استعدادات فرنسا لاولمبياد باريس 2024

القاهرة – أيمن على:

يقام حفل الافتتاح على ضفاف نهر السين يوم الجمعة 26 يوليو 2024، يبدأ حفل الافتتاح في الساعة السابعة والنصف مساء الجمعة المقبل، ويستمر لنحو 4 ساعات، ويتألف من 12 جزءاً، سيكون بعضها من ثقافة البلد المضيف فرنسا، سيصبح الموقع مسرحا مفتوحا ، قد تم بناء مقاعد مؤقتة على ضفاف النهر، ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 300 ألف متفرج، وقد تم بالفعل بيع أكثر من 8.8 مليون تذكرة لمباريات الأولمبياد باريس 2024، أي أكثر من أي دورة أولمبية أخرى، وما يزال هناك مليون تذكرة أخرى متاحة للجمهور للشراء من الموقع الرسمي.

في مقال نشرته الغارديان البريطانية، تعليقا على الاستعدادات الامنية المكثفة التى نشرتها باريس في الأيام الماضية، استعدادا الأيام المقبلة، تحولت باريس إلى مدينة البوابات الأمنية، وبطاقات اكواد التعريف، QR مع تكثيف التجهيزات الأمنية لدورة الألعاب الأولمبية، أقيمت المتاريس وانتشرت المناطق المحظورة في وسط المدينة لتشهد عسكرة لم تشهدها باريس منذ الحرب العالمية الثانية، ان القيود المفروضة على الباريسيين الآن تشبه تلك التي فرضت أثناء إغلاق كوفيد 19, كانتا هاتين الكلمتين الأكثر استخدامًا من قبل السكان المحليين الفرنسيين، في الاونة الاخيرة.

تم حظر حركة المرور إلى حد كبير في محيط واسع حول النهر، وتم تعيين نشر 30 ألف شرطي في المتوسط يوميًا خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، مع ارتفاع العدد إلى 45 ألفًا ليلة حفل الافتتاح، علاوة على ذلك، هناك 20 ألف حارس أمن خاص و10 آلاف جندي من فرق التدخل السريع، على استعداد للتدخل في حالة الاشتباه بوقوع هجوم إرهابي كجزء من خطة التأمين والتى اطلق عليها ما يسمى بعملية الحارس، وتم بناء قاعدة عسكرية ضخمة في بوا دي فينسين على مشارف باريس لاستيعاب فرقة الجنود،كما ان قوات الشرطة قد تمركزت أيضًا في الفنادق والمدارس ومفرات الحرم الجامعي، المتواجدة في باريس، من يزور باريس الان سوف يجد هناك قرابة 44 ألف حاجز معدني في شوارع العاصمة الفرنسية، تعمل على توجيه الناس إلى طرق تفتيش أمني، تم إغلاق الوصول إلى ضفاف نهر السين، أمام أولئك الذين ليس لديهم اكواد التعريف QR , ومن ليس لهم تصاريح الإقامة أو حق للتواجد هناك، حيث سيشهد حوالي 326 ألف متفرج نقل الرياضيين عبر النهر على حوالي 80 قاربًا مساء الجمعة.كتب وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، خطابا موجها، ومكتوبا بخط اليد، والذي وزعت منه مئات الالاف من النسخ على مئات الآلاف المتطوعين، والأفراد النظاميين المشاركين في العملية الأمنية، قال فيه ان اكبر حدث عالمي يمكن لبلد ما تنظيمه قد وصل اخيرا بعد أربع سنوات من الاستعداد والتحضير، اعلم ان مهمتك لن تكون سهلة، أنا أعول على كل واحد منكم ليقدم أجمل وجه لفرنسا، كن حنونًا وودودًا ومحترفًا، عيون العالم تتجه نحوك.

وقال دارمانين من قبل جهاز المخابرات الفرنسي، الثلاثاء إنه لم يتم تحديد أي تهديد، ولم يرد كذلك اى تحذير من الوكالات الأجنبية الشريكة، وقال ان وقوع هجوم إرهابي واسع النطاق منسق من الخارج أمرا غير مرجح، لكن لدينا مخاوف بشأن خطر ما يسمى بالتهديد الداخلي، من “الوكلاء” الذين يعيشون في داخل البلاد، ثم هناك احتياطات لئلا تخرج الأمور عن السيطرة، فقد تم اخطارنا بوقفات تنظمها الجماعات المؤيدة لفلسطين، التي تعتزم تنظيم احتجاجات يومية أمام مقر اللجنة الأولمبية الفرنسية في شمال باريس، كما أنه من المتوقع حدوث مظاهرة صاخبة داخل وخارج حديقة الأمراء حيث المكان الذي يلعب فيه فريق كرة القدم الإسرائيلي مع مالي مساء الأربعاء، علينا ان نعمل بحذر وتشديد الرقابة الامنية، مما يتعرض لتقييد حرية البعض، قد لا تكون استعدادات خطة ” انعدام الخطر” لا ترضى الجميع، لكن يجب تفعيلها، وأضاف: “ليس لدينا أي تهديدات محددة للألعاب الأولمبية، سواء من أجهزة المخابرات الفرنسية أو أجهزة المخابرات الأجنبية الشريكة التي تساعدنا”.

