من جزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان، وبرمودا إلى المحافظ الإلكترونية، ظهرت حيلة جديدة لإخفاء ثروات الأثرياء عن زوجاتهم في حالة الطلاق.
وعن ذكر الثلاث جزر فهم الملاذ الضريبي الآمن لإخفاء ثروات أثرياء العالم، بحسب التقييم الضريبي لشبكة العدالة الضريبية لعام 2021،
جزر الملاذات الضريبية
وعن أبزر الملاذات الضريبية للشركات، وبحسب مؤشر الملاذ الضريبي للشركات عام 2021، تقاسمت الجزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان (تضم نحو 11000 صندوق استثماري مسجل هناك، وهو ما يمثل أكثر من 60% من أصول صناعة صناديق التحوط البالغة 3.8 تريليون دولار).
وتضم قائمة أبرز الملاذات الضريبية للشركات أيضا جزر بارمودا وجيرسي والبهاما وجزيرة آيل أوف مان، وأنجيلا، وجزر تركس، وكايكوس، المرتبة الأولى كملاذات للضريبة بنسبة (100%) من حيث كونها جنة وملاذاً للشركات المتهربة من دفع الضرائب.
وجاءت هولندا في المرتبة الثانية (80%)، وسويسرا (89%)، ولوكسمبورج (74%)، وهونج كونج (78%)، وسنغافورة (85%)، وإيرلندا (77%)، والمملكة المتحدة (69%)، وقبرص (85%)، وموريشيوس (81%)، وبلجيكا (73%)، إضافة إلى دول أخرى.
أول طلاق كبير من “بيتكوين”
وبعد 8 سنوات من الطلاق، شهدت محكمة سان فرانسيسكو أغرب حالة طلاق بين الزوجان الثريان إيريكا وفرانسيس دي سوزا، حيث لم يقتصر النزاع على حضانة الأبناء أو المنزل الفاخر البالغة قيمته 3.6 ملايين دولار، أو حصة الطليقة في شركة الإلكترونيات التابعة لطليقها فرانسيس دي سوزا، بل سلك النزاع القضائي طريقا آخر نحو ملايين الدولارات المخبأة في صورة عملات بيتكوين مفقودة.
في عام 2013 الماضي، اشترى ديسوزا، المدير التنفيذي للتكنولوجيا، ما يزيد قليلاً عن 1000 بيتكوين قبل أن ينفصل عن زوجته، ولكنه خسر ما يقرب من نصف الأموال عندما انهارت بورصة عملات مشفرة بارزة.
وبعد ثلاث سنوات من التقاضي، قضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو في عام 2020 بأن دي سوزا (deSouza) فشل في الكشف بشكل صحيح عن بعض عناصر استثماراته في العملة المشفرة، والتي انفجرت في قيمتها. أمرته المحكمة بمنح السيدة دي سوزا أكثر من 6 ملايين دولار من عملة البيتكوين المتبقية لديه.
أصبحت قضية ديسوزا في الدوائر القضائية معروفة على أنها أول طلاق كبير من البيتكوين. هذه الخلافات الزوجية شائعة بشكل متزايد. مع اكتساب العملات المشفرة قبولًا أوسع، تحول تقسيم مخزون العائلة إلى مصدر خلاف رئيسي، حيث يتبادل الأزواج المنفصلون اتهامات بالخداع وسوء الإدارة المالية.
يميل الطلاق القبيح إلى إثارة الجدل حول كل شيء تقريبًا. لكن صعوبة تتبع وتقييم العملة المشفرة، وهي أصل رقمي يتم تداوله على شبكة لامركزية، تخلق مشاكل جديدة.
وقال محامو الطلاق إنه في كثير من الحالات لا يُبلغ الأزواج عن ممتلكاتهم أو يحاولون إخفاء الأموال في محافظ على الإنترنت يصعب الوصول إليها.
قالت جاكلين نيومان، محامية الطلاق في نيويورك التي تعمل مع عملاء من أصحاب الثروات العالية: “في الأصل، كان تحت الفراش، ثم كان الحساب المصرفي في جزر كايمان”. “الآن هو التشفير.”
لقد وفر ظهور العملات المشفرة وسيلة مفيدة للتبادل للمجرمين، وخلق فرصًا جديدة للاحتيال، لكن الأصول الرقمية لا يمكن تعقبها.
وأصبح بعض محامي الطلاق يعتمدون على المحققين الشرعيين الذين يتقاضون عشرات الآلاف من الدولارات لتتبع حركة العملات المشفرة مثل Bitcoin و Ether من التبادلات عبر الإنترنت إلى المحافظ الرقمية.
وقال بول سيبينيك، محلل الطب الشرعي، إن شركة CipherBlade الاستقصائية عملت على حوالي 100 حالة طلاق مرتبطة بالتشفير على مدار السنوات القليلة الماضية.
وأضاف أنه في حالات متعددة تتبع أكثر من 10 ملايين دولار من العملات المشفرة التي أخفاها الزوج عن زوجته.
وتزوج الزوجان ديسوزا في سبتمبر/أيلول 2001. وفي العام نفسه، أسس ديسوزا شركة مراسلة فورية “IMlogic” والتي باعها في النهاية في صفقة جمعت له أكثر من 10 ملايين دولار، وفقًا لسجلات المحكمة.
