رغم مرور أيام على قرار المحكمة الأمريكية العليا إلغاء حق المرأة في الإجهاض، وما صاحب ذلك من احتجاجات، ما زالت أصداء ذلك القرار تتفاعل.
قرار كان من بين المحتجين عليه السيدة الأولى في أمريكا جيل بايدن، والتي نشرت في 24 يونيو/حزيران الماضي، تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تدين فيه إلغاء الحق الدستوري في الإجهاض.
وقالت جيل بايدن في تغريدتها: “منذ ما يقرب من 50 عامًا، كان للمرأة الحق في اتخاذ قراراتنا الخاصة بشأن أجسادنا. اليوم، هذا سرق الحق “، في إشارة لقرار المحكمة العليا.
إلا أن تعليقًا على تلك التغريدة أثار الكثير من الجدل، وخاصة وأنه حمل توقيعًا للمتحدث الرسمي السابق للجيش الأمريكي والحائز على النجمة الفضية للشجاعة في العراق الجنرال المتقاعد غاري فولسكي، اعتبر أنه “يسخر” من السيدة الأولى.
تعليق “ساخر”
فالضابط الرفيع علق على تغريدة السيدة الأولى قبل أن يحذفه، قائلا: “يسعدني أن أراك تعرفين أخيرا ما هي المرأة”.
إلا أن تعليق الضابط لم يمر سدى؛ فالمتحدثة باسم الجيش الأمريكي سينثيا سميث، قالت في تصريحات لصحيفة “USA TODAY”، إن اللفتنانت جنرال ثيودور مارتن، قائد مركز الأسلحة المشتركة، أوقف فولسكي في انتظار نتيجة التحقيق، بعد نشر تغريدة “يسخر” فيها من السيدة الأولى جيل بايدن بشأن قضية اجتماعية “ساخنة”.
وقال خبراء للصحيفة الأمريكية إن رده كان خرقًا للياقة بالنسبة لضابط عسكري متقاعد مجدول اسمه ضمن رواتب البنتاجون، والذي من المفترض أن يبتعد عن مثل هذه الأمور.
وعين فولسكي في إطار برنامج البنتاجون كخبير يتمتع بالخبرة والمهارات اللازمة لجلب “التفكير المستنير” إلى الجيش، وفقًا لوصف وزارة الدفاع للبرنامج. حصل على 50 ألفًا و46 دولارًا مقابل عمله من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إلى أغسطس/آب 2021، وو18 ألفًا و952 دولارًا من سبتمبر/أيلول 2021 إلى يونيو/حزيران 2022، بحسب الجيش.
سمعة الجيش
من جانبه، قال أندرو باسيفيتش، أستاذ التاريخ الفخري في جامعة بوسطن وعقيد الجيش المتقاعد، إن فولسكي سيخاطر بسمعة الجيش على تويتر.
وأضاف باسيفيتش: “ما يصعب فهمه هو سبب قيامه هو أو أي ضابط كبير متقاعد آخر بتقويض سمعة الجيش، لمجرد تسجيل بعض النقاط الحزبية الرخيصة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
بيتر فيفر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ديوك والخبير في العلاقات المدنية العسكرية، قال: “للعسكريين المتقاعدين الحق في التعبير عن آرائهم وتغريد ما يحلو لهم ، لكن هذا لا يجعل الأمر صائبًا. وكلما كان العسكريون المتقاعدون أعلى رتبة ، كلما كان ذلك أكثر ضررًا بالعلاقات المدنية العسكرية السليمة”.
سخريات حزبية
وقال إن كبار الضباط المتقاعدين يمكنهم تقديم “مساهمات مفيدة” عندما يفكرون في مسائل السياسة في مجال خبرتهم المهنية، مضيفًا: “لكن عندما يبتعدون عن مجالات الكفاءة الأساسية لتقديم سخريات حزبية حادة ، فإنهم ينتهكون معايير مهنتهم ويجعلون وظائف كبار القادة العسكريين الحاليين أكثر صعوبة”.
وعين الجيش الأمريكي فولسكي المتحدث الرئيس باسمه، ليقود مكتب الشؤون العامة بالجيش. وتولى قيادة الفرقة الأسطورية 101 المحمولة جواً في الجيش، والتي قاد جزءًا منها إلى أفريقيا بعد تفشي فيروس إيبولا في عام 2014.
وحصل فولسكي على النجمة الثالثة، وأصبح قائد الفيلق الأول في القاعدة المشتركة لويس ماكورد في ولاية واشنطن، مما أهله للإشراف على أكثر من 40 ألف جندي بما في ذلك القواعد في واشنطن وألاسكا وهاواي.