تسبب تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا والتهديدات بالغزو، في قيام أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإرسال قوات إلى شرق أوروبا وأسلحة ومساعدات إلى العاصمة كييف.
وعلى الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوا بالحلف، لكنها تلقت وعدا بالحصول على فرصة للانضمام، لكن ترى روسيا أن عليها منع ذلك، وطالبت الولايات المتحدة والناتو بضمانات بعدم التوسع شرقا وضم أوكرانيا.
وتحدثت الولايات المتحدة وأكدت التزامها بالمادة الخامسة من معاهدة تأسيس الناتو، التي تؤكد مبدأ الدفاع المشترك.
ويأتي مبدأ الدفاع الجماعي في صميم معاهدة تأسيس الناتو، ويظل مبدأ فريدا ودائما يربط أعضاءه معا، ويلزمهم بحماية بعضهم البعض وإرساء روح التضامن داخل الحلف.
وفي عام 1949، كان الهدف الأساسي من معاهدة شمال الأطلسي – المعاهدة المؤسسة للناتو – إنشاء ميثاق للمساعدة المشتركة للتصدي للخطر المتمثل في سعي الاتحاد السوفيتي لتمديد سيطرته على أوروبا الشرقية إلى أجزاء أخرى من القارة.
وكانت موافقة كل دولة مشاركة على هذا الشكل من التضامن يقبع في صميم المعاهدة، مما يجعل المادة الخامسة الخاصة بالدفاع المشترك مكونا رئيسيا للتحالف.
وتنص المادة الخامسة على أنه إذا كان أحد حلفاء الناتو ضحية هجوم مسلح، سيعتبر كل أعضاء الحلف الآخرين هذا العنف هجومًا مسلحًا ضدهم، وسيتخذون الإجراءات التي يرونها ضرورية لمساعدة الحليف الذي تعرض للهجوم.
وتنص المادة الخامسة على “توافق الأطراف على أن هجوما مسلحا ضد دولة واحدة أو أكثر منهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية سيعتبر هجوما ضدهم جميعا، وبالتالي يوافقون على أنه، حال وقوع هجوم مسلح مماثل، ستساعد كل دولة منهم، تطبيقا لحق الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي المعترف به بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، الطرف أو الأطراف التي تعرضت لهجوم من خلال اتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية، سواء بشكل فردي أو بالتنسيق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة أمن منطقة شمال الأطلسي والحفاظ عليه”.
و”يجب إبلاغ مجلس الأمن فورًا بأي هجوم مسلح من هذا القبيل وجميع التدابير التي تم اتخاذها بناء على ذلك. وتنتهي هذه الإجراءات عندما يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لاستعادة وصيانة السلام والأمن الدوليين.”
وتم الاحتجاج بالمادة 5، مرة واحدة فقط بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة.
فبعد أقل من 24 ساعة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، ولأول مرة في تاريخ الناتو، استند الحلفاء إلى مبدأ المادة الخامسة.
وفي 4 أكتوبر/ تشرين الأول، بمجرد التأكد من أن الهجمات جاءت من الخارج، وافق الناتو على دعم الولايات المتحدة من خلال ثمانية إجراءات.
وبناء على طلب من الولايات المتحدة، أُطلقت أول عملية على الإطلاق لمكافحة الإرهاب – من منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2001 إلى منتصف مايو/ أيار 2002. وشاركت فيها سبع طائرات من طراز أواكس التابعة للناتو التي ساعدت في القيام بدوريات في سماء أمريكا.