ويعود تاريخ استثمارات ديسوزا في مجال العملات المشفرة إلى أبريل/نيسان 2013، عندما أمضى وقتًا في لوس أنجلوس مع وينسيس كاساريس، وهو رائد أعمال تشفير مبكر ، والذي عرضه على الأصول الرقمية. في ذلك الشهر ، اشترى السيد deSouza حوالي 150 ألف دولار من بيتكوين.
وانفصل الزوجان ديسوزا في وقت لاحق من ذلك العام، وسرعان ما كشف ديسوزا أنه يمتلك “بيتكوين” بحلول الوقت الذي كان فيه الزوجان مستعدين لتقسيم أصولهما في عام 2017، ارتفعت قيمة هذا الاستثمار إلى أكثر من 21 مليون دولار.
ولكن كان هناك الصيد. في شهر ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، كشف دي سوزا أنه ترك ما يقل قليلاً عن نصف الأموال في بورصة العملات المشفرة، Mt.Gox ، التي أفلست في عام 2014 ، مما جعل الأموال بعيدة المنال.
في ملفات المحكمة، قال محامو دي سوزا إنه من “الفظيع” أن زوجها فشل في ذكر أن الكثير من بيتكوين قد اختفى، وجادلوا بأن إدارته السرية للاستثمار كلفت الملايين من الدولارات. وتكهن المحامون أيضا بأن السيد دي سوزا ربما يخزن أموالا إضافية.
زعم محامو دي سوزا في ملف واحد: “كان فرانسيس أقل صراحةً مع قصصه المتغيرة باستمرار”.
ولم تتحقق أي مخبأ سري. وقالت متحدثة باسم السيد دي سوزا إنه كشف عن كامل مقتنياته من العملات المشفرة في بداية الطلاق. وقالت المتحدثة: “بمجرد أن علم فرانسيس أن البيتكوين وقع في إفلاس جبل Gox ، أخبر زوجته السابقة”. “لو لم يحدث إفلاس جبل Gox ، لكان تقسيم BTC غير مثير للجدل تمامًا.”
ورفضت طليقة دي سوزا التعليق من خلال محاميها.
لكن محكمة الاستئناف وجدت أن ديسوزا ، 51 عامًا ، الذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا الحيوية Illumina ، قد انتهك قواعد عملية الطلاق من خلال إخفاقه في إبقاء زوجته على اطلاع كامل باستثماراته في العملة المشفرة.
23 مليون دولار تعويض
وأُمر بإعطاء طليقة ديسوزا حوالي نصف إجمالي عدد عملات بيتكوين التي كان يمتلكها قبل إفلاس Mt. Gox ، مما ترك له 57 Bitcoins ، بقيمة 2.5 مليون دولار تقريبًا بأسعار اليوم. وتبلغ قيمة عملات بيتكوين الخاصة بطليقة دي سوزا الآن أكثر من 23 مليون دولار.
لا تنطوي جميع حالات الطلاق المشفرة على مثل هذه المبالغ الكبيرة. قبل بضع سنوات ، عمل نيك هيمونيديس ، محقق الطب الشرعي في نيويورك ، في قضية طلاق اتهمت فيها امرأة زوجها بعدم الإبلاغ عن مقتنياته من العملات المشفرة. بإذن من المحكمة ، حضر السيد هيمونيديس إلى منزل الزوج وفتش جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. وجد محفظة رقمية تحتوي على ما يقرب من 700000 دولار من العملة المشفرة Monero.
“كان مثل:” أوه ، تلك المحفظة؟ يتذكر السيد هيمونيديس “لم أكن أعتقد أنني حصلت على ذلك حتى”. “كنت مثل ،” بجدية ، يا صاح؟ “
قال هيمونيديس إنه اكتشف في حالة أخرى أن الزوج قد نقل مليوني دولار من العملات المشفرة من حسابه في منصة Coinbase ، وهي منصة يشتري فيها الناس ويبيعون ويخزنون العملات الرقمية. بعد أسبوع من تقدم زوجته بطلب الطلاق ، قام الرجل بتحويل الأموال إلى محافظ رقمية ، ثم غادر الولايات المتحدة.
ويمكن للمحكمة أن تأمر بتبادل العملات المشفرة لتسليم الأموال. لكن محافظ الإنترنت التي يخزن فيها العديد من المستثمرين العملات المشفرة لا تخضع لأي سيطرة مركزية ؛ يتطلب الوصول كلمة مرور فريدة أنشأها مالك المحفظة. بدون هذا المفتاح الرقمي ، كانت أموال الزوج فعليًا بعيدة عن متناول الزوجة السابقة قريبًا.
ويمكن أن يظل التبادل مصدرًا قيمًا للمعلومات. في عام 2020 ، عمل جريجوري سالانت، محامي الطلاق في وايت بلينز، نيويورك ، مع عميل يعتقد أن زوجها يمتلك عملة مشفرة لم يكشف عنها.
وأرسل سالانت أمر استدعاء إلى Coinbase ، والذي رد بجدول بيانات وجد أنه من المستحيل فهمه.
واستأجر سالانت محققًا في الطب الشرعي، مارك ديمايكل، لترجمة جدول البيانات وتعقب الأصول.
