على أبواب الشتاء، باتت مدينة خيرسون قاب قوسين من معارك حامية الوطيس بين روسيا وأوكرانيا وسط إجراءات متصاعدة من الطرفين.
إجراءات روسية صارمة فرضها الرئيس فلاديمير بوتين تستهدف دعم المجهود الحربي لبلاده في أوكرانيا وسط مؤشرات متصاعدة على حرب واسعة في مدينة خيرسون.
مؤشرات تصدرها سباق روسي مع الزمن من أجل إخلاء خيرسون – التي طالما وصفت بالمدينة الاستراتيجية – من المدنيين، حيث جرى تسجيل عمليات نزوح جماعي من المنطقة.
وتحظى خيرسون بأهمية بالغة، باعتبارها العاصمة الإدارية الوحيدة، من بين المناطق الأربع التي أحكمت موسكو قبضتها عليها هي: (خيرسون، زابوريجيا، دونتسك، لوهانسك).
فلاديمير سالدو حاكم خيرسون، المعين من قبل روسيا، كشف عن إجراءات متسارعة لإجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص في الأيام الستة المقبلة بعد إعلان بوتين “الأحكام العرفية” فيها الأربعاء.
وتبرر روسيا موقفها من عملية إجلاء المدنيين بأنه رد على حشد عسكري أوكراني من أجل شن هجوم واسع النطاق، “ولن يكون للمدنيين فيه مكان”.
لماذا خيرسون؟
قبل بدء روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في 24 فبراير/شباط الماضي، احتضنت خيرسون أكثر من ربع مليون نسمة (280 ألفا)، إذ توصف دائماً بأنها سلة غذاء أوكرانية لكونها منطقة زراعية حيوية.
ولعل ما يزيد من أهمية المدينة استراتيجي سيطرتها على كل من الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، الخاضعة للسيطرة الروسية منذ عام 2014، ومصب نهر دنيبرو الذي يبلغ طوله 2200 كيلومتر، والذي يقسم أوكرانيا إلى شطرين.
ورغم تمتع خيرسون بموارد لازمة تمكن المدنيون من البقاء في مساكنهم حتى بدء الهجوم الأوكراني والهجوم الروسي المضاد إلا أن موسكو قررت نقل العاملين في إدارة المدينة أيضا للجانب الشرقي من دنيبرو.
تكتيكيا اتخذت القوات الروسية في منطقة خيرسون خطوات للوراء، حيث تراجعت لما بين 20 – 30 كيلومترا في الأسابيع القليلة الماضية، وسط تحركات أوكرانية تزامنت مع هجمات مضادة في مناطق الشرق والجنوب على وجه التحديد.
وتتباهى كييف بقدراتها على شن ضربات ضد الجيش الروسي بأسلحة أوروبية وأمريكية، في صدارتها منظومة صواريخ هيمارس الأمريكية، والتي تتمتع بمدى هجومي يصل إلى 80 كيلومترا.