تعتزم دار كريستيز بيع لوحة تمثّل وجه النجمة العالمية الراحلة مارلين مونرو رسمها آندي وارهول مقابل سعر خرافي غير مسبوق.
وقدّرت الدار قيمة اللوحة بنحو 200 مليون دولار، مما يجعلها الأعلى ثمناً على الإطلاق بين الأعمال الفنية العائدة إلى القرن العشرين المباعة في مزادات.
وعرضت اللوحة التي تحمل Shot Sage Blue Marilyn ورسمها آندي وارهول عام 1964، خلال مؤتمر لم يُعلَن عنه إلا في اللحظة الأخيرة عقدته دار كريستيز التي تهيمن مع نظيرتها سوذبيز على سوق المزادات النيويوركية والعالمية. ووصفت الدار العمل بأنه “أهم لوحة من القرن العشرين تباع في مزاد خلال جيل”.
أغراض خيرية
وتعود ملكية اللوحة الشهيرة لمؤسسة توماس ودوريس أمان في مدينة زيوريخ السويسرية. وستخصص المؤسسة عائدات هذا العمل الفني عن الممثلة الأمريكية الشهيرة (1926-1962) التي قضت بطريقة مأسوية “لتحسين حياة الأطفال في كل أنحاء العالم من خلال برامج الصحة والتعليم”، وفقاً لكريستيز.
وأوضحت كريستيز أن تخصيص ريع هذه اللوحة بالكامل لأغراض خيرية سيجعل بيعها يحقق الحصيلة “الأعلى بين المزادات الخيرية منذ ذلك الذي أقيم عام 2018 على مجموعة بيغي وديفيد روكفلر”.
وأُطلق عنوان Shot Marilyns على المجموعة التي تضم أربع لوحات بينها تلك التي تباع في المزاد (وهي على شكل مربع يبلغ مقاسه متراً بمتر)، بسبب حادثة حصلت عام 1964 في استوديو وارهول في مانهاتن.
وفي التفاصيل أن امرأة سألت الفنان إذا كان بإمكانها أن تطلق النار (أي shoot بالإنجليزية) على اللوحات، فاعتقد أنها تقصد تصويرها، لأن الفعل المستخدم هو نفسه، أي shoot، فوافق، ولكن ما كان منها إلا أن أخرجت مسدساً وأطلقت منه النار على اللوحات المكدسة.
واعتبر رئيس مؤسسة أمان جورج فراي أن “رسم مارلين لأندي وارهول الذي تفوق شهرته بالتأكيد الصورة الأصلية المأخوذة من فيلم هنري هاثاوي “نياغارا”، يشهد على قوته البصرية التي لم تنقص في الألفية الجديدة”.
ولاحظ أن هذا الرسم “يفصل الشخص عن النجمة”. وتابع: “مارلين المرأة لم تعد موجودة، تم نسيان الظروف الرهيبة لحياتها وموتها. كل ما تبقى هو تلك الابتسامة الغامضة التي تقربها من ابتسامة أخرى غامضة لامرأة مميزة هي الموناليزا” لليوناردو دافنشي.
رقم قياسي
وإذا بيعت اللوحة فعلاً بنحو 200 مليون، فستحطم كل الأرقام القياسية لمزاد على أعمال فنية في القرن العشرين.
وأظهر تصنيف وضعته وكالة فرانس برس أن الرقم القياسي المطلق – كل الفترات مجتمعة – لبيع عمل فني في مزاد علني هو للوحة “سالفاتور موندي” لدافنشي التي بيعت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 مقابل 450,3 مليون دولار في مزاد لكريستيز في نيويورك.
أما بالنسبة إلى أعمال القرن العشرين، فبيعت في مزادين لكريستيز لوحة “نساء الجزائر (النسخة 0)” لبابلو بيكاسو في مقابل 179,4 مليون دولار في مايو/ أيار 2015، فيما بلغ سعر لوحة “النائمة العارية” لأميديو موديلياني 170,4 مليون دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
كذلك وصل سعر نسخة أخرى من السلسلة نفسها للرسام الإيطالي إلى 157,2 مليون دولار في 2018 في مزاد لسوذبيز المنافسة.
رواج غير مسبوق
ولم تكن سوق المزادات الفنية في نيويورك يوماً أفضل وضعاً مما هي عليه في الوقت الراهن، رغم الجائحة التي عصفت بالمدينة عام 2020 وأثرت على كل الأنشطة فيها. وسجلت هذه السوق أرقاماً قياسية بفضل المشترين الآسيويين الأثرياء والشباب المتزايدين.
وأقامت سوذبيز مزاداً في الخريف الفائت لبيع مجموعة ماكلو الناتجة عن طلاق قطب العقارات في نيويورك هاري ماكلو وزوجته ليندا في عام 2018، مقابل نحو 600 مليون دولار.
كذلك باتت تكنولوجيا “إن إف تي” (الرموز غير القابلة للاستبدال) الدجاجة الجديدة التي تبيض ذهباً في سوق الفن المعاصر، إذ بيع مثلاُ البرنامج التأسيسي لشبكة الإنترنت بشكلها الحالي في مقابل 5,4 ملايين دولار. لكنّ إجمالي مبيعات “إن إف تي” لدى “سوذبيز” لا يزال منخفضاً نسبياً (100 مليون عام 2021).
وفي أبريل/ نيسان الفائت، حطّم حذاء “نايكي اير ييزي 1” انتعله المغني كانييه ويست الرقم القياسي المطلق لبيع الأحذية في المزادات، مع سعر بلغ 1,8 مليون دولار خلال مزاد من تنظيم “سوذبيز”.
فئة جديدة من المشترين
وشكّل استحواذ مؤسس منصة العملات المشفرة “ترو” رجل الأعمال الصيني الأمريكي جاستن سان (31 عاماً) على منحوتة “الأنف” البرونزية لألبرتو جاكوميتي في مقابل 78,3 مليون دولار نموذجاً لبروز فئة جديدة من هواة الجمع.
ولاحظت “سوذبيز” أن 46 في المائة من الاستحواذات التي زادت قيمتها عن خمسة ملايين دولار عام 2021 مصدرها هواة الجمع الآسيويون.
واشترى آسيويون أيضاً القطعة الأغلى في مجموعة ماكلو وهي لوحة “الرقم 7” لمارك روثكو التي حصدت 82,4 مليون دولار. كذلك استحوذ مشترون من القارة نفسها على لوحة “غيرل ويذ بالون” لفنان الشارع البريطاني بانكسي والتي أعطيت عنواناً جديداً هو “لوف إز إن ذي بِن” مقابل 18,6 مليون جنيه استرليني (25,5 مليون دولار).