وأضاف: “أننا ننتبه لكل إشارة، لكن لا توجد تهديدات محددة ومع ذلك، فإننا نتخذ عددًا معينًا من الإجراءات، بما في ذلك نشر 45 ألف شرطي في حفل الافتتاح، ولكن أيضًا يتوجب علينا تفعيل المزيد الإجراءات الوقائية، بما في ذلك الإجراءات التفتيشية، والإجراءات البحثية الإدارية للأشخاص الذين يثيرون الشكوك، والذين نفضل بقائهم في منازلهم وعدم الاقتراب من مواقع الفعاليات ،أعتقد أن هذا هو الأفضل للجميع ويسمح للجميع بالاستمتاع بمنافسات الألعاب الرياضية، والبقاء آمنينكما تحدث توني إستانجيت، رئيس اللجنة المنظمة باريس 2024، وسلط يوم الأحد، الضوء على نجاح مسار الشعلة عبر فرنسا كدليل على التزامهم بالسلامة.

تعاملنا بخبرة عندما أعددنا مسارات تنقلات الشعلة الأولمبية في باريس، حيث شارك 500 ألف شخص في رحلة استقبال الشعلة الأولمبية، لقد كان مسارا آمنًا تمامًا، وأجواء احتفالية رائعة، وسيكون هذا هو الحال أيضًا في باريس 2024، هناك في كل فعاليات الافتتاح وفي جميع المسابقات قبل وبعد حفل الافتتاح خطة محددة لضمان الأمن لجميع الأشخاص الإداريين، والرياضيين المشاركين والمشاهدين.وأوضح إستانجيت أن على لجنته إيجاد توازن بين إدارة إجراءات أمنية مشددة وخلق بيئة احتفالية، وقال: ” “لهذا السبب يوجد نظام أمني غير مسبوق في بلادنا وفي باريس بشكل خاص لتحقيق الأمان، في خلال الأيام الماضية، دخلت العديد من قوات الشرطة الأجنبية إلى فرنسا لمساعدة القوات المحلية، بما في ذلك الشرطة الألمانية والشرطة البرازيلية وشرطة الحدود الهندية التبتية. وقال إستانغيت: “هناك شراكة أمنية دولية، كما هو الحال دائمًا في أي أحداث دولية”.

“نتحدث مع حوالي 40 دولة تتعاون مع فرنسا في هذا الإجراء الأمني.”وبالعودة الى الحياة اليومية في باريس الآن يبدو أن تفعيل البروتوكول الامنى كان هو عنوان الأيام الحالية، حيث تم فرض منطقة محظورة حول نهر السين باعتبارها النطاق الأمنى الخاص بفرقة مكافحة الإرهاب، غير مصرح بالدخول لتلك المنطقة، ويتطلب من الأشخاص المصرح لهم بالدخول، الحصول على رموز QR الخاصة بـ Games Pass أو إظهار بطاقة تسمح له بالمرور، حتى سكان المنطقة لابد من تصريحيبدو من الواضح أن التضحيات التي يقدمها الباريسيون والسياح باسم الأمن لا تلقى قبولا لديهم، حيث تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن ما يقرب من 40% من الفرنسيين لا يبالون بالألعاب الأولمبية وأن 37% لديهم وجهة نظر سلبية، بسبب حظر السير أو التجول في الشوارع الهادئة في “المنطقة الرمادية”، وهى المنطقة الأقرب إلى نهر السين موقع حفل الافتتاح، حيث أغلقت جميع المقاهي ومتاجر الهدايا التذكارية نوافذها.

ووصفت المجموعة الناشطة Saccage 2024، التي تعارض استضافة باريس دورة الألعاب الأولمبية، واصفة دورة باريس 2024 بأنها أول “دورة ألعاب أولمبية مشفرة اشارة الى بطاقات QR للفرنسيين المحليين، وأنها يمكن أن تشكل سابقة مثيرة للقلق من الفعاليات الكبرى المستقبلية، نظرا لما يتم من تقيد من حرية التنقل للمقيمين في المناطق المحيطة بمواقع الاحتفالات، وحظر الزيارات بدون تصاريح، وتحديد مواعيد معينة التحرك، وضرورة إصدار تصاريح مسبقة.

وقالوا: “نظرًا لاغلاق اجزاء كثيرة من المدينة تجهيزا لحضور الجمهور فعاليات الألعاب وخاصة حفل الافتتاح، يفقد العديد من الأشخاص والشركات المحلية أبسط حقوقهم في التنقل بحرية، مثل المشي على الطرق العامة، إن قرار تقييد ورهن حرية التنقل والزيارات لأهم المعالم السياحية في باريس خطأ كبير، كان يجب تغيير موقع حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية من ضفاف نهر السين إلى مكان آخر على مشارف المدينة كما كان الحال مع لندن في عام 2012

amaعربوكالة الإعلام العربية
Comments (0)
Add Comment