dhl
dhl

هل كان الإسكندر الأكبر وذو القرنين شخصية واحدة أم لا؟

القاهرة – مى عبده:

الاسكندر المقدوني أو كما يشتهر ب” الاسكندر الأكبر”، أعظم الفاتحين ومن أهم ملوك مقدونيا الذي كاد أن يغزو العالم بأكمله على الرغم من صغر سنه، يعرف الإسكندر المقدوني بهذا الاسم إلى جانب اسم الإسكندر الثالث و الإسكندر ذو القرنين.

في أغلب المنحوتات الفنية والقطع الأثرية يتم تجسيد الاسكندر الاكبر في هيئة إنسان ذو قرنين، فهل كان الاسكندر الاكبر إنسان ذو قرنين أم هو مجرد تجسيد فني لإظهار صفة معينه أم يتم تجسيده بذلك الشكل للربط بينه وبين الرجل الصالح “ذو القرنين” الذي تم ذكره في القرآن الكريم، لذلك قمنا بعمل هذا التحقيق لتوضيح كل ما يخص الاسكندر الأكبر وذو القرنين.

الاسكندر الأكبر هو ملك مقدوني، ولد الإسكندر المقدوني في عام 356 قبل الميلاد، ويعد الاسكندر الاكبر ابن الملك فيليب الثاني والملكة أوليمبياس، وكان الملك فيليب رجلاً عسكرياً مهماً، حيث عمل على أن تكون مقدونيا منطقة مهمة لا يمكن الاستهانة بها، وتقول بعض الأساطير أنه ابن الإله زيوس.

كان الإسكندر المقدوني تلميذاً لدى أرسطو وذلك عندما كان يبلغ من العمر 13 إلى 16 عاماً، وبدوره فقد جعله أرسطو مهتم بالطب والفلسفة والبحث العلمي بشكل كبير.

أصبح الإسكندر المقدوني ملكاً في عام 336 ق.م وذلك بعد اغتيال والده الملك فيليب على يد حارسه الشخصي الذي يدعى بوسانياس، حيث توج الإسكندر المقدوني ملكاً وتولى العرش المقدوني حينما كان يبلغ من عمر 20 عاماً فقط.يرى البعض أن ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني الذي بنى مدينة الإسكندرية، ولكن رجح العلماء أنه ليس الإسكندر،ذو القرنين المذكور في سورة الكهف في قوله تعالى: « وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا» كان ملكا من ملوك الأرض وعبدا صالحا مسلما ، طاف الأرض يدعو إلى الإسلام.

يرى بعض المؤرخين المسلمين أن هناك تشابه بين قصة الإسكندر الأكبر وقصة ذي القرنين، بينما يرفض ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي باعتبار أن الإسكندر المقدوني لم يدين بالتوحيد، ولم يكن مؤمنا صالحا مثل ذي القرنين.

الاستدلال الأكبر من قِبل المؤرخين أن الإسكندر كان يظهر على رأسه قرني كبش في أغلب المسكوكات، وأنه غزا الشرق والغرب.

يقول المؤرخ الإيراني أبو الفضل البلعمي: «سموا الإسكندر، ذو القرنين لأنه وصل من قرن إلى قرن وتسمى زوايا العالم بالقرن وإحدى الزوايا مكان شروق الشمس والزاوية الأخرى مكان مغرب الشمس وكل زاوية على حدة تسمى قرنا وتسميان قرنين مع بعضهما والله عز وجل سماه في القرآن ذو القرنين».بينما ينكر ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي، ويستدلوا بعدة أدلة، منها أنه لم يكن موحدًا، وأن زمن الإسكندر الأكبر مختلف عن زمن ذي القرنين، فيذكر ابن كثير الدمشقي أنه بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة.

