والثقافة على مستوى الوطن والعالم، وفي هذا السياق، نقدم لكم أبرز إنجازات الرئيس السيسي في قطاع الآثار خلال السنوات الماضية.
نقل المومياوات من المتحف المصري إلى المتحف القومي
في عام 2021، تم نقل المومياوات من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والذي تم إعادة افتتاحه بعد تطويره، وقد حضر الرئيس السيسي بنفسه موكب النقل، وفي نوفمبر من نفس العام، حضر الرئيس السيسي احتفالية إعادة إحياء طريق المواكب الملكية بالأقصر، وقد ساهمت الاحتفاليتان في الترويج بشكل كبير للآثار الفرعونية، حيث حرصت مئات القنوات ووكالات الأنباء العالمية على تغطية الحدثين، وهو ما انعكس إيجابا على أعداد السياح الزائرين خلال العام الماضي.
وقد تم تفعيل التذاكر الإلكترونية بعدد من المواقع الآثرية والمتاحف، ومن تلك المواقع (منطقة أهرامات الجيزة – المتحف المصري بالتحرير – المتحف القومي للحضارة المصرية – معابد الأقصر والكرنك والدير البحري – وادي الملوك – متحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة).
استرداد القطع الآثرية من الخارج
وقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على استرداد القطع الآثرية من الخارج، وبلغ عدد القطع المستردة من الخارج نحو 7387 قطعة بجانب استرداد 21 ألفا و660 عملة معدنية.
وفيما يتعلق بتكلفة المشروعات التي تم تنفيذها في قطاع الآثار والسياحة، فقد بلغت تكلفة المشروعات التي تم أو يجري تنفيذها 36.2 مليار جنيه، من بينها 6 مشروعات تم وجار تنفيذها بتكلفة 25.1 مليار جنيه، كما تم افتتاح 85 مشروع بطاقة 10 آلاف و792 غرفة فندقية و34 ألفا و183 وحدة إسكان سياحي، كما تم تقديم 1.3 دعم لتنفيذ مشروعات الآثار الكبرى التي كان معظمها متوقف منذ عام 2011.
أهم المشروعات في قطاع الآثار
ويعتبر المتحف المصري الكبير من أهم المشروعات التي تمت في قطاع الآثار، وقد بلغت نسبة الإنجاز فيه 98%، حيث تم نقل 55 ألف قطعة أثرية، من بينها 1600 قطعة تم وضعها في 68 فاترينة بقاعة توت عنخ آمون.
كما يعد المتحف القومي للحضارة من أهم المشروعات التي تمت في قطاع الآثار، وقد تم افتتاحه في أبريل 2021، بالتزامن مع نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة في احتفالية مهيبة، بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح قصر البارون إمبان في يونيو 2020 بعد ترميمه بتكلفة بلغت 175 مليون جنيه.
مشروع تطوير ميدان التحرير
بلغت التكلفة التقديرية لمشروع تطوير ميدان التحرير نحو 150 مليون جنيه، كما تم تخصيص 60 مليون جنيه؛ لاستكمال أعمال تطوير مواقع مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، الذي يشتمل على 25 نقطة، بالإضافة إلى تطوير مسار طريق الكباش بالأقصر بتكلفة 320 مليون جنيه.
البعثات الآثرية المصرية والأجنبية
ومنذ الفترة من عام 2014 حتى عام 2022، وصل إجمالي عدد البعثات الأثرية المصرية والأجنبية العاملة في مصر إلى 270 بعثة أثرية من 25 دولة، منها 80 بعثة أثرية مصرية تعمل في مصر الآن لأول مرة، وأسفرت جهود تلك البعثات عن أكثر من 100 كشف أثري في مختلف المحافظات والمواقع خاصة الأقصر وسقارة والمنيا.
الافتتاحات الأثرية
تم افتتاح أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر، بالإضافة إلى أنه تم إعادة تأهيل وتطوير وافتتاح 24 متحف في مختلف المحافظات، كما تم ترميم وتطوير أكثر من 100 مشروع أثري وخفض منسوب المياه الجوفية له، بالإضافة إلى أنه تم الانتهاء من تسجيل الآثار الإسلامية المنقولة لأول مرة وكذلك تسجيل وتوثيق وحصر الآثار اليهودية المنقولة، بالإضافة إلى الانتهاء من جرد 34 مخزن، وحصر وتسجيل الآثار المخزنة في 137 مخزن فرعي ومخزن بعثات.
وفي ذات السياق، تضمنت الإنجازات الحادثة في قطاع الآثار أيضاً، تنظيم 253 معرض دولي وإقليمي تم إقامتها من بينها معرض توت عنخ آمون في باريس.
منطقة سقارة
وقد شهدت منطقة سقارة، خلال العام الماضي، 3 اكتشافات أثرية ضخمة، أعلنت عنها وزارة الآثار، ومنها مقابر ملكية وأجزاء من معابد فرعونية، كما أعلنت وزارة الآثار عن اكتشافها بما وصفته بأنه أول وأكبر خبيئة بمنطقة التنقيب بسقارة، جنوبي الجيزة، وتضم 150 تمثال برونزي و250 تابوت خشبي تعود للعصر المتأخر.
