القاهرة – مصطفي المصري:
فشل البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر، في تعزيز إنجازاته الشخصية على الصعيد التدريبي بإنجاز فريد خلال تجربته مع الفراعنة.
ولم ينجح كارلوس كيروش في قيادة منتخب مصر للتأهل إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بعدما فقد الفراعنة تأشيرة التأهل لمونديال قطر 2022 بالسقوط بركلات الحظ الترجيحية أمام منتخب السنغال، في الدور الفاصل من التصفيات الأفريقية المؤهلة للبطولة.
وخسر منتخب مصر بهدف دون رد على أرض أسود التيرانجا في إياب الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم 2022 أفريقيا، بعد فوزه ذهابا على أرضه بنتيجة 1-0، لتمتد المباراة للأشواط الإضافية وركلات الترجيح التي ابتسمت لأسود التيرانجا بعد سيناريو مثير لم يتخيله أحد.
وأهدر منتخب السنغال أول ركلتين مقدما هدية ثمينة للفراعنة لأخذ زمام المبادرة والتقدم وحسم الأمور مبكرا، لكن الحظ السيئ تسبب في إهدار محمد صلاح وأحمد سيد زيزو أفضل لاعبي الفراعنة في تسديد ركلات الترجيح لركلتين مماثلتين قبل أن يتبعهما مصطفى محمد ليخسر الفريق بغرابة بنتيجة 1-3.
وفشل كارلوس كيروش بذلك في تسجيل تأهله الشخصي الخامس إلى كأس العالم في مسيرته التدريبية، بعدما سبق له التأهل للمونديال مع منتخبات جنوب أفريقيا (2002) والبرتغال (2010) وإيران (2014 و2018).
ورغم ذلك فقد أثبت الثعلب البرتغالي أنه مدرب لا يشق له غبار فيما يتعلق بخطط التأهل لكأس العالم، بعدما تمكن من التأهل 4 مرات خلال 6 تجارب له في التصفيات المؤهلة للمونديال في 3 قارات، ليتمكن من إثبات نجاحه على الساحة الكروية في أكثر من نصف العالم، قبل أن يهزمه الحظ بمعاونة ركلات الترجيح.
تصفيات كأس العالم أفريقيا
تمكن كارلوس كيروش من فرض كلمته في تصفيات كأس العالم أفريقيا، خلال تجربتين له فيها مع منتخبي جنوب أفريقيا ومصر، تمكن في أولاهما من بلوغ نهائيات البطولة، قبل أن يفشل بسيناريو غريب في الثانية بعدما قاد مباراة مصر والسنغال إلى حيث يريد قبل أن يقهره الحظ.
وخاض كيروش مع جنوب أفريقيا 5 مباريات في تصفيات كأس العالم 2022، حقق الفوز في 4 منها مقابل تعادل وحيد، بينما خاض مع مصر 6 مباريات فاز في 4 منها وتعادل مرة وخسر مثلها.
خاض كارلوس كيروش تصفيات كأس العالم أوروبا مرتين مع منتخب بلاده البرتغال، الأولى في تصفيات مونديال 1984، والثانية في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وفي المرة الأولى لم يتمكن كيروش من قيادة منتخب البرتغال للمونديال للمرة الثالثة في تاريخه حينها بعد نسختي 1966 و1986، حيث حال ثالثا في مجموعته برصيد 14 نقطة بفارق نقطتين فقط خلف إيطاليا المتصدرة ونقطة وحيدة خلف سويسرا الثانية، واللتين تأهلتا لكأس العالم مباشرة.
وجمعت برتغال كيروش وقتها 14 نقطة من 6 انتصارات وتعادلين مقابل هزيمتين (الفوز كان بنقطتين حينها)، لكنها لم تتمكن من التأهل بسبب الخسارة ذهابا وإيابا أمام منتخب إيطاليا العملاق وقتها، الذي وصل لنهائي تلك النسخة من المونديال وخسر بركلات الترجيح أمام البرازيل.
لكن في المرة الثانية نجح كيروش في قيادة منتخب بلاده لمونديال 2010، بعدما حل ثانيا في مجموعته برصيد 19 نقطة بفارق نقطتين خلف الدنمارك، ليتجه للملحق الأوروبي ويفوز على البوسنة والهرسك ذهابا وإيابا 1-0 ويتأهل للنهائيات.
وخاض كيروش إجمالا في تلك التصفيات مع البرتغال 12 مباراة، فاز في 8 منها وتعادل في 3 وخسر واحدة فقط.
تصفيات كأس العالم آسيا
وعلى صعيد القارة الصفراء، ظهر كيروش في تصفيات كأس العالم آسيا مرتين كانتا من منتخب إيران، فرض فيهما سطوته على منافسيه وأظهر نجاحا منقطع النظير.
ففي تصفيات كأس العالم 2014، قاد كيروش إيران للتأهل في صدارة مجموعتها متفوقة على منافسين أقوياء بحجم كوريا الجنوبية وقطر وأوزبكستان، ولعب الفريق 16 مباراة في كل مراحل تلك التصفيات، فاز في 10 منها وتعادل في 4 وخسر مرتين.
وفي تصفيات كأس العالم 2018، لعب منتخب إيران بقيادة كيروش إجمالي 18 مباراة في المرحلتين الثانية والأخيرة من التصفيات واللتين أقيمتا بنظام المجموعات، حيث قاد فريقه لصدارة مجموعته في المرحلتين، محققا 12 فوزا مقابل 6 تعادلات، ودون أي هزيمة.
تصفيات كأس العالم أمريكا الجنوبية
حاول كارلوس كيروش مد نفوذه وسطوته إلى قارة جديدة، فاتجه لقيادة منتخب كولومبيا الذي بدأ معه المباريات الأولى في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2022.
لكن يبدو أن إنجازات المدرب البرتغالي لم ترق لبعض مسؤولي الكرة الكولومبية، الذين قاموا بنسج مؤامرة حوله دفعته لتقديم استقالته والرحيل سريعا، ليعود الساحر البرتغالي إلى أفريقيا من جديد ليكمل التصفيات المؤهلة للمونديال ذاته مع الفراعنة، ويتمكن من ترك تسجيل إنجاز جديد في مسيرته الكروية.