تتسابق شركات السيارات الأوروبية للاستثمار في مصانع بطاريات السيارات الكهربائية بالتزامن مع الانتشار الواسع لهذا النوع من المركبات.
وتنمو صناعة بطاريات السيارات الكهربائية بقوة مع الإقبال المتنامي على شراء هذه الفئة من السيارات، وفي الوقت الذي أدت فيه جائحة “كوفيد-19″، إلى تراجع مبيعات السيارات 16% في 2020، قفزت مبيعات السيارات الكهربائية 41% إلى نحو 3 ملايين سيارة.
وأنفق المستهلكون على مستوى العالم نحو 120 مليار دولار على السيارات الكهربائية في 2020، في حين أنفقت الحكومات نحو 13 مليارا على الدعم، بما يقارب 10% من الإنفاق الإجمالي.2015.
وظل هذا النمو حتى الربع الأول من 2021، الذي شهد اكتساحا لمبيعات السيارات الكهربائية، على حساب مبيعات السيارات العادية التي تعمل بالوقود الأحفوري، وقفزت بنسبة 140% في الربع الأول من 2021، حسب ما أعلنت وكالة الطاقة الدولية.
وازدادت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية 140% في الربع الأول إلى 1.1 مليون سيارة، مع نمو قوي في الصين وأوروبا والولايات المتحدة.
وعلى مستوى العالم ارتفعت مبيعات بطاريات السيارات الكهربائية بأكثر من الضعف في الفترة في أول 4 أشهر من 2021 إلى 65.9 جيجاواط ساعة، مع تنامي الطلب في ظل سعي الدول لتقليل انبعاثات الكربون.
وتخطط شركات مرسيدس الألمانية، وفولكسفاجن الألمانية أيضا، بالإضافة إلى مجموعة “فولفو كارز” السويدية للسيارات.
مصنع فولفو
وتعتزم شركة فولفو للسيارات، بالتعاون مع شركة نورثفولت إيه بي، إقامة مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا بقيمة 30 مليار كرونر (3.3 مليار دولار).
وذكرت الشركتان اليوم الجمعة أنهما سوف تؤسسان مركزا بحثيا في مدينة جوتنبرج بالسويد خلال العام المقبل، وسوف توفر هذه المنشأة “عدة مئات من الوظائف”. وستحدد الشركتان موقع بناء مصنع البطاريات في هذه المنطقة مطلع 2022.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن هاكان سامويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة فولفو، قوله في بيان: “تضمن شراكتنا مع نورثفولت توريد بطاريات عالية الجودة يتم إنتاجها وفق قواعد الاستدامة من أجل الجيل المقبل من سيارات فولفو الكهربائية تماما”.
ومن المفترض البدء في بناء المصنع الذي سوف يوفر البطاريات لسيارات فولفو وبولستار في عام 2023، على أن يبدأ الإنتاج على نطاق واسع بعد 3 سنوات.
ومن المتوقع أن يوفر المصنع فرص عمل لنحو 3 آلاف عامل، وأن ينتج خلايا بطاقة 50 جيجاوات ساعة سنويا، وهو ما يكفي لتشغيل نحو 500 ألف سيارة سنويا.
بطاريات فولكسفاجن
في حين أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكسفاجن الألمانية للسيارات، هربرت ديس، أمس الخميس أن مجلس الإشراف والمراقبة وافق على تأسيس شركة للبطاريات خاصة بالمجموعة.
وجاء إعلان ديس بعد جلسة عقدها مجلس الإشراف والمراقبة على أكبر مجموعة أوروبية لتصنيع السيارات.
ومن المنتظر أن يتم اختيار الشركة في الشكل القانوني لشركة مساهمة أوروبية “إس إي”.
وأوضح ديس أن هذه الخطوة تتيح لفولكسفاجن إمكانية إشراك طرف خارجي في نشاطها الخاص بالبطاريات القائم بالفعل.
كانت فولكسفاجن أعلنت مرارا اعتزامها إدخال شريك في استثماراتها الخاصة ببناء مصانع خلايا بطاريات.
وتدرس فولكسفاجن طرح شركة البطاريات في البورصة، وقال ديس إن من المتوقع أن تصل إيرادات أعمال قطاع البطاريات بحلول عام 2030 إلى نحو 20 مليار يورو.
بطاريات مرسيدس الصلبة
ونهاية شهر نوفمبر/تشرين الماضي، أعلنت شركة مرسيدس الألمانية للسيارات أنها تعتزم التعاون مع فاكتوريال إنرجي الأمريكية في تطوير تقنية بطاريات الحالة الصلبة للسيارات الكهربائية المستقبلية.
وأوضحت مرسيدس بنز في شتوتجارت، ، أنها ستسهم في رأس مال فاكتوريال بمبلغ ” يتألف من رقمين كبيرين من ملايين الدولارات”.
يذكر أن بطاريات الحالة الصلبة تغني عن نقل الشحنة عبر مادة حاملة سائلة وبالتالي يمكن أن تكون الخلايا أخف وزنا، الأمر الذي يزيد من مدى سير السيارة كما أن من الممكن زيادة كثافة الطاقة وتسريع الشحن.
كانت الشركة ألمحت في الصيف الماضي إلى مزيد من الطموح في بناء أسطولها من السيارات الكهربائية مشيرة إلى أن أعمالها ستتركز بالأساس على القيادة الكهربائية.
وتسعى مرسيدس إلى وصول نسبة السيارات الكهربائية الخالصة أو الهجين إلى 50% من مبيعاتها الجديدة في غضون 4 أعوام على أن تقتصر المبيعات الجديدة بالكامل على السيارات الكهربائية بحلول نهاية العقد ” في كل مكان تسمح به ظروف السوق”.