هل تسمع هذا الصوت الداخلي في رأسك وأنت تقرأ الآن؟ بلا شك نعم كما هو حال الجميع!
مهما كانت طبيعة هذا الصوت، لكنه أمر حقيقي حيّر العلماء لفترة طويلة، ولا تزال العديد من النظريات حوله بحاجة لإثبات أو نفي.
تُعرف هذه الظاهرة باسم “الكلام الداخلي” التي تشير إلى أن بإمكانك سماع نفسك وأنت تفكر! فهذا الصوت الصامت يروي أنشطتك اليومية ويلازمك في كل وقتٍ تقع به عيناك على شيءٍ يُقرأ!
حتى عندما تتخيل حوارًا في رأسك ستقوله لشخصٍ ما، فإنك تسمع هذا الصوت، لكنك لا تعلم إن كان حقيقيًا أم لا!
هذا النوع من التخيل السمعي يشبه إلى حدٍ كبير الصور المرئية، حيث يمكنك تخيل شكل شيء ما دون رؤيته في الواقع.
ظاهرة أخرى مذكورة في تفسيرات أخرى هي النطق الداخلي. فالقراءة تنشط فعليًا عضلات الحلق والأحبال الصوتية وأحيانًا الشفاه.
عندما نتعلم الكلام، نتعلم إصدار الأصوات بأفواهنا. غالبًا ما يتضمن تعلم القراءة القراءة بصوت عالٍ أيضًا، وفي هذه الحالة نسمع صوتنا.
عندما نقرأ بصمت، قد تستمر العضلات في التحرك قليلاً، و “نسمع” ما نعرف أننا سنبدو عليه إذا تحدثنا بصوت عالٍ.
توجد حزمة عصبية في الدماغ تسمى الحزمة المقوسة التي تربط الجزء الناطق من الدماغ (منطقة بروكا) بجزء فهم الكلام (منطقة فيرنيك). يبدو أن هذه الحزمة العصبية تلعب دورًا في تجربة الصوت الداخلي.
المثير للدهشة أن الكلام الداخلي يظهر في فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي كتنشيط لمناطق الكلام في الدماغ، لذا فإن كل ما يحدث له علاقة عصبية يمكن تحديدها.