عاد الأوليغارشيون الروس إلى الواجهة مرة أخرى في الحرب الروسية الأوكرانية التي اشتدت رحاها وشارفت على إنهاء أسبوعها الأول.
فقد عاد هذا المصطلح إلى الظهور عقب تصريحات المسؤولين الغربيين بفرض عقوبات على هذه الفئة، بعدما اعترف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال مناطق الانفصاليين شرقي أوكرانيا قبل شن العملية العسكرية.
كما توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأوليغارشيين الروس بمصادرة “يخوتهم وشققهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة”، التي قال إنهم حصلوا عليها نتيجة مكاسب غير نزيهة.
لكن من هم من هم الأوليغارشيون الروس، وما حجم نفوذهم؟.. الإجابة في هذا التقرير.
من هم الأوليغارشيون الروس؟
الأوليغارش هو فرد يحقق أموالا طائلة من خلال العلاقات العائلية والتركات أو من خلال الصناعة التي لها سيطرة دينية أو عسكرية.
و”الأوليغارش” هو عضو في “الأوليغارشية” – وهو هيكل سلطة يتمتع فيه عدد ضئيل جدا من الناس بقدر كبير جدا من السلطة.
وعادة ما يشار إلى الأوليغارشيين الروس على هذا النحو إذ جمعوا ثرواتهم بسرعة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات وأثناء الخصخصة الجماعية في البلاد.
ويعد رومان أبراموفيتش أحد الأمثلة المعروفة للأوليغارشيين الروس في ثقافة المملكة المتحدة، إذ تصدر عناوين الصحف بعد شرائه نادي تشيلسي الإنجليزي عام 2003.
ومن أشهر الأوليغارشيين الروس إضافة إلى رومان أبراموفيتش، ألكسندر أبراموف وأوليغ ديريباسكا وميخائيل بروخوروف وعليشر عثمانوف وجيرمان خان وفيكتور فيكسيلبيرغ وليونيد ميخيلسون وفاجيت ألكبيروف وميخائيل فريدمان وفلاديمير بوتانين وبيوتر أفين وفيتالي أفينك وفيتالي أفينك.
العقوبات
زعيم سابق في المخابرات السوفيتية (KGB)، ومدير تنفيذي لمنجم ألماس، ونائب رئيس الوزراء، يمثل ذلك بعض الأدوار التي شغلها الأوليغارشيون الروس واستهدفتها إدارة بايدن في جولة من العقوبات “غير المسبوقة” على أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية أن الولايات المتحدة، التي تعمل عن كثب مع الحلفاء الأوروبيين، كانت تشن حملة عقوبات منتظمة ضد موسكو بهدف ردع بوتين عن تصعيد التوترات في أوكرانيا.
وقد يكون لتلك الجهود، التي يبدو أنها لم تحبط بوتين بعد، آثار دائمة على رجال الأعمال الروسي وقادة الحكومة ممن لهم معاملات دولية.
وقال البيت الأبيض، الجمعة، إنه سيتخذ أيضًا خطوة نادرة بفرض عقوبات على بوتين، وهي خطوة رمزية إلى حد كبير بالنظر إلى أن الزعيم الروسي أخفى ثروته وجعل من الصعب تجميد أصوله.
وقال ويليام كورتني، زميل أقدم مساعد في مؤسسة راند البحثية الأمريكي، والسفير الأمريكي السابق في كازاخستان وجورجيا، إن القائمة التي نشرت هذا الأسبوع تتخطى “أباطر الأعمال العاديين” الذين استهدفتهم العقوبات في الماضي.
وأضاف كورتني: “هؤلاء الأشخاص مقربين من (KGB). يتمتعون بتأثير أكبر على السياسة، نوع السياسة الذي أدى لغزو أوكرانيا”، مشيرًا إلى أن العقوبات يمكن أن تثبت فاعليتها من خلال تقييد قدرة هؤلاء اللاعبين على تسيير أعمال تجارية بالخارج، والاحتفاظ بالأصول في بنوك آمنة، وفتح حسابات في مؤسسات غربية مرموقة.
وتتضمن دائرة الرئيس الروسي المقربة العديد من الأشخاص ذوي الخلفيات العسكرية والخدمة السرية الذين قد يكونوا أقل اهتماما بنشر ثرواتهم دوليا ويختارون بدلًا من ذلك البقاء على مقربة من بوتين في روسيا.
من جانبه، قال أحد أثرياء الروس إن فرض عقوبات على الأوليغارش لن يؤثر على قرار موسكو بشن حرب في أوكرانيا.
وطبقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قال الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان خلال مؤتمر صحفي في لندن إن الحرب مأساة للجانبين، لكن دون أو يوجه انتقادات مباشرة، قائلا إن الآراء الشخصية قد تمثل خطورة عليه والموظفين والزملاء أيضا.
وانضم إلى رجل الأعمال أوليج ديريباسكا في الدعوات من أجل السلام، وذكرت “بي بي سي” أن الرجلين هم أشهر أوليغارش يتحدثان ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي سياق متصل، ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية أن الأوليغارشيين الروس ينقلون اليخوت الخاصة في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى “تعقب” أصولهم وتجميدها.
وأضافت الشبكة الأمريكية خلال تقرير أنه يتم نقل اليخوت السوبر التي يمتلكها مليارديرات روس على صلة بالرئيس بوتين حيث تجهز الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على ممتلكاتهم بعد غزو أوكرانيا.
وأظهرت البيانات التي راجعتها “سي إن بي سي” من “مارينترافيك” أن ما لا يقل عن أربعة يخوت ضخمة يمتلكها قادة أعمال تجارية روس كانت في طريقها إلى الجبل الأسود والمالديف منذ إعلان قادة العالم عن مجموعة واسعة من العقوبات خلال الأيام الماضية.