كشفت دراسة جديدة أن المرضى الأكبر سناً الذين يصابون بفيروس كورونا لديهم علامات على حدوث تلف في الدماغ أكثر من مرضى ألزهايمر.
وقال موقع “Study Finds” الأمريكي، في تقرير نشره الجمعة، إن فريقا من كلية “جروسمان” للطب بجامعة نيويورك بالولايات المتحدة، وجد لدى مرضى كورونا مستويات أعلى بشكل ملحوظ من بروتينات معينة في الدم ترتفع عادةً عندما يعاني الشخص من تلف عصبي.
ووجد الباحثون سبع علامات على حدوث تلف في الدماغ أعلى بشكل ملحوظ بين مرضى كورونا مقارنة بمرضى ألزهايمر.
ونقل الموقع عن المؤلفة الرئيسية في الدراسة جينيفر فرونتيرا قولها: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب كورونا، وخاصة أولئك الذين يعانون من أعراض عصبية أثناء الإصابة، قد يكون لديهم علامات على تلف الدماغ مثل تلك التي تظهر في الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر أو أعلى منها”.
وقال مؤلفو الدراسة إن العلامة الرئيسية لحدوث تلف بالدماغ بين مرضى كورونا كانت حالة اعتلال الدماغ الأيضي، والذي تتراوح فيها الأعراض من الشعور بالارتباك إلى الغيبوبة، وذلك بسبب تراكم السموم الناتجة عن تفاعل الجهاز المناعي، وفشل الكلى وقلة الأكسجين في الأنسجة.
وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “The Journal of the Alzheimer’s Association”، فحص الفريق 251 شخصاً تم نقلهم إلى المستشفى بسبب كورونا خلال الأشهر القليلة الأولى من الوباء في عام 2020، وكان متوسط عمر المشاركين 71 عاماً، وجميعهم كانوا بصحة جيدة بشكل عام وليس لديهم تاريخ من الخرف أو التدهور المعرفي قبل الإصابة.
وقسّم الباحثون هؤلاء المرضى إلى مجموعتين: أولئك الذين يعانون من أعراض عصبية بسبب عدوى كورونا، ومجموعة أخرى للذين لا يعانون منها، ثم قارن الفريق هؤلاء الأفراد بمجموعة من مرضى ألزهايمر.
وأشار الموقع إلى أن الفريق بحث عن 7 علامات في الدم تقيس جميعها موت أو اضطراب الخلايا العصبية في الدماغ، كما أن بعض هذه العلامات تتراكم عادةً لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.
وأظهرت النتائج أن علامات تلف الدماغ السبعة كانت أعلى بنسبة 60٪ لدى مرضى كورونا المصابين بأعراض عصبية من أولئك الذين ليس لديهم هذه الأعراض.
كما وجد الباحثون أن علامات تلف الدماغ كانت أسوأ بين المرضى الذين لم ينجوا من العدوى، إذ كانت العلامات بين المرضى الذين ماتوا بسبب كورونا أعلى بنسبة 124٪ من أولئك الذين غادروا المستشفى في نهاية العلاج، وهو ما اعتبروه أمراً مثيراً للقلق.
وبالمقارنة مع مرضى ألزهايمر، أظهرت النتائج أن مستوى أحد مؤشرات وجود تلف في الدماغ كانت أعلى بنسبة 179٪ بين مرضى فيروس كورونا، كما كانت مستويات مؤشر آخر أيضاً أعلى بنسبة 65٪ بين مرضى الفيروس التاجي من مرضى ألزهايمر.