الرياض – سلطان الرمالي:
ما بين زيارات مرتقبة ولقاءات جارية لمناقشة اتفاقيات، تحاول واشنطن استرضاء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بعد فترة من التوتر شابت العلاقات مع مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة لا سيما تجاه الإرهاب الحوثي.
وذكرت مصادر أن مسؤولين أمريكيين يخططون لجولة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، في الشرق الأوسط هذا الشهر للقاء الحلفاء في الخليج.
وقال مسؤولان أمريكيان حاليان وسابقان إن إدارة بايدن ودولة الإمارات العربية المتحدة يناقشان اتفاقية استراتيجية محتملة من شأنها أن تعزز الضمانات الأمنية بين الجانبين.
وطبقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي، بدأت النقاشات في نوفمبر/تشرين الماضي، لكن أصبحت أكثر جدية بعدما هدأت دولة الإمارات وإدارة بايدن حدة التوترات قبل نحو شهر.
وكانت العلاقات قد توترت بين البلدين جراء استجابة أمريكية بطيئة وضعيفة على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة على أبوظبي في يناير/كانون الثاني.
وخلال الشهور الأخيرة، بدأت إدارة بايدن ودولة الإمارات العربية المتحدة مناقشة “اتفاقية الإطار الاستراتيجي”.
وأرسلت إدارة بايدن بالفعل مسودة اتفاقية إلى دولة الإمارات، بحسب المسؤولين. وزار منسق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، أبوظبي الأسبوع الماضي لمناقشة الاتفاقية.
وقال مصدر مطلع إن مسودة الاتفاقية تتضمن بندا يتعلق بالدفاع والأمن، لكن تغطي أيضًا المسائل الاقتصادية، والتجارية، والعلمية، والتكنولوجية.
وفي أبريل/نيسان، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المغرب، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، واعتذر عن بطء الرد الأمريكي على هجمات مليشيات الحوثي والعمل على تهدئة التوترات وبحث المناقشات بشأن الاتفاق الأمني.
كما سافرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى دولة الإمارات الشهر الماضي مع وفد رفيع المستوى لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الوفد، الذي تضمن أيضًا وزير الخارجية ووزير الدفاع لويد أوستن، كان وسيلة للإشارة إلى التزام الولايات المتحدة بعلاقتها مع دولة الإمارات.
وأشار “أكسيوس” إلى أن إدارة بايدن مستعدة لتقديم كافة الالتزامات ومن المتوقع أن تستمر المناقشات خلال الأسابيع المقبلة.
والأسبوع الماضي، كشف مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الألمانية، أن بايدن سيزور السعودية قبل نهاية يونيو/حزيران، متحدثا عن قمة خليجية أمريكية، بمشاركة عربية في مدينة جدة.
المصدر الدبلوماسي الذي تحدث للوكالة من الرياض -شريطة عدم الإشارة إلى اسمه- قال إن اتفاقا مبدئيا تم بين الرياض وواشنطن على أن يصل الرئيس الأمريكي إلى جدة في الأسبوع الأخير من شهر يونيو/ حزيران المقبل، في زيارة رسمية للمملكة، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأشار المصدر إلى أن هناك زيارات متبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين تتم حاليا للتباحث بشأن ترتيبات الزيارة وأجندة مناقشات الجانبين، فيما ستكون أزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا واليمن والملف النووي الإيراني، في صدارة الموضوعات التي ستناقشها القمة السعودية الأمريكية..
المصدر ذاته كشف أن مدينة جدة السعودية، قد تستضيف خلال الزيارة قمة، يشارك فيها إلى جانب الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي، قادة مجلس التعاون الخليجي، والعراق والأردن ومصر، مشيرا إلى اتصالات تجري حاليا بين العواصم المعنية بهذا الشأن.
وفي وقت سابق ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الرئيس بايدن والأمير محمد بن سلمان، قد يلتقيان للمرة الأولى في أقرب وقت ؛ ربما الشهر المقبل.
ونقلت “سي إن إن” عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن المسؤولين في إدارة بايدن يجرون محادثات مع الجانب السعودي بشأن ترتيب اجتماع مباشر محتمل في وقت سيتواجد فيه الرئيس بالخارج الشهر المقبل.