زعماء العالم يسعون إلى الاستقرار مع الصين قبل عودة ترامب

القاهرة – خلود النجار:

يبدو أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، والذي تعهد بمواجهة الصين بشأن التعريفات الجمركية، قد تسببت في حالة من عدم اليقين العميق بشأن دور الولايات المتحدة الأمريكية في تجنب الصراعات العالمية.

ومع انتقال الولايات المتحدة الأمريكية من جو بايدن إلى ترامب، يبحث قادة الدول ورؤساء الوزراء في جميع أنحاء العالم عن الاستقرار، خاصة أمام منافس قوي مثل الصين التي لا تسعى حالياً لتأجيج صراعات الشرق الأوسط أو الصراع الروسي الأوكراني اللذان انخرطت فيهما أمريكا، حسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وفي وقت سابق، دعا كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، إلى إقامة علاقة “متسقة ودائمة” مع الصين، ذلك خلال لقائهم على هامش قمة العشرين، والذي كان اللقاء الأول بعد انقطاع دام لـ 6 سنوات.

وتعهد أنتوني ألبانيز، رئيس وزراء أستراليا، بأن يكون “صبورًا عل تقوية علاقات بلاده بالصين بشكل مدروس وممنهج لتطوير العلاقه على كافة الأصعدة” على حد قوله.فيما شعرت الإدارة الأمريكية بمخاطر النفوذ الصيني عليها، ووعد بايدن بعدم السماح “للمنافسة بالتحول إلى صراع”، حتى مع استعداده لتسليم السلطة لترامب، الذي تعهد بمواجهة الصين بشأن التعريفات الجمركية.

لكن الاستقرار الذي يسعى إليه زعماء العالم مع الصين مهدد بمجموعة من القضايا المعقدة التي ظلت عالقة دون مناقشات جادة في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، والتي انتهت يوم الثلاثاء.

فيما أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، في تصريحاته الخاصة خلال اجتماع في بيرو، لنظيره الأمريكي المنتهية ولايته بايدن، أنه يريد الحفاظ على علاقة “مستقرة وصحية ومستدامة” مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الوقت الحالي، تلوح في الأفق صراعات محتملة مع الصين بشأن حقوق الإنسان، ومصير النزاع مع تايوان، والمنافسة التكنولوجية، والهجمات الإلكترونية بما فيها اتهامات القرصنة، والمساعدات المقدمة لروسيا، والتعريفات الجمركية.

ورغم كل العبارات المنمقة والمجاملات التي يختتم بها بايدن نصف قرن من وجوده على المسرح العالمي، إلا أن هناك حالة من عدم اليقين العميق بشأن الدور الذي قد تلعبه أمريكا في درء هذه الصراعات.وفي خطابه الأخير في الأمم المتحدة في سبتمبر، قال بايدن إن العالم عند “نقطة تحول أخرى” وأضاف: “إن الاختيارات التي نتخذها اليوم ستحدد مستقبلنا لعقود قادمة”.

وفي تصريحات لـ”نيويورك تايمز”، قال جون ديلوري، المؤرخ الصيني الحديث: “الآن ينظر القادة الأوروبيون إلى الصين ويدفعونها إلى التقدم، لم يعد هذا مجرد كلام. نحن نريد حقًا الارتقاء بالعلاقات الصينية الأوروبية”.

من جانبه، استخدم رئيس الصين قمة مجموعة العشرين للترويج لبلاده كداعم قوي للتجارة المفتوحة والاستقرار الدولي، ولطالما قدم القادة الصينيون مواضيع مطمئنة في خطاباتهم للجمهور العالمي، لكن يبدو أن شي جين بينج ومستشاريه يأملون في أن يكون القادة الأجانب أكثر إقبالاً على التعاون مع بكين بينما يستعدون لعلاقات متوترة غير مستقرة في فترة ولاية ترامب الثانية، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”.

وحذر الرئيس الصيني في إحدى تصريحاته الرسمية، القادة الأوروبيين الحاضرين، “موقفنا المتمثل في حماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بحزم لا يزال دون تغيير”.

وتم التأكيد على هذا التحذير خلال جلسة افتتاحية لقمة العشرين، تضمنت تصريحات من كل الرؤساء المشاركين، حيث كانت كاميرات التلفزيون تعمل عندما أدلى ستارمر بكلمته، ولكن عندما ذكر مخاوفه بشأن حقوق الإنسان في الصين وما يتعرض له رجل الأعمال من هونج كونج والمعارض المؤيد للديمقراطية، جيمي لاي من مضايقات، تحرك المسئولون الصينيون في غرفة المؤتمرات الكبيرة بسرعة لحجب رؤية الكاميرات ودفع الصحفيين خارج الغرفة.

amaالقاهرة - خلود النجار:عربوكالة الإعلام العربية
Comments (0)
Add Comment