أما الاختلاف الثالث فأن الإسكندر كان من اليونان، وذي القرنين من العرب. كما يعتقد عدد من علماء المسلمين أن ذي القرنين كان في زمن إبراهيم، وقد ذكر الأزرقي وابن كثير الدمشقي أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل، يقول ابن حجر العسقلاني:” الْإِسْكَنْدَر الْيُونَانِيّ كَانَ قَرِيبًا مِنْ زَمَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، وَبَيْن زَمَن إِبْرَاهِيم وَعِيسَى أَكْثَر مِنْ أَلْفَيْ سَنَة، وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْإِسْكَنْدَر الْمُتَأَخِّر لُقِّبَ بِذِي الْقَرْنَيْنِ تَشْبِيهًا بِالْمُتَقَدِّمِ لِسَعَةِ مُلْكه وَغَلَبَته عَلَى الْبِلَاد الْكَثِيرَة، أَوْ لِأَنَّهُ لَمَّا غَلَبَ عَلَى الْفُرْس وَقَتَلَ مَلِكهمْ اِنْتَظَمَ لَهُ مُلْك الْمَمْلَكَتَيْنِ الْوَاسِعَتَيْنِ الرُّوم وَالْفُرْس فَلُقِّبَ ذَا الْقَرْنَيْنِ لِذَلِكَ.

والْحَقّ أَنَّ الَّذِي قَصَّ اللَّه نَبَأَهُ فِي الْقُرْآن هُوَ الْمُتَقَدِّم. وَالْفَرْق بَيْنهمَا مِنْ أَوْجُهٍ: أَحَدهَا: مَا ذَكَرْته. الثَانِي: أنّ الْإِسْكَنْدَر َكَانَ كَافِرًا، وَكَانَ مُعَلِّمُهُ أَرَسْطَاطَالِيس، وَكَانَ يَأْتَمِر بِأَمْرِهِ، وَهُوَ مِنْ الْكُفَّار بِلَا شَكّ، الثَالِث : كَانَ ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ الْعَرَب، وَأَمَّا الْإِسْكَنْدَر فَهُوَ مِنْ الْيُونَان”.

ويقول ابن تيمية: «وليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور في القرآن كما يظن ذلك طائفة من الناس، فإن ذلك كان متقدمًا على هذا وذلك المتقدم هو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج، وهذا المقدوني لم يصل إلى السد، وذاك كان مسلمًا موحدًا وهذا المقدوني كان مشركًا هو وأهل بلده اليونان كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأوثان.

وقد تحدث الكاتب “إسماعيل حامد” في كتابه “الإسكندر الأكبر وذو القرنين بين التاريخ والأديان” قائلاً:

تحدث مؤرخو العرب القدامى عن “الإسكندر المقدوني” قائلين إنه هو – ذاته – “ذو القرنين” الذي تحدث “القرأن الكريم” عنه, وأطرى عليه وعلى أخلاقه, وما متعه الله من سلطان ومن تمكين في الأرض.

وقد رفض الكثيرون هذا الربط بين كل من “الإسكندر” و”ذي القرنين” معتبرين أنهما شخصيتان لا يمكن التوفيق بينهما ف”ذو القرنين” كما يقول البعض كان نبياً, ويقول آخرون إنه كان عبداً “صالحاً” مكنّه الله في الأرض.

أما “الإسكندر الأكبر” (356 – 323 ق.م) فكان قائداً يونانياً عبقرياً, يدين بالعقائد الوثنية التي كانت ذائعة في بلاد اليونان.

وبحسب أصحاب هذه الفرضية, كيف لنا – إذن – أن نوحّد بين هاتين الشخصيتين المتنافرتين, لا سيما وأن كلاً منهما كان ينتمي إلى اتجاه عقائدي متباين عن الآخر, رغم القول بأن الله قد مكن لهما في الأرض.

ويناقش هذا الكتاب تلك الإشكالية من كافة جوانبها, لإجلاء الكثير من الغموض الذي يكتنفها. والتحدث باسهاب عن سيرة “الإسكندر الأكبر” منذ نشأته وحتى موته مروراً بحروبه مع الفرس وقدومه إلى مصر وبناء الإسكندرية, اضافة إلى ذكر الروايات التي تصطبغ بصبغة دينية والتي تروى حكايات عنه, وتظهره في هيئة الرجل الذي تحوطه عناية اللهّ!.

او من خلال هذه الدراسة البحثية عن كل من “الإسكندر” و”ذي القرنين” والمقارنة بين الروايات المتباينة عن كليهما, بهدف الوصول إلى قول فصل في أمرهما وحتى يمكننا الإجابة على هذا السؤال العسير: “هل كان الإسكندر الأكبر وذو القرنين شخصية واحدة أم لا.

وذكر في نهاية كتابه أن الإسكندر الأكبر وذو القرنين شخصان مختلفان في الأديان وفي الحقبة الزمنية وهو مجرد تشابه اسماء فقط الذي يجمع بينهما.

