dhl
dhl

كندرا بيير-لويس تكتب:فيرمونت والفيضانات الهائلة القادمة

مع اقتراب نصف الكرة الشمالي من ذروة الصيف، تختبر الحرارة مدة قدرة الإنسان على البقاء في أكثر المناطق حرارة على الأرض ويوضح التطرفات التي تتزايد إمكانًا واحتمالاً في ظل تسارع الاحتباس الحراري.وفي الأيام القليلة الماضية، سجلت الصين أعلى مستوى على الإطلاق لتصبح 52.22 مئوية، بينما بلغت درجة وادي الموت 53.33 مئوية، بزيادة درجتين عن أعلى درجة حرارة تم تسجيلها بشكل موثوق به على الأرض. وكان من المتوقع أن تحتفل «فينيكس» باليوم التاسع عشر على التوالي لتسجيل رقم قياسي يبلغ 43.33 مئوية أو أعلى في الأيام القليلة الماضية.وفي الشرق الأوسط، وصل مؤشر الحرارة إلى 66.66 مئوية، وهو ما يقترب أو يتجاوز المستوى الذي يُعتقد أنه أقصى ما يستطيع جسم الإنسان تحمله. وقال الخبراء إن مثل هذه الظروف أكثر من كافية لقهر قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته الداخلية، وتقدم لمحة عن الأخطار التي من المتوقع أن تصبح أكثر انتشاراً مع تفاقم الاحتباس الحراري في درجات الحرارة والرطوبة الشديدة. وقال كاسكيد توهولسكي، الأستاذ المساعد في جامعة ولاية مونتانا «نعلم أن درجات الحرارة القصوى هذه تقتل الناس الآن». ومن دون مساعدة من تكييفات الهواء أو المراوح أو الظل، فليس لدى الجسم إلا نظام التبريد الخاص به لتحمل الحرارة.ويمكن أن تتسرب بعض حرارة الجسم من خلال الحمل الحراري والإشعاع، على الرغم من أن ذلك لا يكون فعالاً إلا إذا كانت درجة حرارة الهواء أقل من درجة حرارة الجسم. وخلاف ذلك، فإن التعرق هو الطريقة الوحيدة للترطيب، بنقل الحرارة من الجسم إلى الهواء حيث يتحول الماء السائل إلى بخار. لكن هذا أيضاً له حدوده. ويوضح «لاري كيني»، الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا الذي يدرس الاستجابات الفسيولوجية للحرارة أن «التعرق لا يحقق جدواه في تبريد أجسامنا إلا إذا تبخرَ.وقال إن العرق الذي يتجمع على الجلد أو يتساقط منه «يمثل جفافاً من دون أي تأثير مبرد». وأظهرت الأبحاث أن جسم الإنسان يفقد قدرته على تبريد نفسه عن طريق التعرق عند 35 درجة مئوية على مقياس يعرف باسم درجة الحرارة العالمية للبصيلة الرطبة، وهي درجة حرارة مركّبة تستخدم في تقدير آثار كل من درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح، وقدرت دراسة نشرها «كيني» العام الماضي أن الحد المعياري يكون أقل من ذلك، وأقرب إلى 31 درجة مئوية، حتى بالنسبة للشباب والأصحاء، بناء على ملاحظات المتطوعين للاختبار في غرفة يتم التحكم فيها بدرجة الحرارة.وقال «كيني» إنه في هذه المرحلة، قد يؤدي التعرض لمثل هذه الحرارة والرطوبة إلى إجهاد القلب ويتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم بلا هوادة. وهذا هو السبب في أن الحرارة الشديدة هي الأكثر خطورة على كبار السن والذين يعانون من أمراض القلب.وتجاوزت درجات حرارة الجو في الأيام القليلة الماضية في إيران 37.77 مئوية درجة، وكان الهواء مشبعاً بالرطوبة تقريباً. وتُرجم ذلك إلى «درجة حرارة بصيلة رطبة» تبلغ 33.7 درجة مئوية، وفقاً للبيانات وحسابات تحويل «البصيلة الرطبة» في خدمة الطقس الوطنية. وكانت الحرارة والرطوبة شديدين جداً، وقد ترجموا إلى قيمة مؤشر حرارة كان حرفياً خارج الرسوم البيانية. وتم تصميم مؤشر الحرارة إلى أقصى حد عند نحو 53.33 مئوية، لكنه تجاوز يوم الأحد 57.78 مئوية في الخليج العربي. وبعيداً عن منطقة الشرق الأوسط، كانت درجات حرارة «البصيلات الرطبة» تقترب من مستويات خطيرة.ففي جميع أنحاء جنوب غرب وجنوب شرق الولايات المتحدة، حامت درجات حرارة «البصيلة الرطبة» حول 32.2 مئوية، وفقاً لبيانات خدمة الطقس. وتوصلت الأبحاث المنشورة في عام 2020 إلى أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل خطير للبصيلات الرطبة يتزايد تكرار حدوثها، أكثر من مرتين منذ عام 1979. وهذا العام، تحدث الظروف القاسية جنباً إلى جنب مع ارتفاع كبير في درجة حرارة الكوكب. وهذا نتاج نمط مناخي لظاهرة «النينيو» بالإضافة إلى الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع حرارة كوكب الأرض. وشهد الكوكب ارتفاعاً قياسياً في ارتفاع درجة الحرارة في يونيو، ويمتد الاتجاه أيضاً إلى محيطات الأرض.فقد ارتفعت المياه حول فلوريدا، حيث اعتاد السكان على الطقس المشبع بالبخار، مع حرارة ورطوبة قياسيين هذا العام، ما يقرب من 37.78 مئوية. ويرى «توهولسكي» أن هذا يعني أنه حتى الغطس في المحيط لن يوفر ترويحاً من الحرارة. وقال توهولسكي «صيف 2023 يثبت أنه أحد أكثر فصول الصيف حراً، إنْ لم يكن الأكثر سخونة وخطورة».

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.