dhl
dhl

احذر 19 نوعا من الفطريات القاتلة.. تصيب 300 مليون سنويا

طالما اعتدنا على الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، لكن مع اجتياح كورونا العالم أضافت الفطريات عاملا ممرضا أكثر حدة مؤخرا.

سابقا كانت الفطريات أقل العوامل الممرضة حتى بدأ الرعب الذي سببته الفطريات السوداء وشقيقاتها لأول مرة في عام 2021، عندما تسببت في مضاعفات للمرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يعانون من فيروس “كوفيد-19”.

في الهند مثلا، هناك ما يقدر بنحو 4300 مريض بفيروس كورونا فقدوا حياتهم بسبب الفطريات خلال الموجة الثانية من الوباء في عام 2021.

قائمة القطريات الأكثر خطورة

قالت منظمة الصحة العالمية إن العدوى الفطرية أصبحت شائعة بشكل متزايد ومن المعروف أنها تسبب أمراضًا خطيرة وحتى الموت، ومع قلة المعرفة عنها وظهور بعض الأشكال التي تقاوم العلاج أصبح هذا سببًا عالميًا للقلق.

ونشرت المنظمة، الثلاثاء، أول قائمة على الإطلاق لمسببات الأمراض الفطرية ذات الأولوية، حيث صنفت 19 كائنًا حددها الخبراء على أنها تمثل أكبر تهديد للصحة العامة.

صنف التقرير، الذي شارك فيه أكثر من 400 خبير في علم الفطريات ومراجعة أكثر من 6000 ورقة بحثية، مسببات الأمراض الفطرية بناءً على تأثيرها على الصحة العامة وخطر مقاومة الأدوية المضادة للفطريات.

وقسمت مسببات الأمراض الفطرية الأكثر إثارة للقلق إلى 3 فئات هي: ذات أولوية حرجة، وعالية، ومتوسطة، ومن بين 19 نوعا مدرجا من الفطريات تم تحديد 4 على أنها ذات أولوية “حرجة”، هي:

1- المكورات الخفية الجديدة

العامل الممرض الأول هو المكورات الخفية الجديدة، التي توصف بأنها “خطيرة للغاية”، وتتراوح نسبة الوفيات بين 41 و61%.

إنها خميرة ممرضة تعيش في التربة والخشب المتحلل، ويتم التقاطها عن طريق الاستنشاق، ويؤثر على الرئتين ويمكن أن ينتشر أيضًا إلى الجهاز العصبي المركزي والدم.

2- المبيضات auris

هي خميرة ذات قدرة عالية على تفشي المرض، وقد أنتجت بالفعل العديد من حالات تفشي المرض في المستشفيات، وتتراوح نسبة الوفيات به بين 29 و53%، وهو مقاوم لمعظم الأدوية المضادة للفطريات المتاحة.

3- المبيضات البيضاء

يمكن أن تكون المبيضات البيضاء جزءًا من الميكروبيوم البشري السليم، ولكنها قد تسبب أيضًا عدوى إذا تضاعفت أو اجتاحت الأنسجة الأخرى، ويمكن أن ينتج داء المبيضات الغازي وهو مرض يهدد الحياة مع ارتفاع معدل الوفيات، ويتراوح بين 20-50 في المائة.

4- الرشاشيات Aspergillus fumigatus

هي أيضا ذات أولوية حرجة ويجري التقاطها عن طريق الاستنشاق، حيث تسبب غالبا مرضا رئويا ويمكن أن ينتشر إلى الدماغ.

تتراوح معدلات الوفيات بين المصابين بعدوى A. fumigatus المقاومة للأزول بين 47-88٪، وفي بعض الدراسات تم الإبلاغ عن معدل الوفيات بنسبة تصل إلى 100%.

وتشمل القائمة أيضا:

– المكورات

– النستوبلازما spp

– cryptococcus gattii

– fusarium spp.

