الجزائر – خير الدين ماجوري:
حطّ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالجزائر، الثلاثاء، في زيارة هي الأولى له لبلد عربي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ووصل لافروف مطار “هواري بومدين” الدولي، وكان في استقباله نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، وهي الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها من قبل، والأولى له منذ 2019.
وفي الوقت الذي لم تكشف فيه العاصمتان عن أسباب وأجندة الزيارة، تحدثت وسائل إعلام عن أنها تأتي بمناسبة الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكذا لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا وأزمة الغاز العالمية.
ومن المرتقب أن يستقبل، مساء الثلاثاء، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وزير الخارجية الروسي، خلال زيارته التي تدوم يومين.
وفي أبريل/نيسان الماضي، بحث وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مع المسؤولين الروس في موسكو العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، على هامش مشاركته ضمن مجموعة الاتصال العربية للمساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.
وكان لافتاً أن أوكرانيا استبقت زيارة وزير الخارجية الروسي للجزائر، باتصال هاتفي أجراه نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا مع لعمامرة، الأحد الماضي.
وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها أن الوزيرين استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات.
وأضاف البيان، أن الاتصال “شكل فرصة للتباحث حول تطورات الأزمة في أوكرانيا والجهود الرامية إلى تحقيق حل سياسي”.
تحرك دبلوماسي
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، تحولت أنظار كثير من الدول الغربية صوب الجزائر.
وجاءت زيارة وزير الخارجية الروسي بعد زيارات قادت وزراء خارجية دول عدة إلى الجزائر، في مقدمتهم الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وسلوفينيا والبوسنة.
وأكدت عدة عواصم أوروبية على أن الجزائر باتت من أفضل الوجهات وأقربها لتعويض إمدادات الغاز الروسي، خصوصاً بعد أن تم التلويح بالبحث عن بدائل من أسواق أخرى للغاز الروسي.
فيما أشارت تقارير دولية إلى الضغوط الكبيرة التي باتت تواجهها الجزائر من عدة عواصم غربية لزيادة إمداداتها الغازية نحو أوروبا، في وقت أكدت شركة سوناطراك النفطية الجزائرية التزامها بضمان استقرار الإمدادات الطاقوية لشركائها الأوروبيين.
ووقعت روما الشهر الماضي مع الجزائر اتفاقاً لزيادة الإمدادات الغازية وصفته بـ”الاتفاق التاريخي”، في وقت شهدت العلاقات الجزائرية مع مدريد تدهورا، وتحدثت وسائل إعلام إسبانية عن خفض الجزائر إمداداتها الغازية بنحو 25 %، وهددت بوقف إمداداتها لإسبانيا في حال بيعها الغاز الجزائري لطرف ثالث.