dhl
dhl

هنا القاهرة…تعرف علي مراحل تطور الإذاعة المصرية تزامناً مع اليوم العالمي للإذاعة

القاهرة – مى عبده:

تدخل الإذاعة قرنها الثاني كواحدة من أكثر وسائل الإعلام التي يعوَّل عليها والأوسع استخداماً في العالم، وذلك في عصر تتسارع فيه عجلة الابتكارات التكنولوجية إلى حد لا يوصف وتتقادم فيه المنصات الرقمية التي سرعان ما يخفت بريقها الصاعد، الواحدة تلو الأخرى.

وقد أعلنت الدول الأعضاء في اليونسكو اليوم العالمي للإذاعة في عام 2011 ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بوصفه يوماً دولياً يُحتفل به في 13 شباط/فبراير من كل عام. وبما أن الإذاعة تمثّل، منذ نشأتها في القرن التاسع عشر، أداةً تقنية، ومجالاً علمياً، ووسيلة اتصال، ومنظومةً لنشر المحتويات الصوتية، فلا خوف إذاً من الإعلان عن أنها بالفعل قد تجاوزت عتبة مئويتها الثانية.

من الجدير بالذكر أن الإذاعة المصرية قد مرت بالعديد من المراحل منذ بدايتها في منتصف عشرينيات القرن الـ 20 إذ انطلقت كإذاعات أهلية تجارية، فكانت إذاعة “مصر الجديدة” في القاهرة، هي أول إذاعة أهلية تم تأسيسها عام1925، تلاها عام 1932 محطة راديو “الأمير فاروق”.

ولم يكن هناك قانون أو مرسوم يحدد نظم عمل هذه الإذاعات، أو يفرض عليها أي نوع من الرقابة في بدايتها، فشجع هذا المناخ القائمين عليها لاتخاذها منبرا للتعبير عن حرية الرأي، وتزامن ذلك مع وجود حركة صاعدة تطالب بالتحرر الوطني ضد الاستعمار، وأصبحت تلك الإذاعات منبرا للهجوم على الاستعمار والحكومة معا، مما دفع المندوب السامي البريطاني عام ١٩٣٢ بإلغاء القرار الذي أصدره عام ١٩٢٦ بعد جواز إنشاء محطة إذاعة حكومية، ودعا أصحاب المحطات الأهلية بإغلاق محطتهم فور إتمام إنشاء المحطة الحكومية.

الإذاعة في عهد شركة ماركوني:وافق مجلس الوزراء في يوليو ‏1932‏ على أن تتولي شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية كوكيل عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها‏ وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين، وتم إبرام عقد بذلك وكانت مدته عشر سنوات، وكان يصرف على الإذاعة من حصيلة رخص استقبال الإذاعة، حيث كانت الحكومة تفرض رسوما محددة على كل جهاز “راديو” إلى أن جرى تمصير الإذاعة بعد ذلك.

“هنا القاهرة” .. عبارة حماسية تحمل مشاعر الانتماء للوطن، وكانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم في افتتاحها عام 1934،وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية التي انطلقت في السنوات التالية.

تم افتتاح الإذاعة المصرية في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31‏ مايو عام 1934 إبان عهد الملك فؤاد الأول ، واٌقيم حفل الافتتاح في ساحة وزارة المواصلات بشارع رمسيس ودُعى إلى الاحتفال كبار رجال الدولة وأعضاء مجلس البرلمان وكبار المثقفين والكتاب والأدباء والصحفيين ، وكان أول بث للإذاعة عن طريق الإذاعة الخارجية وليس من الاستوديو وفى حفل الافتتاح تحدث علي باشا إبراهيم رئيس لجنة الإذاعة اللاسلكية المصرية، ثم بدأت البرامج في الاستوديو بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها انطلاق صوت الآنسة أم كلثوم، وغنى أيضًا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي ، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب وشمل برنامج الاذاعة حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول.

وكانت الإذاعة عبارة عن 4 محطات تحت إدارة وزارة المواصلات، ثم وزارة الشؤون الاجتماعية، ثم تابعة لإشراف وزارة الداخلية، واستمر التعاون مع شركة “ماركوني” البريطانية حتى عام 1947 الذي بدأت فيه مرحلة تمصير الإذاعة المصرية على يد خبراء مصريين تحت اسم “الإذاعة اللاسلكية المصرية”، وكانت تابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وتم تشكيل مجلس إدارة بميزانية مستقلة وصدور تشريع خاص لها.

الإذاعة المصرية عقب ثورة 23 يوليو:

منذ اليوم الأول لثورة 23 يوليو 1952 والإذاعة المصرية منحازة للمطالب الوطنية المشروعة، واتضح ذلك من استخدامها كمنبر لإذاعة أول بيانات الثورة على لسان البكباشى «محمد أنور السادات» ثم كانت منصة أطلق منها جمال عبد الناصر كلمة السر «ديليسبس» لتأميم قناة السويس ، ثم أعلن منها السادات إعادة افتتاح قناة السويس في نفس يوم النكسة 5 يونيو، تأكيدا على مساهمة الإذاعة في التأثير الإيجابي على الحياة السياسية المصرية.

الرئيس عبد الناصر وهو يلقي بيان تأميم قناة السويس ويذكر كلمة السر “ديليسبس” كما تكونت في الإذاعة المصرية لأول مرة فرق مرابطة استعدادا لحرب أكتوبر عام 1973، وكانت تذيع بيانات القوات المسلحة لتشعل حماس الجماهير وتوثق الروابط بين الجيش والشعب كما تذيع الأغاني الوطنية التي تشعل حماسة المواطنين، وفي سابقة فريدة من نوعها وتأكيداً للوحدة العربية نطقت إذاعتا تونس ودمشق «هنا القاهرة» أثناء ضرب العدوان الثلاثي عام 1956.

محطات الإرسال الإذاعي في مصر إذاعة صوت العرب:

أطلق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إذاعة “صوت العرب” كبرنامج رئيسي، في العام 1953، قبل أن يتطور الأمر وتضحى شبكة إذاعية تضم عدة إذاعات، وكانت إذاعة صوت العرب، آنذاك عبارة عن منصة تطلق عبر الأثير الإذاعي قيم الدولة السياسية والإيديولوجية الناصرية، وأهدافها أو بالأحرى مصالحها الإقليمية، وإلهاب شعوب عدد من الدول العربية والأفريقية للتحرر من الاستعمار، وهو ما تجلى في ثورة الماو في كينيا التي كان لها دورا في استقلال البلاد عام 1963،كما صدر البيان الأول لجبهة التحرير الوطني الجزائري من إذاعة صوت العرب بالقاهرة فكان الشرارة الأولي لنيران الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، فضلًا عن قضايا أخرى مثل التصدي لحلف بغداد، ودعم الوحدة المصرية السورية، ودعم حرب اليمن.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.