dhl
dhl

ظاهرة فلكية تثير الجدل وتتكرر مرتين سنوياً تعرف عليها

القاهرة – مى عبده:

22 فبراير هو اليوم رقم 49 من السنة حسب التقويم المصري القديم، ويشهد ذلك اليوم ظاهرة فلكية نادرة يتعجب لها العالم بأكمله وهي “ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني”.

يرجع سبب تعامد الشمس علي وجه الملك في ذلك اليوم إلي تنصيب رمسيس الثاني ملكاً على مصر.

تتكرر تلك الظاهرة الفريدة مرتين سنوياً، حيث تتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل مرتين في السنة، يوم تتويجه 22 فبراير، ويوم ميلاده (21 أكتوبر).

جديراً بالذكر ان بعد عام 1964، وبناء السد العالي، نُقل معبد أبو سمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد من موقعه القديم ـ الذي تم نحته داخل الجبل ـ إلى موقعه الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس ـ لتضيء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله.

تشهد مدينة أبوسمبل جنوب مصر، اليوم، ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل، وهى الظاهرة الفلكية الفريدة التى ينتظرها الملايين حول العالم لمشاهدة براعة القدماء المصريون فى تجسيد مثل هذه الحسابات الفلكية.

معجزة تلك الظاهرة الفلكية الفريدة هي تحديد القدماء المصريون يومين لتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس، رغم أن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات زاويا الانحراف، بجانب المعجزة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين مترًا وخاصة أن المعبد منحوت فى الصخر.

تتكرر الظاهرة مرتين فى السنة وهما 22 فبراير وكذلك 22 أكتوبر، وتستمر الظاهرة لمدة 20 دقيقة فقط.

يرجع السبب وراء هذين اليومين، روايتين، أولًا هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وموسم الحصاد، وثانيًا هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم تتويجه على العرش.

وتسلل أشعة الشمس بعد شروقها خلف مياه بحيرة ناصر، إلى معبد الملك رمسيس الثانى، وتدخل عبر الممر الواقع بين 4 تماثيل عملاقه للفرعون المصرى وتمتد أشعة الشمس لمسافة تزيد عن 60 مترًا حتى تصل إلى مجلس رمسيس فى قدس الأقداس.

يتكون قدس الأقداس داخل المعبد من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، ولا تتعامد الشمس على وجه تمثال “بتاح”، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام.

تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية “إميليا إدوارد” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقد سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل.

ومعبد أبو سمبل تعرض للغرق عقب بناء السد العالى، نتيجة تراكم المياه خلف السد العالى وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968.

قد جاءت تكلفت ميزانية نقل المعبد، التى تمت عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، نحو 40 مليون دولارًا.

يتساءل الكثير عن كيفية نقل المعبد، تم نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 مترًا أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية.

وبعد نقل معبد أبوسمبل من موقعه القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.