القاهرة – نهاد شعبان:
من الواضح أن شتاء عام 2025 يحمل مفاجآت كثيرة لعشاق الموضة، حيث خرجت دور الأزياء العالمية عن المألوف لتقدم تصاميم جريئة وألوانا غير تقليدية تكسر الصورة النمطية للشتاء المعروف بألوانه الداكنة والهادئة، فبعد سنوات من الاعتماد على الأسود والرمادي والبني في الأزياء الشتوية، جاءت صيحات هذا الموسم لتعلن ثورة في عالم الألوان والأقمشة، وتجعل من الشارع منصة عرض للأناقة الغريبة والمبهجة في آن واحد، فقد لاحظ خبراء الموضة أن موضة 2025 تميل إلى الجرأة والتعبير عن الذات، حيث لم يعد اللبس مجرد وسيلة للدفء، بل أصبح وسيلة للتعبير عن الشخصية والمزاج وحتى الموقف من الحياة، لذلك سيجد الناس هذا الشتاء أنفسهم أمام خيارات جريئة تمزج بين الألوان الصاخبة والتصاميم غير المألوفة، في عودة قوية لروح التجريب والتنوع التي افتقدها عالم الأزياء خلال السنوات الماضية.ومن أبرز ما يميز موضة شتاء 2025 هو التحرر من قاعدة ألوان الشتاء الداكنة، فقد احتلت الألوان الزاهية مكان الصدارة هذا العام، مثل الأصفر الفاتح والوردي الصارخ والأزرق الكهربائي والأخضر النيون، ولم تعد هذه الألوان حكرا على الربيع أو الصيف، بل أصبحت جزءا أساسيا من الأزياء الشتوية، سواء في المعاطف الثقيلة أو الأحذية أو حتى الإكسسوارات، وقد ظهرت هذه الألوان في عروض الأزياء الكبرى في باريس وميلانو ولندن، حيث مزج المصممون بين الدفء والفخامة من جهة، والحيوية والبهجة من جهة أخرى، فالهدف كما يراه المصممون هو إضفاء طاقة إيجابية في موسم يغلب عليه الكآبة والبرودة، أما الألوان المعدنية مثل الذهبي والفضي والنحاسي، فقد أصبحت رائجة بشكل غير مسبوق، لتمنح الملابس لمسة من الفخامة المستقبلية، كما ظهرت صيحات تعتمد على دمج لونين متناقضين في القطعة الواحدة، مثل الأسود مع الوردي، أو الرمادي مع الأصفر، مما يمنح الإطلالة حيوية غير متوقعة.
ولم تتوقف غرابة الموضة هذا الشتاء عند الألوان فقط، بل امتدت إلى اختيار الأقمشة والقصات، فقد عادت الأقمشة اللامعة والمطرزة إلى الواجهة بقوة، إلى جانب الأقمشة الصناعية التي تحاكي الجلد أو الفرو، ولكن بخامات صديقة للبيئة، كما ظهرت بقوة موضة الفرو الصناعي الملون بدرجات زاهية كالأزرق والأحمر البنفسجي، لتمنح المعاطف والجاكيتات مظهرا فنيا أشبه بلوحة تجريدية، أما الكنزات والسويتشرات، فقد جاءت بتصاميم ضخمة ومبالغ فيها، مع أكتاف عريضة وأكمام طويلة تضيف طابعا شبابيا عصريا، وقد استعان المصممون أيضا بخامات جديدة تجمع بين الصوف والمطاط الصناعي، لتوفر الدفء والمرونة في الوقت ذاته، وتعد هذه الصيحات انعكاسا لاتجاه الموضة نحو الراحة والعملية، دون التخلي عن اللمسة الفنية الغريبة التي تميز موسم 2025، ومن الملاحظ كذلك أن أزياء شتاء 2025 تستلهم الكثير من أجواء الثمانينيات والتسعينيات، لكن بروح عصرية ومبتكرة، فعادت موضة السراويل الواسعة والجيوب الكبيرة، والسترات الجلدية الضخمة، والأحذية ذات الكعب العريض، كما برزت النقوش الجريئة مثل المربعات الكبيرة والخطوط المتقاطعة والنقوش الحيوانية بألوان غريبة كالفهد الوردي أو الحمار الوحشي الأخضر، ولا يمكن الحديث عن موضة شتاء 2025 دون التطرق إلى الإكسسوارات، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الإطلالة الغريبة لهذا الموسم، فالأوشحة الملونة والنظارات الكبيرة والأحذية اللامعة سيطرت على المشهد بقوة، كما برزت الحقائب الصغيرة جدا التي تحمل كقطعة فنية أكثر من كونها عملية، إضافة إلى عودة القبعات الصوفية الغريبة بأشكال غير تقليدية.




