القاهرة – محمد عوض:
لطالما كانت مصر هي الوجهة الثانية لأي مواطن سوداني بعد بلده الأم السودان، فالعلاقة التاريخية علي مر السنين التي تربط مصر بشقيقتها السودان أكثر من رائعة. هذا ماجعل توافد السودانيين منذ إبريل الماضي وحتي الآن علي مصر امر طبيعي، ولذلك فقد دخل مصر الكثير من المواطنين السودانيين بعد الصراعات الداخلية بالبلاد.والآن تعتبر أكبر جالية أجنبية في مصر هي الجالية السودانية التي يتواجد منها ملايين منذ فترة كبيرة، ودخلها آخرين منذ إبريل وحتي الآن. والحقيقة المؤكدة هي أن السوداني بمصر ليس وافد بل هو أقرب للمواطن المصري؛ وكثير من المصريين أعتاد علي وجود جيرانه السودانيين دون اعتبارهم غرباء عن هذا الوطن.
لذلك كانت مصر هي الوجهة الأولي للانتقال للعيش أو الإقامة المؤقتة والدراسة والاستشفاء والعلاج. أما عن نشاطات الإخوة السودانيين بمصر فحدث ولاحرج فهم موجودين في عدة جوانب وأنشطة اغلبها يميل للسياحة والتجارة، كما أنهم انعشوا سوق العقارات وهو جزء مهم ومؤثر بطبيعة الحال علي الاقتصاد المصري، قليل منهم من يتواجد في وظائف ثابتة، والأكثرية تعمل بالتجارة بين مصر والسودان وذلك حتي فترة بداية إبريل.
الآن الأمور طبيعية في مصر بالنسبة للنشاطات السودانية خصوصا في مجال الفندقة والسياحة، فهم أميل لاقامة نشاطات خاصة بالعمل في المطاعم والمقاهي الخاصة بهم، كذلك الجانب الفني لايغفل حيث بدأت تجمعات فنية سودانية كبيرة في مصر سواء لإقامة المناسبات والأفراح أو إقامة حفلات غنائية وثقافية، فالمعروف عن السودانين أنهم من أكثر الشعوب حبا للفنون والثقافة، وهذا نابع من طبيعة المواطن السوداني الهادئة والتي تتمتع بحب واحترام من الكثيرين .
نجد حاليا ان المواطن المصري بدأ يتعرف عن قرب علي الثقافة السودانية سواء عن طريق جار أو صديق سوداني، او عن طريق الأنشطة الخاصة بهم والمتواجدة في أماكن كثيرة في مختلف المحافظات، ويميل الكثير منهم للتجارة في المنتجات الطبيعية والأعشاب، خاصة السيدات، بطبيعة الحال معروف عن السودان انها إحدي أشهر الدول التي تتميز بمنتجاتها الطبيعية في كل نواحي الحياة.
وبسؤال إحدي السيدات السودانيات عن إقامتها بمصر أكدت أنها إبريل الماضي، وزوجها يعمل بإحدي دول الخليج، كانت قررت عند المجئ لمصر أنه بصفة مؤقتة لحين تحسن بالسودان، لكن حاليا ابنائها يدرسون بمدرسة سودانية، والتي تنتشر في مصر منذ سنوات، وتفكر جديا في تملك شقة بمصر سواء رجعوا لوطنهم الام السودان أو استقروا بالقاهرة، فمصر علي حد قولها هي بلد السودانيين الثاني.
وقبل اندلاع الازمة الاخيرة كانت هناك أحياء ومناطق بعينها معروف أنها من أكبر مراكز تجمعات السودانيين علي سبيل المثال عابدين وعين شمس ووسط البلد والعتبة، لكن الآن هما موجودين في كل أنحاء القاهرة الكبري والمحافظات أيضا بأنشطتهم الخاصة في التجارة والمطاعم التي تقدم أكلاتهم التراثية والتي نالت إعجاب الشعب المصري .
أعداد السودانيين بمصر غير محددة رسميا، لعدة اعتبارات أهمها انه هناك من مر علي اقامته عشرات السنين واستقر بمصر، وجزء آخر يأتي سنويا لمصر، ومنهم من يوجد له مسكن خاص وهناك من هو موجود للتعليم او العلاج، وأخيرا الأعداد الكبيرة التي توافدت في الفترة الأخيرة. اما عن أوضاعهم بمصر يؤكد السودانيين أنهم يعاملوا معاملة كريمة علي المستويين الشعبي والرسمي، وأنهم ما يحزنهم فقط هو الحنين لبلدهم ووطنهم الام السودان.