dhl
dhl

صاروخ تسيركون.. رسالة روسية “أسرع من الصوت”

من 400 كم إلى ألف كم تغير مدى هدف صاروخ “تسيركون” الفرط صوتي، لكن النتائج كانت واحدة، والدلالات والرسائل أيضا واحدة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن فرقاطة “أدميرال غورشكوف” أطلقت صاروخا من طراز “تسيركون” عالي الدقة على هدف في البحر الأبيض.

وأوضحت أن صاروخ “تسيركون” تم إطلاقه من فرقاطة أدميرال غورشكوف المتواجدة في بحر بارنتس، حيث أصاب الصاروخ هدفا بحريا على مسافة حوالي ألف كيلومتر”.

وأضاف البيان “إطلاق الصاروخ جاء كجزء من اختبار جديد انتهى بنجاح”.

وكانت روسيا أعلنت أول تجربة لصاروخ “تسيركون” فرط الصوتي، في 4 أكتوبر/تشرين أول 2021، بعد إطلاقه من الغواصة النووية “سيفيرودفينسك” على هدف بحري افتراضي في المنطقة المائية لبحر بارنتس.

وفي هذه الرحلة، نجح الصاروخ في الوصول إلى الهدف وفق جميع المعايير المحددة له، وأصابه بدقة، وفق ما أعلنت الدفاع الروسية في ذلك الوقت.

وجاءت عملية الإطلاق الأولى بعد أشهر من إعلان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في 29 أغسطس/آب الماضي عن خطط روسيا لتحديث الأسلحة فرط الصوتية، وتحديداً زيادة مداها وسرعتها ودقتها.

وكان شويغو قد وصف الأنظمة فرط الصوتية سابقاً بأنها “العمود الفقري لقوات الردع الروسية غير النووية”.

وبعد عملية الإطلاق الأولى التي لم يعلن مداها، أعلنت روسيا في ديسمبر/كانون أول الماضي، نجاح ثاني عملية اختبار لنفس الصاروخ، لكنها ذكرت مدى الهدف هذه المرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في ذلك الوقت إن فرقاطة “الأميرال غورشكوف” أطلقت بنجاح صاروخا من طراز “تسيركون”.

وأضافت أن الصاروخ الذي أطلق من البحر الأبيض في شمال غرب روسيا أصاب هدفا ساحليا في إقليم أرخانغيلسك المطل على هذا البحر، وأصاب الهدف الذي كان على بعد 400 كم.

مميزات الصاروخ

وتصل السرعة القصوى لـ “تسيركون” إلى حوالي 9 ماخ، وهو ما يزيد على 10 آلاف كيلومتر في الساعة على ارتفاع 20 كيلومترا.

 والماخ هو نسبة سرعة الجسم إلى سرعة الصوت، حيث تبلغ سرعة الماخ 1225 كلم/ساعة عند مستوى سطح البحر.

ويكمن الغرض الرئيسي لصاروخ “تسيركون” في استهداف سفن الخصوم من فئات مختلفة من الفرقاطات إلى حاملات الطائرات، وغيرها من الأهداف المجاورة في نصف قطر التدمير.

وتجعل الخصائص فرط الصوتية لهذا الصاروخ من المستحيل تفاديه، أو اكتشاف إطلاقه في الوقت المناسب.

كما يمكن لهذا النوع من الصواريخ فرط الصوتية أن تنهي “عصر حاملات الطائرات”، ويحدّ من قدرات الخصم الافتراضي على تنظيم دفاع جوي مضاد للصواريخ في نصف قطر 1000 كيلومتر، وهو مدى إطلاق هذا الصاروخ.

مجنح ومناور 

و”تسيركون” هو أول صاروخ روسي، مجنح وفرط صوتي، قادر على القيام برحلة إيرودينامية طويلة المدى مع القيام بمناورة في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي، باستخدام قوة الدفع لمحركه الخاص على طول مسافة التحليق بأسرها.

الصاروخ الذي يبلغ مداه الأقصى نحو 1000 كم، قادر على ضرب الأهداف الموجودة على سطح الماء وعلى البر بالفعالية نفسها.

ووفق مراقبين، فإن روسيا كثفت اختبارات الصواريخ الفرط صوتية في الأشهر الأخيرة، كـ”استعراض قوة” في خضم توتر كبير مع الغرب على خلفية الأزمة في أوكرانيا. 

في المقابل، شكك بعض خبراء الغرب في مدى تطور الجيل الجديد من الأسلحة الروسية، لكنهم أقروا بأن الجمع بين السرعة والقدرة على المناورة وارتفاع الصواريخ الأسرع من الصوت يجعل من الصعب رصدها واعتراضها.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.