كشفت دراسة حديثة أن المحيطات التي تمتص معظم الحرارة الناجمة عن الاحترار المناخي، سجلت مستويات حرارة جديدة العام الماضي، مضيفة أنها مستمرة في الاحترار على نطاق عالمي.
الدراسة أعدها 24 باحثا ينتمون إلى جامعات في الولايات المتحدة والصين وإيطاليا، ونُشرت نتائجها في مجلة “أدفانسز إن أتموسفيريك ساينسز”، موضحة أن هذه الظاهرة تترافق أيضا مع زيادة في ملوحة المحيطات، وفي درجة فصل المياه إلى طبقات مختلفة فيها.
وأوضح الباحثون أن “الارتفاع الحتمي في درجات حرارة المحيطات هو النتيجة الحتمية لاختلال توازن الطاقة على الأرض، المرتبط أولا وقبل كل شيء بتركيز متزايد من غازات الدفيئة”.
وتمتص المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة التي تسببها غازات الدفيئة المنبعثة جراء النشاط البشري.
وأشار الباحثون إلى أن اتجاه الاحترار ثابت وقوي، لدرجة أن مستويات قياسية لا تزال تُسجَّل كل سنة، وبذلك أثبتوا أن الحرارة الإجمالية الموجودة في المحيطات بين السطح وعمق ألفَي متر وصلت إلى مستوى قياسي جديد العام الماضي، مع إضافة نحو 10 زيتاجول في العام الماضي.
وتعادل 10 زيتاجول جولا واحدا (وهي وحدة تقيس مقدار الحرارة)، مع 22 صفرا خلفها. هذا الرقم يعادل نحو 100 مرة كمية الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم العام الماضي، وفقا لفرانس برس.
وبحسب الدراسة، يمكن لارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة ملوحتها، تغيير معدلات تبادل الحرارة والكربون والأكسجين بين المحيطات والغلاف الجوي، ما يؤثر بدوره على الحياة البحرية ودورات المياه.
وعلّق المعد الرئيسي للدراسة، ليجينغ تشينغ، قائلا: إن “الاحترار المناخي يتواصل ويتجلى من خلال درجات حرارة قياسية في المحيطات، ولكن أيضا من خلال مستويات متطرفة على صعيد الملوحة.. وهذه النقطة الأخيرة تضيء على أن المناطق المالحة تزداد ملوحة”.
وقال الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، مايكل مان، المشارك في إعداد الدراسة، إن “المحيطات تمتص معظم الحرارة التي تسببها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاطات البشرية”، متوقعا أن “يستمر هذا الاحترار حتى نصل إلى الحياد الكربوني، وبالتالي سنواصل تحطيم الأرقام القياسية للحرارة في المحيطات”.