يمثل عام 2022 مرحلة فاصلة في تاريخ شركة تسلا، في ظل تحديات مختلفة، ومحاولات عدة للإطاحة بها من على عرش السيارات الكهربائية.
لغة الأرقام تؤكد أن الشركة الأمريكية، أنتجت أكثر من 365 ألف سيارة كهربائية وسلمت 343 ألفا للعملاء في الربع الثالث من 2022، بزيادة من 258 و254 ألفا على التوالي في الربع السابق.
في الربع المالي المنتهي في سبتمبر/أيلول الماضي، حققت تيسلا إيرادات إجمالية تزيد عن 21.5 مليار دولار، ورغم أنها أقل من توقعات المحللين إلا أنها أعلى من 17 مليار دولار التي سجلتها في الربع الثاني من العام الجاري.
على ما يبدو أن الملياردير الأمريكي يدرك جيدا الوضعية الممتازة التي ستحظى بها صناعة السيارات الكهربائية خلال الفترة المقبلة، في ظل أزمة الغاز التي يعاني منها العالم، ومع تراجع توقعات انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في الوقت القريب.
لم يمنع هذا الوضع إيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة من أن يعلن صراحة وفقا لموقع “npr”، أن “نهاية العام لشركة Tesla ستكون ملحمية لأن السيارات الكهربائية مرغوبة أكثر وسط أسعار الغاز غير المستقرة”.
تحديات عدة تواجه الشركة الأمريكية من بينها جائحة كورونا، والتي أدت لتراجع إيراداتها في الربع الثاني من العام، عندما شهدت الشركة إغلاق مصنع لمدة أسابيع في شنغهاي بسبب COVID-19 هذا الربيع.
يتجه ماسك والشركة إلى بقية العام بشيء لإثباته، أن الناس ما زالوا يرغبون في شراء سياراتهم على الرغم من تراكم الإنتاج وعلامات تباطؤ الطلب وسط مخاوف من الركود.
قال المحلل دانيال آيفز، العضو المنتدب والتكنولوجيا في شركة الاستثمار Wedbush Securities: “للمرة الأولى، تواجه الشركة بعض التحديات، ويحتاج المستثمرون إلى بعض الراحة”.
يمكن أن تأتي هذه الراحة في شكل إعادة شراء الأسهم، وأثار ماسك مثل هذا الاحتمال، حيث تشتري الشركة أسهمها الخاصة بعد فترة من النمو.
وقال إنه من الممكن “حتى في سيناريو الهبوط” كحافز للمستثمرين الذين يبقون لفترة طويلة، عادة ما تؤدي عمليات إعادة الشراء إلى زيادة أسعار الأسهم.
يشعر المستثمرون بالقلق بشكل خاص بشأن الصين، أحد أكبر أسواق Tesla، حيث عززت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية مثل BYD وXPeng الإنتاج المحلي وأصبحت منافسين أقوى.
قال ماسك: “بينما تستمر اتجاهات السوق على المدى القصير، من المهم جدًا التركيز على المدى الطويل”.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Tesla Elon Musk في مكالمة مع المستثمرين والمحللين يوم الأربعاء: “لدينا طلب ممتاز على Q4، نتوقع بيع كل سيارة نصنعها”.
افتتحت Tesla أول مصنع لها في أوروبا في ألمانيا في مارس/أذار، لكنها أوقفت التوسع منذ ذلك الحين حيث تعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحوافز لشركات صناعة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
وتواجه أوروبا أيضا أزمة طاقة خطيرة يمكن أن تتفاقم مع الطلب لتوليد الكهرباء والحرارة بشكل كبير خلال فصل الشتاء.
هناك أيضا أسئلة معلقة حول ما إذا كان ماسك سيختار بيع المزيد من أسهم Tesla الخاصة به حيث لا يزال المدير التنفيذي للتكنولوجيا متورطًا في مفاوضات عالية المخاطر مع تويتر بعد الموافقة على شراء المنصة مقابل 44 مليار دولار.