اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 قراراً بالإجماع، بإدراج السنة القمرية الجديدة، أو ما يعرف بعيد الربيع في الصين، ضمن قائمة الأعياد الرسمية في الأمم المتحدة وذلك في خطوة تجسد التقدير العالمي لتراث الشعوب.
ويعد الاعتراف بعيد الربيع، تثميناً للثقافة الصينية، التي باتت جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي العالمي، ويعكس الأثر العميق للتقاليد الصينية على مستوى العالم.ويأتي هذا القرار تعزيزاً لمكانة مهرجان الربيع، كحدث ثقافي له جاذبيته الدولية، حيث يحتفل بعيد الربيع ما يقارب خُمس البشرية متوزعين على عدد من الدول كل بطريقته الخاصة.
وخلال السنوات الأخيرة، شهد عيد الربيع، ازدياداً ملحوظاً في شعبيته على المستوى الدولي، حيث باتت هذه المناسبة التقليدية الصينية تجذب اهتماماً متزايداً من مختلف أنحاء العالم. ويتجلى هذا الازدياد في حرص كبار الشخصيات من مختلف البلدان على إرسال تحياتهم إلى الشعب الصيني بمناسبة عيد الربيع، ففي كل عام، تتوالى رسائل التهنئة من قادة الدول ورؤساء الحكومات والمسؤولين الرسميين، تعبيراً عن تقديرهم لهذه المناسبة وأهميتها الثقافية.
منذ العقد الماضي، أقيمت فعاليات عديدة للاحتفال بمهرجان الربيع عبر مختلف القارات، وتشمل هذه الفعاليات أنشطة تقليدية مثل رقصات التنين والأسد، وورش عمل لرسم رموز فنية للسنة الصينية الجديدة، وإعداد أشهر الأطعمة.
ويعتبر عيد الربيع في الصين فرصة لتجديد الأمل والبهجة، ولم شمل العائلات، وهو ما يعتبر جوهر الاحتفالات في الصين، وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات في طرق الاحتفال، حيث برزت المظاريف الحمراء الرقمية، وتوجه العائلات لقضاء العيد في رحلات سياحية خارج الصين، وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز الوجهات السياحية التي يفضلها الصينون لقضاء هذه الإجازة.
وأصبح عيد الربيع نافذة يطل من خلالها العالم على الصين، ويعكس القيم الأساسية للثقافة الصينية من تناغم ومحبة وسلام. وبتبني الأمم المتحدة لهذا العيد، يتم تعزيز الرسالة العالمية للتنوع والتفاهم الثقافي.