لندن – الأخضر بردلة:
اختبار جديد يواجهه رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، اليوم الإثنين، بعد أن أوقعته فضيحة “بارتي جيت” في “شرك” حزب المحافظين.
ذلك الاختبار بات يهدد منصب جونسون، الذي عين فيه قبل 3 أعوام، وخاصة بعد أن “أخفق” في تجاوز تقرير وثق الحفلات المليئة بالمشروبات الكحولية والتي شارك فيها كبار رجال السلطة، بينما كانت بريطانيا تخضع لإغلاق صارم من أجل التصدي لجائحة كورونا.
وفيما شكك عدد متزايد من نواب حزب المحافظين الحاكم في سلطة الزعيم البريطاني وإمكانية تخطيه حجب الثقة، كان المتحدث باسم مكتب جونسون في الجهة المقابلة يؤكد أن التصويت “فرصة لإنهاء تكهنات استمرت شهورا والسماح للحكومة بوضع حد للأمر والمضي قدما، والوفاء بأولويات الشعب”.
من جانبه، قال السير جراهام برادي، رئيس لجنة 1922، إن عدد نواب المحافظين الذين قدموا خطابات بسحب الثقة من جونسون قد وصل إلى 54 عضوا، مما أدى إلى طرح تصويت على قيادة رئيس الوزراء.
لكن كيف يجري تصويت حجب الثقة؟ وما هي سيناريوهاته المتوقعة؟
أسئلة أجابت عنها صحيفة “الجارديان” البريطانية، مشيرة إلى أنه سيكون عبر اقتراع سري بسيط لأعضاء البرلمان.
لم 54 عضوًا؟
يتعين لإجراء تصويت على الاستمرار في زعامة الحزب أن يتقدم 15% من أعضاء حزب المحافظين في البرلمان البريطاني (54 عضوا في الوقت الراهن) بخطابات إلى رئيس لجنة تُعرف باسم “لجنة 1922″، والتي يقودها جراهام باردي، للتعبير عن رغبتهم في عدم استمرار رئيس الوزراء في منصبه.
وفيما لا يحتاج البرلمان البريطاني إلى كشف هوية المتقدمين بخطابات سحب الثقة، إلا أن بعض الأعضاء اختاروا الإعلان عن أنفسهم للجمهور بعد ضغوط من ناخبيهم أو في محاولة لتشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه.
ويمكن إيداع الخطابات شخصيًا في مكتب برادي أو إرسالها بواسطة شخص آخر أو بالبريد الإلكتروني، فيما يحتفظ برادي فقط بحق معرفة عدد الرسائل التي تم إرسالها، ولا يشاركها مع آخرين.
كيف سيتقرر مصير جونسون؟
سيتم التصويت عبر اقتراع سري بسيط لأعضاء البرلمان، من السادسة مساءً وحتى الثامنة من مساء اليوم الاثنين.
وبموجب القواعد، فإن جونسون يجب أن يفوز بنسبة 50% على الأقل، بالإضافة إلى دعم صوت واحد من الحزب البرلماني للبقاء في المنصب، ما يعادل 180 صوتًا لجونسون.
التصويت يكون شخصيًا، عبر وضع أعضاء البرلمان أوراق اقتراعهم المطوية في صندوق اقتراع مخزن لهذا الاستخدام، ويعقد في غرفة اجتماعات كبيرة في قصر وستمنستر، تستخدم عادة لاجتماعات لجنة عام 1922.
وإذا كان أحد أعضاء البرلمان بعيدًا عن وستمنستر، فيمكنه ترشيح زميل للتصويت نيابة عنه كوكيل، فيما ويُمنع النواب من التقاط أي صور داخل الغرفة، حفاظًا على السرية.
متى وكيف ستعلن النتيجة؟
فرز الأصوات سيتم فور إغلاق الاقتراع، فيما ستعلن النتيجة في وقت يحدد لاحقًا اليوم الاثنين، بحسب السير جراهام برادي، رئيس لجنة 1922.
إلا أن سيناريو تيريزا ماي في عام 2018، سيكون هو الأرجح؛ فبرادي سيجمع النواب والصحفيين في نفس غرفة اللجنة، ويعلن أن الحزب البرلماني يثق أو لا يثق برئيس الوزراء، مع إعطاء عدد الأصوات في كلا الاتجاهين.
ماذا يحدث إذا خسر جونسون؟
إذا حصل جونسون على أقل من 180 صوتًا، فسيختار الحزب زعيمًا جديدًا، والذي سيكون رئيسًا للوزراء، فيما سيكون جونسون قائمًا بالأعمال حتى اختيار خليفة له.
ومن المتوقع أن تستغرق عملية اختيار رئيس جديد للحكومة شهرين، كما حدث حينما جاء جونسون بديلا عن تيريزا ماي، التي سحب منها الثقة في 2018.
وفيما يمكن تسريع العملية إلا أن الأمر يتطلب تصويت أعضاء حزب المحافظين وهو ما سيستغرق وقتًا، أما إذا قرر جونسون المغادرة على الفور، فستكون هناك حاجة إلى رئيس وزراء مؤقت، سيكون على الأرجح دومينيك راب الذي يشغل حاليًا نائب رئيس الوزراء، بحسب صحيفة “الجارديان”.
ماذا عن سيناريو فوز جونسون؟
ورغم أن قواعد حزب المحافظين، تؤمن الزعيم الذي يفوز بالتصويت على الثقة من أي تحد شبيه لمدة 12 شهرًا، إلا أنه يمكن تغيير تلك القواعد بسهولة، بحسب الجارديان.
وفازت ماي في التصويت على منحها الثقة، لكنها اضطرت بعد ذلك بقليل إلى إعلان جدول زمني لمغادرتها، تحت تهديد تغيير القاعدة والتصويت الجديد.