تم العثور على مسببات الفطريات الأربعة الحرجة في بلدان في جميع أنحاء العالم، حيث تصيب غالبا الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة والمرضى المصابين بأمراض خطيرة، مثل مرضى السرطان وزرع الأعضاء.

ووجد التقرير أن “العدوى الفطرية تتلقى حاليًا أقل من 1.5٪ من تمويل أبحاث الأمراض المعدية”، ما يشير إلى أن العبء الصحي الحقيقي للفطريات غير معروف، في حين أن “معظم إرشادات العلاج تستند إلى أدلة محدودة ورأي الخبراء”.

الفطريات تصيب الملايين سنويا

قالت منظمة الصحة العالمية إنه عندما تصبح الفطريات المسببة للعدوى مقاومة للعلاج يرتفع أيضًا خطر الإصابة بالعدوى الغازية.

وحذرت من أن مقاومة هذه الأدوية آخذة في الارتفاع أيضًا، موضحة أن الفطريات التي تسبب التهابات شائعة، مثل فطريات الفم والفطريات المهبلية أصبحت مقاومة بشكل متزايد للعلاج.

يقدر صندوق العمل العالمي للعدوى الفطرية أن أكثر من 300 مليون شخص يعانون من عدوى فطرية خطيرة كل عام، بينما يموت 1.6 مليون شخص سنويًا بسبب العدوى الأكثر شيوعًا.

ونقلت صحيفة The Telegraph عن الدكتورة حنان بلخي، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات (AMR): “هناك 25 مليونا آخرين معرضون لخطر الموت أو فقدان البصر”.

وأوضحت أنه “نظرًا لظلال جائحة مقاومة البكتيريا لمضادات الميكروبات، فإن العدوى الفطرية تتزايد وأصبحت أكثر مقاومة للعلاجات، بل وأصبحت مصدر قلق للصحة العامة في جميع أنحاء العالم”.

عادةً ما تقتل الفطريات عن طريق غزو الشعب الهوائية ومهاجمة الجهاز العصبي بما في ذلك الدماغ.

بينما قال الدكتور جاستن بيردسلي، من معهد الأمراض المعدية بجامعة سيدني والذي قاد مجموعة بتكليف من منظمة الصحة العالمية، إن نقص الإنفاق على البحوث التاريخية لا يتماشى مع العبء الهائل لمرض العدوى الفطرية.

ونقلت الجارديان عن بيردسلي قوله: “الفطريات تتسبب في وفيات مساوية لعدد حالات الوفاة التي يتسبب فيها السل، وأكثر من الوفيات الناجمة عن الملاريا”.

الأشخاص الذين ضعفت أجهزتهم المناعية هم أكثر عرضة لخطر العدوى الفطرية الغازية، مثل أولئك الذين يخضعون للعلاج الكيميائي للسرطان أو علاج فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

قال هايلييسوس جيتاهون، أحد معدي التقرير: “أصبحت الأمراض الفطرية، لا سيما الأمراض الغازية، أكثر شيوعًا وهي تؤثر بشكل خاص على المرضى الضعفاء الذين يعانون من نقص المناعة”.

وأضاف جيتاهون، في مقابلة مع “التلجراف”: “على مدى العقود العديدة الماضية، قمنا بزيادة قدرتنا على علاج الالتهابات المزمنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية، وهكذا أصبح المزيد والمزيد من الناس عرضة للإصابة الآن”.

يُعتقد أن Covid-19 لعب دورًا أيضًا، إذ ازدادت حالات العدوى الفطرية الغازية المبلغ عنها بشكل كبير بين المرضى في المستشفيات أثناء الجائحة وغالبًا مع عواقب وخيمة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وعلى الرغم من ارتفاع الحالات، لا تتوفر حاليًا سوى 4 فئات من الأدوية المضادة للفطريات في العالم، مع افتقار معظم مسببات الأمراض الفطرية إلى التشخيص السريع والحساس وفي حال توفرها تكون مرتفعة التكلفة.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.