القاهرة – مى عبده:
مع مرور 154 عاماً علي افتتاح قناة السويس، أهدت مصر للعالم أهم مجرى ملاحي نفذه البشر، وتحولت لشريان اقتصادي تسير فيه أغلب سفن الدول المختلفة.
تعود ذكري افتتاح قناة السويس إلى يوم السابع عشر من نوفمبر عام 1869، وكانت القنوات الجديدة وقتها هي حديث العالم وأحد أعظم الإنجازات التي قدمها المصريون بأياديهم.
وتعد قناة السويس شريان التجارة العالمي، أهم وأقصر شريان ملاحي عالمي يربط بين الشرق والغرب، وسجلت أكبر حمولات سنوية صافية بلغ 1.5 مليار طن، وأعلى معدل عبور بواقع 25887 سفينة في 2022-2023.
كان حفر قناة السويس التي كانت عبارة عن قناة تصل بين البحرين الأبيض والأحمر حلماً تاريخياً طالما راود المصريون منذ عهد المصريين القدماء، بل كانت هناك محاولات فعلية تمثلت في قناة سيزوستريس وسيتي الأول ونخاو وبطليموس والإسكندر الأكبر وراجان وقناة أمير المؤمنين عمرو بن العاص التي تم ردمها لاحقا.
وبعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر تمكن ديليسيبس من الحصول على فرمان بحفر قناة السويس على أن تكون مدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة، ثم قام ديليسيبس بزيارة منطقة برزخ السويس، وتم تقديم تقرير أثبت إمكانية تحقيق هذا، وتمكن ديليسيبس بعدها من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها.
كان حفر قناة السويس رمزا لصلابة العامل المصري الذي شق الصحراء بيديه رغم تعرضه للعمل بالسخرة خلال حفر القناة، وراح المئات من المصريين شهداء، مازالت دماؤهم تروي مجرى القناة التي تخدم احتياجات العالم لآلاف السنوات.
تعد قناة السويس اهم معبر مائي في العالم، حيث تربط قناة السويس بين قارات العالم القديم.
من الجدير بالذكر أن الملك “سنوسرت الثالث” كان أول من فكر فى شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط .
إن التاريخ الفعلى لقناة السويس يبدأ من فرمان الامتياز الأول ، وما تلاه من فرمانات وصولا إلى عملية الحفر التى بدأت في 25 ابريل 1859 حيث ضُربت الفأس الأولى في أعمال قناة السويس في مدينة “فرما”(موقع بورسعيد حاليا) بمشاركة نحو 20 ألف من العمال المصريين الذين أدوا واجبهم في ظروف إنسانية بالغة القسوة.
ومنذ افتتاحها في 17 نوفمبر 1869 مرت القناة بمراحل تاريخية وشهدت تطورات وأحداثا كبرى كان من أبرزها قرار التأميم الذى أعاد الحقوق لأصحابها ، وتعرضها للإغلاق بعد حرب عام 1967 ، ثم افتتاحها فى يونيو 1975.
علي الرغم من أهمية الاحتفال بمرور 154 عام من افتتاح قناة السويس، ولكن لن ننسى أنه مر ٨ سنوات علي ذكري افتتاح قناة السويس الجديدة.
أن القناة الجديدة أسهمت في تحويل القناة من معبر اقتصادي إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي للنقل والتجارة، ورفع إجمالي إيرادات القناة لتسجل أرقامًا غير مسبوقة، محققة أعلى إيراد بلغ 9.4 مليار دولار على الرغم من الأزمات العالمية.