تخيل جنة استوائية في قلب المحيط الهندي مع رمال بيضاء ناعمة وسماء صافية ومياه نقية لقضاء عطلتك القادمة. بالنسبة للبعض منكم، ربما تكون جزر المالديف قد خطرت ببالهم بالفعل؛ فهي بعد كل شيء وجهة سياحية شهيرة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
لكن ماذا إن أخبرك أحدهم أن لهذه الدولة الجزرية الرائعة مستقبل غامض ولا يُبشّر بالخير! فالمالديف معرّضة أكثر من أي وقتٍ مضى لخطر الاختفاء بشكل تام عن خريطة العالم بحلول 2050 بسبب تأثيرات المناخ.
أصبحت هذه البقعة من العالم الطفل المدلل للتغير المناخي، حيث أن ارتفاع مستويات البحر وتحمض المحيطات، وزيادة وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، جعل من احتمال غرق المالديف أكبر من أي وقتٍ مضى.
خطر ارتفاع منسوب مياه البحر على جزر المالديف
هل كنت تعلم أن المالديف هي أدنى دولة في العالم بالنسبة لمستوى سطح البحر؟ فمع متوسط ارتفاع يبلغ 1.5 مترًا فقط فوق سطح البحر، تعد المالديف عرضة بشكل خاص لتأثير ارتفاع مستويات سطح البحر.
إن محيطات العالم آخذة في الارتفاع نتيجة لتغير المناخ، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لجزر المالديف. الجزيرة المنخفضة معرضة لخطر الغمر بالكامل، وحتى الارتفاع الطفيف في مستوى سطح البحر يمكن أن يكون له عواقب وخيمة.
نظرًا لجغرافية الدولة، تتكون الغالبية العظمى من أراضيها من الشعاب المرجانية والضفاف الرملية، مما يجعلها عرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ.
يتوقع العلماء أنه بحلول عام 2050، قد ترتفع مستويات سطح البحر بمقدار 0.5 متر، مما قد يكون له عواقب وخيمة على المالديف. مع ارتفاع مستوى سطح البحر، قد تصبح الجزر غير صالحة للسكن بسبب فقدان موارد المياه العذبة، وقد يضطر الكثير من الناس إلى مغادرة منازلهم.
تأثيرات الطقس القاسية على الشعاب المرجانية
يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى زيادة تواتر الظواهر الجوية وتطرفها، مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير. هذه الكوارث الطبيعية ليست غريبة على جزر المالديف، وقد عانت الدولةبالفعل من فيضانات وعواصف مدمرة في السنوات الأخيرة.
المالديف لديها بعض من أجمل الشعاب المرجانية على هذا الكوكب. التهديد الآخر الذي تواجهه هذه الدول الجزرية الجميلة هو تدمير تلك الشعاب المرجانية، التي تعمل كحواجز طبيعية ضد تآكل السواحل. ومع ذلك، فإن هذه الشعاب مهددة بارتفاع درجات حرارة المحيطات وتحمضها.
إذا استمر الاتجاه الحالي للمناخ، بحلول عام 2050، يمكن أن تتضرر الشعاب المرجانية في المالديف بشدة أو حتى لا يمكن إصلاحها، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي البحري وتدمير البلاد في نهاية المطاف.
هل يمكن إنقاذ جزر المالديف من خطر الغرق ؟
إن وضع المالديف مشابه لوضع السفينة في البحار الهائجة. على الرغم من التحديات، يجب على الطاقم الحفاظ على موقف إيجابي وبذل الجهود لتوجيه السفينة إلى مياه أكثر أمانًا. على غرار ذلك، تخطو حكومة المالديف ومواطني البلاد خطوات كبيرة لتقليل آثار تغير المناخ وحماية بلادهم.
على سبيل المثال، يقومون ببناء جزيرة اصطناعية في وسط الجزيرة المرجانية لتكون بمثابة مركز للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى بناء جدار حول عاصمتهم ماليه، وإصلاح أشياء مثل الموانئ لجعلها أكثر مقاومة لارتفاع المياه و العواصف. كما تم نصب حواجز تعرية حول الجزر لحمايتها من ارتفاع مستوى سطح البحر وعرام العواصف.
بالإضافة إلى تدابير التكيف المادي هذه، لديهم أيضًا خطة للحد من التلوث الذي يسبب تغير المناخ، مع 28 إجراء تخفيف للقيام بذلك، مع التركيز على طرق تقليل النفايات، وجعل الكهرباء بدون تلوث، وجعل النقل أنظف. إذا فعلوا كل هذه الأشياء، فسيساعدهم ذلك على تقليل التلوث إلى حد ما بحلول عام 2030. هذه الجهود ضرورية لبقاء جزر المالديف وخلق مستقبل مستدام لشعبها.
لكن يبدو أن كل هذه الجهود لن تعمل إلا على تأخير المصير المحتوم الذي يهددها، وبالتالي قد تحتاج لاختيار وجهة سياحية جديدة عمّا قريب!