أما عن هيئة الإسكندر الأكبر وتجسيد ملامحه قام عدة مواقع وفنانون بتخيل شكل الإسكندر الأكبر عن طريق الذكاء الاصطناعي، فالإسكندر بحسب ما نعرف فإنه يونانى ولد فى مقدونيا، لأبوين كانا كلاهما من الممالك اليونانية، وتتفق أوصافه من حياته فى الغالب على أنه كان لديه شعر أشقر أو ذهبى، وبشرة ناعمة ربما كانت حمراء قليلاً، ووجه وسيم بجبهة بارزة، حيث كان أيضا ممتلئ الجسم وعضلاته، وربما كان طوله يزيد قليلاً عن خمسة أقدام، وهو ما انعكس فى الصور التخيلية التى ابتكرتها بيكا صلاح الدين.

بحسب موقع boredpanda فإنه هناك العشرات من صور الإسكندر الأكبر التى يمكن مشاهدتها فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك العملات المعدنية والتماثيل النصفية والتماثيل كاملة الجسم، وعلى الرغم من ثروة الصور التى لدينا اليوم، يُفترض أن معظمها نسخ لاحقة من النسخ الأصلية المفقودة، كانت صوره مثالية على الطراز اليونانى.

ومن هنا قام المصور الفوتوغرافي والفنان الرقمي الهولندي باس أوتيرويك، بكسر هذا الفضول، عن طريق تحويل أشهر الشخصيات التاريخية إلى أشكالهم الحقيقية في الحياة الواقعية.

وبحسب Greek reporter، كان آخر ابتكاراته الإسكندر الأكبر، الذي اشتهر بغزو معظم العالم المعروف في عصره.

باستخدام العديد من أدوات التلاعب الرقمي، استطاع «باس» إنشاء صورا واقعية للفنانين المشهورين والقادة والمومياوات والمفكرين الفلسفيين وحتى نماذج اللوحات.

فيما يتمتع الفنان الهولندي «باس»، والذي يستقر في أمستردام، بخلفية في رسومات الكمبيوتر والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والمؤثرات الخاصة، إذ يستخدم صورة معروفة لكل موضوع لتحويلها إلى صورة فوتوغرافية.

وتحدث أيضاً الكاتب المصري والأديب الكبير الراحل مصطفى محمود عن الاسكندر الاكبر قائلاً ” الإسكندر ما هو بكاليجولا ولا نيرون، الإسكندر هو الإسكندر.. الإسكندر الحالم، الروح الضائعة. ومات لأنه لم يكمله.. الإسكندر شخصية لن يأتي الزمان بمثلها، انبهرت به دومًا من قراءاتي عنه”.

ويقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعى عبر كتاب” تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي”، بلغ الصراع بين الفرس والإغريق (اليونانيين) مرحلة حاسمة، حين تولى الإسكندر عرش مقدونيا وعمره عشرون سنة، وكانت الدولة الفارسية قد اتسع ملكها، فشمل آسيا الغربية، وامتدَّ من الهند إلى البحر المتوسط، وكانت لها قوة بحرية، أما دخوله مصر سنة 332 قبل الميلاد فكان بعد كانت هزائم الفرس أمام زحفه قد أفقدتهم القوةَ على صدِّه، فدخل مصر في خريف سنة 332 قبل الميلاد ووصل دون قتال إلى “منف” عاصمة مصر وقتئذٍ، ولم يجد الوالي الفارسي الذي كان يحكم مصر مفرًّا من التسليم؛ إذ رأى أن مقاومة الإسكندر لا تجدى.ضخمة على شواطئ ذلك البحر ولها السيادة عليها، وكانت سورية وفلسطين ضمن أملاكها.

وأشار المؤرخ عبد الرحمن الرافعى، على أن الإسكندر احترم ديانة المصريين، وعاداتهم وتقاليدهم، ولم يكتفِ بذلك، بل توج نفسه تتويجًا فرعونيًّا في معبد “بتاح” بمدينة “منف”، وقلد الفراعنة الأقدمين فيما كانوا يفعلون عند اعتلائهم عرش مصر، وإذ كان المصريون يرمزون بالكبش المقدس إلى الإله آمون، فقد أمر الإسكندر أن تبرز في صوره قرنا “آمون” من قمة رأسه، ولعل هذا التصوير هو الذي جعل بعض مؤرخي العرب يسمونه الإسكندر ذي القرنين.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.