حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من فرض عقوبات اقتصادية مشددة على روسيا حال قررت المضي قدما في غزو أوكرانيا.
ولمح وزير الخارجية الأمريكية إلى وجود “أدلة” تُثبت أن روسيا تخطط لغزو أوكرانيا.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التوصل لـ”اتفاقيات ملموسة” تحول دون توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا ونشر أنظمة أسلحة بالقرب من الحدود الروسية، مقترحًا بدء “مفاوضات جوهرية” حول هذا الموضوع.
وفي ختام اجتماع للناتو في ريغا، اتّهم بلينكن موسكو بحشد “عشرات آلاف (من عناصر) القوات القتالية الإضافية” قرب الحدود، عشية لقاء مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في السويد.
وقال بلينكن: “نحن قلقون للغاية إزاء الأدلة التي تُثبت أن روسيا خطّطت لأفعال عدائية كبيرة ضد أوكرانيا، خططٌ تشمل جهودًا بهدف زعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل وكذلك عميات عسكرية واسعة النطاق”.
وأضاف: “لا نعرف ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرارًا بشأن الغزو.. نعرف أنه بصدد بناء القدرة على القيام بذلك بسرعة، إذا قرر ذلك”.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن “الدبلوماسية هي الطريقة المسؤولة الوحيدة لحل هذه الأزمة المحتملة”.
وتابع: “لقد قلنا بوضوح للكرملين إننا سنردّ، خصوصًا من خلال سلسلة تدابير اقتصادية ذات تأثير كبير كنّا قد امتنعنا عن استخدامها في الماضي”.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يدقّ حلفاء كييف الغربيون ناقوس الخطر بسبب تعزيزات جديدة للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا واحتمال تنفيذ موسكو غزو.
وتنفي موسكو التي ضمّت شبه جزيرة القرم عام 2014 والمتّهمة بدعم انفصاليين يقاتلون كييف، التحضير لهجوم واتّهمت حلف الأطلسي بتأجيج التوترات.
مفاوضات مباشرة
ردّت موسكو الأربعاء متهمةً أوكرانيا بحشد عشرات آلاف الجنود في شرق البلاد.
ودعا بوتين إلى مفاوضات مع الدول الغربية بهدف الحصول على “ضمانات قانونية” لجهة عدم توسّع الناتو شرقًا وعدم نشر أنظمة أسلحة “تهددنا على مقربة شديدة من الأراضي الروسية”.
وأضاف خلال حفل في الكرملين: “نقترح بدء مفاوضات جوهرية حول هذا الموضوع”.
يأتي ذلك في وقت دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء إلى “مفاوضات مباشرة” مع روسيا بهدف “وقف الحرب” الدائرة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق بلاده.
وقال زيلينسكي الأربعاء في خطاب أمام البرلمان “علينا أن نقول الحقيقة، وهي أننا لن نكون قادرين على وقف الحرب من دون مفاوضات مباشرة مع روسيا”.
ويشهد شرق أوكرانيا حربًا بين كييف وانفصاليين موالين لروسيا اندلعت عام 2014، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم. وأودى النزاع بحياة أكثر من 13 ألف شخص.
لكن موسكو التي تنفي تقديمها أي دعم للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا، بدت وكأنها ترفض هذه الدعوة الأربعاء مؤكدةً مجددًا أن الحرب هي مشكلة داخلية في هذا البلد.
في موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: “نحن على علم بالمحاولات التي تهدف إلى تقديم روسيا على أنها جزء من هذا النزاع. هذه ليست الحال”.
وأضاف: “حرب دونباس لا يمكن وقفها إلا من خلال مفاوضات بين الأوكرانيين”.
ودعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند الأربعاء إلى “وقف كامل لإطلاق النار” في نزاع دونباس في شرق أوكرانيا في فترة عيد الميلاد.
وقالت نولاند خلال منتدى حول الأمن في كييف عبر اتصال بالفيديو: “مع اقتراب فترة عيد الميلاد، إنه وقت إعلان وقف كامل لإطلاق النار، تبادل السجناء وفتح المعابر للسماح للعائلات بالتنقل”.
وأضافت “لقد شجّعنا موسكو وكييف على العمل سويًا على مجموعة تدابير من هذا النوع”.
خطوط حمراء
وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا للغرب من مغبة تخطي “الخطوط الحمراء” للكرملين فيما يخصّ إجراء تدريبات عسكرية وتعزيز التسلّح في أوكرانيا.
ففي ريغا، أشار بلينكن أيضًا إلى أن الدول المنضوية في حلف الأطلسي “تحرص على أن حيازة أوكرانيا وسائل للدفاع عن نفسها”.
وقال إن الحلف: “سيدرس ما يجب أن يفعل في حال حصول عدوان روسي جديد، لتعزيز دفاعاته الخاصة”.
واعتبر بلينكن أن روسيا تستخدم “الأسلوب” نفسه الذي استخدمته عندما سيطرت على القرم، خصوصًا عبر تكثيف “التضليل” لتقديم كييف على أنها “المعتدي”.
وحثّ وزير الخارجية الأوكراني الذي لم يُقبل طلبه ضمّ بلاده إلى الناتو، الحلف في ريغا على وضع “مجموعة تدابير ردع” لوضع روسيا عند حدها.
من جهته، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه يجب “توضيح أن أي عدوان على أوكرانيا سيتبعه ردّ صارم”.