dhl
dhl

مستشار ماكرون: «الإخوان» يخسرون في فرنسا

أكد حكيم القروي، مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتفكيك الإسلاموية السرية في فرنسا، أن تنظيم «الإخوان» الإرهابي يخسر معركته في فرنسا، مشدداً على أهمية مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة معرفياً ومعلوماتياً. 
وأشار القروي، خلال ندوة نظمها، أمس، مركز «تريندز» للبحوث الاستشارات في أبوظبي، إلى ضرورة إيجاد وسائل أخرى غير الأداة التشريعية لمحاربة أيديولوجية «الإخوان» المسلمين، موضحاً أن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه في المتطرفين الشباب في فرنسا هو أن معظمهم أتوا من أسر غير مستقرة اجتماعياً، إذ يعيشون حياة المهاجرين الفقيرة.
وذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يميل إلى إنشاء منظمة تسمح له بالحوار مع مسلمي فرنسا والإشراف عليهم، حسب اعتقاده، معتبراً أن المشرّع الفرنسي فتح نقاشاً حول كيفية إيقاف الفكر «الإسلاموي»، ولكنه لم يحقق شيئاً، لأن المشكلة ليست في كبح نفوذ حركة أو تنظيم، بل يتعلق الأمر بأفكار وتصرفات وسلوكيات.
وأوضح القروي أن الإسلام بالنسبة إلى الكثير من المسلمين في فرنسا هو التدين البسيط الذي يختلف عن العمل السياسي «الإسلاموي» الموجود في شمال أفريقيا، لافتاً إلى أنه يعمل في الوقت الراهن على إنتاج محتوى قادر على جذب أكثر من مليون ونصف مليون متابع من الشباب المسلمين، لكن لا تزال مشكلة التمويل المادي تقف عائقاً أمام نجاح الأمر.
ونوّه حكيم، الذي شغل منصب مستشار رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جون بيار رافاران، إلى ضرورة إيجاد بديل لـ«الإسلامويين»، إذ إن العديد من الناس ينتظرون هذا البديل والفرصة مواتية لذلك، معتبراً أنه في الوقت الراهن بدأ نفوذ الإسلامويين في الانحسار، خصوصاً في بلجيكا وإيرلندا وفرنسا، نظراً لعدم قدرتهم على التأثير في أوساط الشباب والمتعلمين.
وقال خلال محاضرة «تريندز»، التي جاءت بعنوان: «الإخوان المسلمين في فرنسا: واقع اليوم ومآلات المستقبل»: «إن الإخوان المسلمين خسروا معركتهم في فرنسا، والجماعات الإسلاموية السلفية المتطرفة هي البديل الصاعد».
واعتبر مستشار الرئيس الفرنسي أنه لا توجد جالية مسلمة منغلقة على ذاتها في فرنسا، لأن المسلمين هناك لا يعتبرون أنفسهم جزءاً من أي مجتمع مسلم منغلق، مضيفاً: إن المساجد في فرنسا مكدسة في مدن مثل ليون وساحل البحر المتوسط، حيث يتركز 80 في المئة من المسلمين في 50 في المئة من الإقليم الفرنسي.
ويرى أن ربع المسلمين الذين يعيشون في فرنسا ضد المؤسسات الوطنية الفرنسية، ويستخدمون الإسلام للتعبير عن معارضتهم تلك ولإيجاد بدائل للثقافة الفرنسية، لكنه أكد رغم ذلك وجود فجوة كبيرة بين المسلمين الفرنسيين، حيث إن 30 في المئة منهم غير متدينين، ويحاولون الاندماج في المجتمع الفرنسي.
وأوضح أن عناصر تنظيم «الإخوان» الإرهابي جاؤوا إلى فرنسا من شمال أفريقيا في ستينيات القرن الماضي، وشكَّلوا اتحاداً للمنظمات الإسلاموية، واستطاعوا تنظيم خدمات اجتماعية للجالية المسلمة لإبراز هويتهم في فرنسا، وهو الأمر الذي ينطبق على أوروبا أيضاً، وأشار إلى خسارة الجماعة للجيل الثاني من المهاجرين المسلمين في فرنسا الذين تأثروا بالحركة السلفية. كما أكد أن هناك أزمة هوية لدى «الإخوان» في فرنسا، إذ لا يعتبرون أنفسهم فرنسيين بالكامل.
وذكر المحاضر أن الإسلام الفرنسي الآن أصبح صيغة هجينة من المتشددين الذين يملكون قدرة تأثير كبيرة في المسلمين هناك. وقال حكيم: إن السبب في نجاح الأصوليين في التغلغل بفرنسا، لاسيَّما تنظيم «الإخوان»، يعود إلى الاضطراب الأسري الكبير، واستغلال هؤلاء لفراغ الساحة من أي منابر أخرى للمسلمين لتقديم أيديولوجيتهم مُدَّعين أنهم مصدر التفسير الوحيد للإسلام.
من جانبه، قال وائل صالح الباحث الرئيسي في برنامج دراسات الإسلام السياسي ورئيس وحدة متابعة الاتجاهات المعرفية بالعالم في «تريندز»: إن الحوار العربي الغربي أصبح ضرورة ملحَّة، فلم تُدرَس الإسلاموية بشكلٍ كافٍ بعد لسبر غورها وتفكيك الأفكار النمطية حولها وحسم الجدل بشأنها، بوصفها ظاهرة ممتدة منذ نحو قرن في العالمَين العربي والإسلامي.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.