القاهرة – نورهان مهران:
شجرة الكريسماس هي أشهر مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، وتعتبر من أكثر الأشياء المميزة فيه ورمز من رموزه، وغالبًا ما تكون شجرة صنوبر مخروطية الشكل، تكون مضاءة بحبل الإضاءات ومزينة بالهدايا والشوكولاتة والحلوى، هل فكرت يومًا وأنت تأخذ صورة بجانب شجرة الكريسماس ما هي قصة هذه الشجرة، ومتى أول مرة تم استخدامها بهذا الشكل وتزيينها للاحتفال، قد تكون الفكرة لم تخطر ببالك من قبل، ولكن خطرت لنا، فبحثنا عن قصة هذه الشجرة، وعرفنا أصل الموضوع.
وإليك الحكاية تبدأ الحكاية من عند المصريين القدماء، وقبل ظهور المسيحية بوقت طويل، حيث كان يحتفي المصريون القدماء باستخدام الأشجار شديدة الخضار؛ ليعبروا عن احتفالاتهم وفرحتهم وتفاؤلهم، بل وكانوا يعتقدون أيضًا أن هذه الأشجار شديدة الخضار تطرد الأرواح الشريرة، ولها دلالات عميقة أكبر من مجرد شجرة مخروطية الشكل.كان المصريون يحتفلون بمناسبة الانقلاب الشمسي، باستخدام هذه الأشجار، وتحكي القصة أنهم كانوا يعتقدون أن الشتاء والصيف يأتون حسب حالة إله الشمس، فيأتي بسبب مرض إله الشمس، ثم يعود الصيف عندما يبدأ إله الشمس بالتعافي، وكانت الأشجار المخروطية شديدة الخضار تذكرهم بالصيف أي الفصل الذي تنمو فيه النباتات، وكانت هذه الأشجار تمثل انتصار الحياة على الموت في معتقداتهم، وفي أوروبا لم يذهب الموضوع بعيدًا، فكانوا يحتفلون على طريقة المصريين القدماء، باستخدام الأشجار الخضراء، ويزينون معابدهم بالأغصان باعتبارها رمز للحياة.
ظلت الاحتفالات بهذه الأشجار والأغصان شديدة الخضار منتشرة في أوروبا، ولكن الذي غير شكلها إلى ما نعرفه اليوم بشجرة الكريسماس هم الألمان، وبداية من القرن ال16 بدأت رحلة تغيير شجرة عيد الميلاد وتحويلها إلى تقليد ورمز للاحتفال بهذا العيد.بدأ تطويرها من شجرة مخروطية خضراء، إلى شجرة مزينة، ثم إلى شجرة معلقة بالهدايا والشيكولاتة، والأجراس والخشب، والنجمة التي تعلق أعلاها، إلى أن وصل تزيينها بالشموع لإضافة الشكل الساحر إليها، ويرجع الفضل في إضافة الشموع إلى مارتن لوثر، وجاءته الفكرة عندما كان يمشي ليلًا، ورأى نجومًا في السماء إضاءتها ساحرة، فأحس أنه يريد أن يضيف إضاءة كهذه على شجرة العيد ميلاد، وأصبحت الشجرة بهذا الشكل جزء لا يتجزأ من احتفالات الألمان بعيد الميلاد، أما مرحلة التطوير الأخيرة التي شهدتها شجرة الكريسماس هي تحول الشموع إلى إضاءة كهربائية بعد انتشار الكهرباء، ووصلت إلى الشكل الذي نراه عليها اليوم في كل مكان.هذه هي قصة تطور شجرة الكريسماس في ألمانيا.
إذًا هناك سؤال آخر، كيف وصل هذه الشجرة بهذا الشكل من ألمانيا إلى كل دول العالم؟يرجع هذا الموضوع إلى الأمير الألماني ألبرت وزوجته فيكتوريا، فقد نشروا هذا التقليد في بريطانيا وجعلوا أشجار الكريسماس جزء مهم من احتفالات أعياد الميلاد في بريطانيا، وفي 1848 ظهر رسم توضيحي للعائلة المالكة ملتفين حول شجرة من أشجار الكريسماس في صحيفة أخبار لندن المصورة، وبسبب هذه الصورة اعتمد الناس هذه الشجرة في احتفالاتهم بعيد الميلاد.ومع حركة الهجرة إلى الولايات المتحدة، وصل الألمان ونشروا تقليدهم في الاحتفال بشجرة الكريسماس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الكلام تحديدًا في أواخر القرن 18 والقرن 19، وبدأت شجرة الكريسماس تجذب الأميركيين؛ حتى يصبح تقليد شجرة الكريسماس منتشر في احتفالات الأمريكيين طوال القرن العشرين وإلى الآن، ومن هنا انتشرت في كل دول العالم، وأصبحت شجرة الكريسماس أهم رمز في احتفالات عيد الميلاد.