تكررت في الآونة الأخيرة أخطاء الرئيس الأمريكي جو بايدن سواء من خلال التصريحات الصحفية أو طريقة التعامل مع الصحفيين والإعلاميين.
والخميس، تعرض الرئيس بايدن إلى موقف محرج خلال حديث عن انسحاب بلاده، من أفغانستان، إذ أشار أولا إلى أوكرانيا ثم العراق قبل أن يتدارك الأمر، ليثبت مرة أخرى صحة قرار مغادرة البلاد بعد حملة عسكرية استمرت 20 عاما.
وقال بايدن، في مقابلة مع قناة “إن بي سي” الأمريكية، “لم تكن لدينا أدنى فرصة لتوحيد أوكرانيا. هذا هو، عفوا، العراق. أفغانستان! كان من المستحيل تحقيق ذلك”.
وبانتظام ينزلق الرئيس بايدن، الذي بلغ من العمر 79 عامًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في زلات لسانه. لذلك أخطأ في نطق اسم الزعيم الروسي فلاديمير بوتين ، وخلط بين كلمتي “تطعيم” و”تصعيد”، وكذلك سوريا مع ليبيا والعراق مع إيران، ودعا مراراً نائب الرئيس كامالا هاريس رئيس الدولة.
وتعرضت إدارة بايدن لانتقادات من جميع الجهات بسبب الفوضى والخسائر والسقوط المفاجئ للحكومة العميلة، التي رافقت انسحاب القوات الأمريكية والموظفين المدنيين من أفغانستان العام الماضي.
والشهر الماضي، وقع الرئيس الأمريكي من حيث لا يعلم، في أخطاء سلفه دونالد ترامب، الذي عُرف بتوجيه عبارات نابية للصحفيين.
بايدن ضُبط وهو يشتم صحفيا في شبكة “فوكس نيوز” واصفا إياه بأنه “ابن عاهرة غبي”، وذلك على هامش جلسة لالتقاط الصور في البيت الأبيض، في ختام لقاء مع مراسلي وسائل الإعلام، حيث لم يدر أن حديثه مسموع بوضوح.
فبينما كان الصحفيون يهمون بالمغادرة سأل مراسل شبكة “فوكس نيوز”، المفضلة لدى المحافظين، الرئيس بايدن إن كان التضخم يشكل عبئا سياسيا قبل الانتخابات النصفية، ليرد الرئيس الديمقراطي الذي لم يكن على الأرجح يعلم أن مكبر الصوت لديه، لا يزال مفتوحا بتهكم: “إنه ميزة عظيمة، المزيد من التضخم”، قبل أن يُسمع وهو يتمتم: “يا له من ابن عاهرة غبي”.
وفي السابق كان البيت الأبيض يهرع لشرح أي زلة لبايدن أو التراجع عنها، لكن هذه المرة بدا أن البيت الأبيض لم يجد أي مشكلة في التأكيد على ما تفوه بايدن بحق دوسي، حيث تضمن محضر الجلسة تعليق الرئيس بالكامل، ما يعني أن العبارة ستجد طريقها للحفظ في السجل الرسمي التاريخي.
ونشرت مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز” كايتي روجرز، على حسابها في تويتر صورة مأخوذة من محضر الجلسة، تظهر ورود الشتيمة التي أطلقها بايدن.
وتعيد الواقعة إلى الأذهان سيرة ترامب مع الصحفيين في البيت الأبيض، حيث وردت على لسانه مرار شتائم للمراسلين، على مدى مأموريته التي استمرت 4 سنوات، ونالت “نيويورك تايمز”، نصيب الأسد من ألفاظ الرئيس الجمهوري النابية.