dhl
dhl

من أهمها الدهون والسكريات.. أعداء الكبد في طبقك اليومي

القاهرة – نهاد شعبان:

في كل مرة نجلس فيها إلى مائدة الطعام، قد لا ندرك أن بعض ما نأكله يشكل تهديدا صامتا لأحد أهم أعضاء أجسامنا، وهو الكبد، هذا العضو الحيوي الذي يقوم بأكثر من 500 وظيفة، منها تنقية الدم من السموم، وتخزين الطاقة، وإنتاج العصارة الصفراوية لهضم الدهون، يمكن أن يتعرض للتلف دون أن نشعر، فقط بسبب عاداتنا الغذائية اليومية، وبينما يظن كثيرون أن أمراض الكبد مرتبطة فقط بالكحول أو العدوى الفيروسية، فإن الحقيقة تؤكد أن الدهون والسكريات أصبحت اليوم أخطر أعداء الكبد في حياة الإنسان، حيث يعد الكبد من أكبر وأهم الأعضاء في جسم الإنسان، إذ يعمل كمحطة معالجة متكاملة، يفرز ويخزن وينقي وينظم، ويقوم بتنقية الدم من المواد الضارة، ويحول السكريات الزائدة إلى طاقة، ويخزن الفيتامينات والمعادن، كما يشارك في إنتاج البروتينات الضرورية لعمل الجسم، لكن رغم قوته وقدرته على التجدد، فإن الكبد يتأثر بسرعة بالعادات الغذائية غير الصحية، فالوجبات المليئة بالدهون والسكريات والمقليات، مع قلة الحركة والنوم غير المنتظم، تؤدي إلى تراكم الدهون داخل خلاياه، مما يسبب مرضا خطيرا يعرف باسم الكبد الدهني.

وتعد الدهون المشبعة والمتحولة من أكثر المواد ضررا بالكبد، فهي تتراكم تدريجيا داخل خلايا الكبد، فتضعف وظائفه وتمنعه من أداء مهامه الحيوية بكفاءة، وتوجد هذه الدهون في الوجبات السريعة، والأطعمة المقلية، والسمن الصناعي، والمخبوزات الجاهزة، بالإضافة إلى بعض أنواع اللحوم المصنعة مثل البرجر، ويشير الأطباء إلى أن تقليل استهلاك هذه الدهون واستبدالها بالدهون الصحية الموجودة في زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات، يعد من أهم الخطوات لحماية الكبد، كما أن العدو الثاني والأخطر للكبد هو السكر، الذي أصبح مكونا أساسيا في أغلب الأطعمة والمشروبات الحديثة، فعند تناول كميات كبيرة من السكر، يتحول الفائض منها إلى دهون تتخزن داخل الكبد، مسببة ما يعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي ، وهو من أكثر الأمراض انتشارا في العالم حاليا، تؤكد دراسات حديثة أن استهلاك المشروبات الغازية والعصائر المعلبة والحلويات بشكل يومي يؤدي إلى زيادة ملحوظة في دهون الكبد، حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة، ويحذر خبراء التغذية من أن السكر الزائد لا يسبب فقط زيادة الوزن، بل يؤدي إلى التهابات خلوية مزمنة داخل الكبد، مما يعجل بحدوث التليف، لذلك ينصح الأطباء بالحد من تناول السكر الأبيض والمشروبات المحلاة، والاعتماد على الفواكه الطبيعية كمصدر آمن للسكريات.ليست الدهون والسكريات وحدها المتهمتين، فهناك أيضا الكربوهيدرات المكررة الموجودة في الخبز الأبيض، والمعكرونة، والأرز، وهذه الأطعمة ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة، فيفرز الجسم المزيد من الإنسولين، مما يؤدي إلى تخزين الدهون في الكبد، ومع مرور الوقت، تصبح خلايا الكبد أقل قدرة على التعامل مع الدهون، فتبدأ الالتهابات في التفاقم، ولهذا يوصي الأطباء باتباع نظام غذائي يعتمد على الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح الكامل والأرز البني، لأنها تحتوي على ألياف تساعد الكبد في تنظيم عملية الهضم وتقليل تراكم الدهون، ورغم أن موضوع التقرير يركز على الدهون والسكريات، إلا أن من الضروري الإشارة إلى أن الكحول وبعض المكملات الغذائية مجهولة المصدر تعد من أعداء الكبد أيضا، فالكبد هو العضو المسؤول عن تكسير المواد الكحولية والكيماوية، مما يرهقه ويؤدي إلى تراكم السموم فيه، لذلك يحذر الأطباء من الإفراط في تناول المكملات دون إشراف طبي، خصوصا تلك التي تباع على الإنترنت وتروج على أنها منظفة للكبد.

اعلان الاتحاد
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.