الاكتشاف الأثرية خلال عهد السيسي
شهد مصر خلال العام التاسع من تولي الرئيس السيسي الرئاسة، العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة، منها ما يلي:
• نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادي النصب بجنوب سيناء، في الكشف عن بقايا مبنى كان يستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.
• كما نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة العاملة في محيط ضريح الأغاخان بمنطقة غرب أسوان، في الكشف عن مقبرة أثرية جديدة محفورة في الصخر تعود للعصر اليوناني الروماني، وذلك من خلال عمل البعثة خلال موسم الحفائر الماضي.
• كما عثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمعبد الأقصر على مجموعة من الآثار الملكية الهامة، من بينها لوحة جنائزية من الجرانيت الأسود ترجع لعصر الدولة الحديثة، ومائدة قرابين ترجع للعصر الروماني، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة الواقعة بحرم المعبد والتي بدأت فور أعمال إزالة منزل توفيق اندراوس الملاصق لمعبد الأقصر.
• اكتشاف 5 مقابر أثرية بمنطقة سقارة في عام 2022، باعتبارها من أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة الواقعة شمال غرب هرم الملك “مرنرع” بسقارة التي يرأسها، ويتضمن الكشف الأثري 5 مقابر منقوشة من عصري الدولة القديمة والانتقال الأول، بداخلها العديد من الدفنات واللقى الأثرية.
• وتم افتتاح جزء من مبنى حصن بابليون بمجمع الأديان بمصر القديمة للزيارة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميمه، كما انتهى المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، من أعمال ترميم جامع عبد الله عاصي بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية ذلك في إطار خطة الوزارة للحفاظ على الأثار المصرية العريقة.
• ونجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الفرما (بيلوزيوم) بمنطقة آثار شمال سيناء، في الكشف عن بقايا معبد للإله زيوس كاسيوس، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة بالموقع ضمن مشروع تنمية سيناء للعام 2021-2022.
• نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة جبل الهريدي بسوهاج والتابعة للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن أحد نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث عام 2022.
• كما قامت البعثة باستكمال أعمال الحفائر الخاصة بالكشف عن بقايا المعبد البطلمي والذي نجحت بعثات المجلس الأعلى للآثار في الكشف عن أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة في أوائل ألفينيات القرن الحالي.
• وفي معبد إسنا نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة في الكشف عن النقوش والصور والألوان الموجودة على أسقف وجدران المعبد لأول مرة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ضمن مشروع ترميم المعبد.
• كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة في الكشف عن أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر، وذلك أثناء أعمال موسم الحفائر الرابع للبعثة.
• وقامت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة والعاملة بمنطقة المطرية بالقاهرة بالكشف عن كتل حجرية من الجرانيت من عصر الملك خوفو بمعبد الشمس، بالإضافة إلى أساسات فناء المعبد والذي يعود لعصر الدولة الحديثة وعدد من التماثيل والمذابح، وذلك أثناء استكمال حفائرها في الجانب الغربي من المتحف المفتوح بمسلة الملك سنوسرت الأول بالمطرية.
• كما عثرت البعثة الأثرية التابعة للمعهد التشيكي لعلم المصريات، كلية الآداب، جامعة تشارلز على مقبرة واح-إيب-رع مرى نيت والتي يمكن تأريخها للفترة خلال أواخر الأسرة 26 وأوائل الأسرة 27.
• وقامت البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة والعاملة بمعبد الملك “نى وسررع” بأبوغراب شمال أبوصير، بالكشف عن بقايا مبنى من الطوب اللبن أسفل المعبد، والذي تشير الدراسات المبدئية إلى أنه ربما يكون أحد معابد الشمس الأربعة المفقودة من الأسرة الخامسة والمعروفة من خلال المصادر التاريخية، والتي لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
• كما انتهى المجلس الأعلى للآثار من ترميم مقصورة الذهب بمعبد هابو بالبر الغربي بمحافظة الأقصر وذلك في إطار خطة وزارة السياحة والآثار لترميم وتطوير المواقع الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية وخاصة الصعيد.
• ونجحت كذلك البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس بمدينة إسنا بمحافظة الأقصر في الكشف عن خبيئة تضم عددا من العملات من عقود تاريخية مختلفة من العصر الإسلامي، بالإضافة إلى أجزاء من قوالب سك العملة ووزنها، بالإضافة إلى نجاح البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد تل الفراعين (بوتو) بمحافظة كفر الشيخ، في الكشف عن بقايا صالة أعمدة، وذلك أثناء استكمال أعمال الحفائر التي تجريها بالمعبد.
• وفي المنوفية، نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة قويسنا الأثرية في الكشف عن امتداد لجبانة قويسنا الأثرية والتي تضم مقابر أثرية ترجع لفترات زمنية مختلفة تحتوي على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية.
• كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع جرزا الأثري بالفيوم، في الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين البطلمي والروماني بالإضافة إلى عدد من النماذج من بورتريهات الفيوم، وذلك أثناء موسم الحفائر العاشر للبعثة خلال يونيو الجاري.