“زفير المكس” … تجربة فريدة تجمع بين سحر التاريخ وطعم البحر”

الإسكندرية – هند حسن:

إذا كنت من زوار الإسكندرية وتريد أن تستمتع بشىء فريد بها وإذا كنت من سكان الماريا وعروس البحر المتوسط الإسكندرية وتريد أن تستنشق هواءً مختلفاً يعيد لك ذكريات كنت قد نسيتها بعد من زمن بعيد ملىء بالذكريات، فكلا الحالتين فعليك الذهاب إلى منطقة المكس والذي يطلق عليها “فينسيا” الإسكندرية و”فينسيا”مدينة في شمال إيطالية وتعني “البندقية”.

وستلاحظ بداية من دخولك هذه المنطقة من أول لحظة روح مختلفة لا تشبه أي منطقة في الإسكندرية، والتي استطاعت الحفاظ على روح الإسكندرية القديمة وعبق التاريخ من خلال شكل بيوتها والمحال الموجودة بها التي لازالت تتعطش بروح إسكندرية القديمة وصولاً لرائحة اليود الفجة والتي نتجت من إندماج المياه العذبة مع المياة المالحة.

ويوجد دراسات عديدة تثبت أن رائحة هذا اليود تعمل على تحسين الحالة المزاجية والنفسية لدى الإنسان حتى أن بعض الأطباء النفسيين يقوموا بوصف استنشاق رائحة يود المكس لبعض مرضاهم للعلاج من الاكتئاب في وقت شروق الشمس.

وإذا ذهبت إلى المكس معنى ذلك وصولك إلى الأسطورة “زفير” و هي كلمة تعني “السعادة” وليس بقليل أن نصفه بذلك الاسم لأنه على جزيرة تتوسط مياه هذه المنطقة الساحرة وحوله العديد من المراكب القديمة الملونة التي ترسو على ضفاف المكس ويستخدمها صيادين هذه المنطقة “وزفير” أيضا لتقديم سمكه الطازج، وله تاريخاً أيضاً ليس بقليل وهذه قصته التي بدأت منذ أن أسسه المهندس اليوناني “ديمتري” أبن “الخواجة كوستا كومباناس” في عام 1918 أي منذ 106 سنة.

وسيكون لك الحظ إذا التقيت بـ “تامر الطباخ” وهو شخص مميز ومؤرخ جيد لهذه المنطقة وُلد وترعرع بها وأيضاً صانع لأفلام عدة قصيرة عن تاريخ منطقة المكس واللوكاندا الحمراء والصفراء ووصولاً لزفير والذي كان ولازال منأى وقبلة للعديد من محبي أكلات الأسماك ليس بمصر فقط بل بالعالم أجمع فهو أرقى محلات الإسكندرية في تقديم الأسماك من زمن ومنذ بدايته وحين أغلق وتم فتحه من جديد عن يد “محمد الشرقاوي” وولده حالياً منذ عام 1999

ويصحبنا “تامر الطباخ” أحد سكان هذه المنطقة وصاحب أحد المحال ذو الطابع والروح القديمة الإسكندرية بداية من نقوش الجدران وحتى رائحة المكان الممتلئة باليود والسمك المطهي وشبيهه الصدف ومحار البحر الذي تسمع من خلاله اصوات موج البحر.

وتحدث ” الطباخ ” عن المكس وأنها محمية طبيعية ربانية مشيراً إلى معناها وهي “مورا ماكس” أي الصخور الغاطسة وهو ما تتميز به أيضاً منطقة المكس وعبر الطباخ عن مدى إعجابه بالشرقاوي لحفاظه على طابع وتراث زفير القديم بل وتمجيده والوصول به الآن إلى مكانة ميزته عن غيره من المحال الأخرى.

ونرى عند دخولنا لهذا المكان ذو الطابع الملكي المميز ” أنه يحوي 4 قاعات ترى البحر مباشرة، منها القاعة الملكية التى تتسع لـ220 فرد والتى افتتحت عام 1918 على التراث الكلاسيكى، كما يوجد قاعة القرش التى تطل على مياه البحر مباشرة عبر جميع نوافذها وقاعة تراث المكس، وهى تراث صيفي يقع وسط المياه بالإضافة إلى قاعة التراث الرئيسي والتى تتسع لنحو 200 فرد.

وحينما تدخل إلى أبواب زفير لابد وأن تقابل حمادة النورس” شيف عمومي بـ “زفير” ويقول “أتولدت في زفير وعنوان بطاقتي زفير هو قبلة العشاق وقصص الحب والزواج تنشىء بمائدات زفير لقد أعطاني وأخذ مني ولا استطيع العيش خارج زفير وقضيت به 25 عام حتى هذه اللحظة ونقوم بصناعة 15 صنفاً جديداً باسم “طبق اليوم”ونملك شيفات على أعلى مستوى تجعلنا قبلة للوطن العربي والإفريقي وأجانب في جميع فروع زفير داخل وخارج مصر” .

واستكمل حديثه عن معاصرة “زفير” للعديد من الشخصيات البارزة التي قامت بزيارة هذا المكان بدءاً من الملك فاروق والأسرة الملكية وكذلك كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم ووصولاّ إلى عالم الذرة أحمد زويل والعديد من الفنانين بالإضافة إلى استضافة المكان للعديد من الأعمال الفنية للتصوير به.

وختم النورس حديثه عن زفير بالأكلات الشهيرة به كطبق الجمبري البترفلاي وطاجن السبيط والسمك السنجاري المشوي بالخلطة الخاصة بزفير متحدياً أي شخص أنه إذا قام بتذوق أكلات السمك بزفير لا يستطيع تذوق شىء في مكان أخر.

amaعربوكالة الإعلام العربية
Comments (0)
Add Comment