واشنطن – أمين بن زايد:
يعد مسبار “فوياجر 1” أكثر جسم صنعه الإنسان تمكن من الابتعاد عن كوكب الأرض، بعدما نجح في الوصول إلى كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون.
وأصبح مسبار وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” الذي أطلق قبل 45 عاما على بعد 24 مليار كيلومتر من الأرض في الفضاء بين النجوم. وهذه المسافة البعيدة لا تمنعه من إرسال بيانات علمية قيمة وتلقي الأوامر من قمرة القيادة على سطح الأرض.
ويحمل كل من “فوياجر 1″ و”فوياجر 2” جزءا صغيرا من البشرية في “لوحاتهما الذهبية” (المعروفة أيضا بالسجلات الذهبية).
وتتضمن هذه السجلات تحيات منطوقة بـ 55 لغة، وأصواتا وصورا من الطبيعة، وألبوما لتسجيلات وصورا من ثقافات مختلفة، ورسالة ترحيب مكتوبة من جيمي كارتر، الذي كان رئيسًا للولايات المتحدة عندما غادرت المركبة الفضائية الأرض في عام 1977.
وتم تصميم هذه السجلات الذهبية لتدوم مليار سنة في الفضاء، لكن أحدث تحليلات للمسارات والمخاطر التي قد يواجهها المسبار، قدر العلماء أنه يمكن أن يبقى تريليونات السنين دون الاقتراب من أي نجم.
وأعلنت وكالة ناسا، قبل أيام، أن مسبار ” فوياجر 1″ بدأ بإرسال بيانات غريبة تحير مهندسيها. وأكدت أن المسبار لا يزال يعمل بشكل جيد كما يجب، لكن التحليلات التي يرسلها لا تتطابق مع تحركات المركبة الفضائية واتجاهها، ما يشير إلى أن المركبة مشوشة بشأن موقعها.
ويواجه المسبار مشكلة مع نظام “AACS”، الذي يمكن العلماء من التحكم في اتجاه المسبار. لكن هذه المشكلة ليس لها تأثيرا كبيرا على الوظائف الأساسية، بحسب ناسا.
ويواصل مهندسو الوكالة أبحاثهم لفهم المشكلة التي طرأت، ويحاولون التكيف مع الوضعية الجديدة. فنظرا إلى المسافة بين “فوياجر 1” والقاعدة، يستغرق الأمر يومين ليتم إرساله واستلامه مرة أخرى. كما تدرك ناسا جيدًا أن المسبار يقترب من سن 45 عاما وأنه قد يتعطل في أي وقت.
يذكر أن المسبار زار كوكبي المشتري وزحل، وكان أول مسبار يقدم صورة تفصيلية لهذين الكوكبين الضخمين بالإضافة إلى أقمارهما. وابتداء من يوم الخميس 21 مارس 2013 صار أول مركبة أرضية تغادر النظام الشمسي وتم تمديد مهمته لدراسة حدود المجموعة الشمسية وكذلك حزام كويبر.