ضجّة واسعة أثارها الإعلان عن فقدان القبطان المصري سامح سيد في عرض المحيط الهندي، بعد غرق سفينة تجارية يعمل على متنها.
وأصدرت الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية بيانا بشأن طالبها المصري ابن محافظة الفيوم، المختفي في واقعة السفينة التجارية المملوكة لسوريين.
وتحت عنوان “تنويه هام جدا”، ذكرت الأكاديمية أن إحدى السفن في المحيط الهندي كان على متنها طاقم من 12 فردا، وأن الأخبار الأولية تشير إلى غرق تلك السفينة بعد إخلاء كامل أفراد السفينة لها (بحسب موقع fleetmon)، إلا أن المتداول (بحسب بعض من تواصل مع ربان السفينة) بأن 2 من طاقمها (أحدهما سامح سيد) غير معلوم مكانهما أو محدد مصيرهما حتى هذه اللحظة.
وأوضحت الأكاديمية أنها تحاول التواصل مع أي من أفراد أسرة سامح، والجهات المعنية لمتابعة الوضع إلا أنها لم تتمكن من الوصول لخبر مؤكد حتى الآن.
وكشفت مصادر أن السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، تحركت على وجه السرعة، وطلبت الأوراق الخاصة بالمصري سامح السيد، وأكدت أنها في تواصل مع السفارة المصرية بالأردن لمتابعة الموقف.
تفاصيل فقدان القبطان المصري سامح سيد
في السياق، تداول رواد على موقعي “فيسبوك” و”تويتر” منشورا لأحد أصدقاء القبطان المفقود سامح سيد، يقول فيه: “أخويا مفقود في عرض البحر وفاضل يومين إنه يقدر يعيش من غير أكل ولا شرب ومحدش بيتحرك، القبطان سامح سيد شعبان كامل، خريج دفعة ٢٠٢٠/٢٠٢١ من الأكاديمية البحرية الأردنية”.
وأضاف: “سامح اشتغل على مركب تجارية سافرت بيه شهر 2 (فبراير)، وكان بيتواصل معانا كل فترة، والشهر اللي فات بعتلنا إن المركبة اتخرمت وبايظة والناس مش عاوزين ينزلوهم ومكملين بيهم وبيلحموا السفينة، وركبوا من اليابان وبعدين راحوا كوريا والصين لحد جزر المالديف والسفينة مخرومة”.
وتابع: “سامح مصور لنا كل حاجة صوت وصورة والمركب بتدخل مياه، وفي يوم 20 يونيو عملوا مشاكل مع القبطان ورجّعوا واحد مصري من الإسكندرية من كتر المشاكل اللي عملوها يوم 14 يوليو، وغرقت المركب وعلى متنها ١٢ فردا من الطاقم، ونزلوا في زورق في نص المحيط الهندي وعملوا استغاثة”.
واصل: “أقرب سفينة ليهم كانت على بعد ١٢ ساعة، وبعد ساعة من غرق السفينة وقع القبطان سامح من الزورق في المياه والموج أخده بعيد عن الزورق، وحاول صاحبه القبطان محمد جمال يلحقه بس للأسف البحر أخد الاتنين، كانوا لابسين لايف جاكيت وبعدوا عن المركب”.
واستكمل: “بعد 10 ساعات من الحادث الزورق باظ وبعدها بساعتين السفينة جت أخدت الـ10 الفاضلين من الـ12 فرد اللي كانوا على الزورق، وسامح ومحمد مش موجودين، ومش طالبين غير أن الناس تقف معانا عاوزين صاحبنا وأخونا حتى لو جثته، ده ولد وحيد أمه اللي بتموت عليه لا عارفين هو عايش ولا ربنا توفاه”.
ناج من السفينة يؤكد استشهاد المصريين
وكشف عمرو إسماعيل، أحد البحارة المصريين الناجين من حادث غرق مركب المحيط الهندي، التي كانت مُتجهة إلى ليبيا، كواليس ما حدث منذ بداية إقلاع السفينة
وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية مصرية، إنهم بحارة من المصريين والسوريين كانوا يشكلون مجموعة، مكونة من 11 فردا، 6 مصريين، و5 سوريين، مُشيرًا إلى أنهم تحركوا من مطار القاهرة يوم 15 فبراير/شباط مُتجهين إلى اليابان.
وأضاف: مكثنا أسبوعين في فندق في اليابان، وتم استلام المركب يوم 1 مارس/آذار من ميناء أوساكا، واصفًا المركب بأنها كانت متهالكة.
وأوضح إسماعيل أنهم سافروا من اليابان إلى كوريا الجنوبية ثم الصين، ومن هناك شحنوا حديد كوبلت لتسليمه في ميناء مصراتة في ليبيا، قائلًا: “صاحب المركب كان موجود معانا، وهو سوري الجنسية، ونزل من سيريلانكا هو وقبطان السفينة، وجاء مكانه قبطان آخر”.
وواصل حديثه: “عواميد المركب بدأت تتفكك عن بعضها، ومياه المحيط بدأت تدخل في عنابر السفينة وللبضاعة أيضا، مُردفا: “الوضع كان سيئا، وفي ناس تواصلت مع أهلها إنها تنزل من على المركب، والقبطان رفض ينزلهم، بحجة عدم حوزتهم على فيزا”.
وأشار إسماعيل إلى أنهم تحركوا من سيريلانكا إلى المالديف، وهناك دخلت السفينة إلى ورش الإصلاح والإعمار، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن عواميد المركب كانت قد انفصلت عن بعضها البعض، موضحًا: “أنا نزلت في المالديف أنا وزميل مصري آخر معي، يُدعى: جابر، وصعد مكاننا مهندس وقبطان جديد، ولحَّام؛ كي يتعامل مع وضع الحديد المتهالك بالمركب”.
واسترسل عمرو إسماعيل: “المركب لم يتمكن من عبور المحيط الهندي، غرق يوم الجمعة، واستشهد مصريان”.
وأكد عمرو إسماعيل، الناجي من حادث غرق السفينة، أن قبطان المركب وقت الغرق، كان بحوزته 3 عوامات إنقاذ، استقل القبطان واحدة منها بصحبة 2 مصريين، وفجأة وقع أحدهم في المحيط مما دفع صديقه المصري لمحاولة إنقاذه، لكنه لم يتمكن وغرق معه، لم ينج في هذه العوامة غير القبطان.
وأضاف أن الناجين الباقين في العوامات الثلاث طلبوا الاستغاثة، وبعد 12 ساعة جاء إليهم مركب “كونتينر”، حيث نقلهم من المحيط الهندي إلى دولة كينيا، مشيرا أن عددا من نجوا ووصلوا إلى كينيا حتى الآن 8 سوريين ومصريان.