الخرطوم – محمد التيجاني:
استعانت جنوب السودان بالتجربة المصرية في ملف الضرائب والجمارك، من أجل التكامل الاقتصادي بين البلدين.
وأكد محمد معيط وزير المالية المصري، حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائى مع جنوب السودان في المجالات الاستراتيجية والتنموية الشاملة.
وجاء ذلك، خلال لقاء معيط مع أجاك أشويل لوال وزير المالية والتخطيط، وموسى ماكور دينق محافظ البنك المركزي بجنوب السودان، بحضور أحمد كجوك نائب وزير المالية المصرى، على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين.
وقال معيط إن مصر ستواصل تقديم كل الدعم ونقل الخبرات إلى جنوب السودان، في مجالات الري والصحة والتعليم، بالتوازي مع الجهود الهادفة لتحقيق التكامل الاقتصادي من خلال التبادل التجاري، والاستثمار فى البنية التحتية والزراعة وغيرها؛ بما يُسهم فى إرساء دعائم التنمية الشاملة والمستدامة، فى البلد الشقيق.
أضاف أن بلاده تتطلع إلى زيادة استثمارات شركات القطاع الخاص المصري بجنوب السودان في مجالات الزراعة والإنشاءات والبنية التحتية.
واستعرض معيط، التجربة المصرية الناجحة فى الإصلاح الاقتصادى، التى ساعدت البلاد فى التعامل الإيجابي المرن مع التحديات العالمية الراهنة، إضافة إلى تطوير إدارة المالية العامة للدولة من خلال التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة فى تعزيز حوكمة إجراءات المصروفات والإيرادات، وتحقيق الانضباط المالى، ورفع كفاءة الإنفاق العام، عبر الاعتماد على نظام المعلومات المالية الحكومية GFMIS.
وتابع: فضلاً على المشروع القومى لتحديث وميكنة منظومتي الضرائب والجمارك الذى يرتكز على التوسع فى الحلول التكنولوجية لتعظيم جهود دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى، والتيسير على مجتمع الأعمال، وتحفيز الاستثمار؛ على نحو يُسهم فى تحقيق المستهدفات المالية والاقتصادية والتنموية، وتوفير المزيد من فرص العمل.
وأوضح: مستعدون لنقل خبراتنا للأشقاء بجنوب السودان في مجالات إدارة المالية العامة، وتطوير منظومتي الضرائب والجمارك.
وأشار إلى أن منظومة الإجراءات الضريبية المميكنة الموحدة، تُعد ترجمة حقيقية لجهود دمج وتبسيط وميكنة إجراءات ربط وتحصيل الضرائب، على نحو دقيق يُراعى الخصوصية الفنية لكل ضريبة، ويعكس ما تضمنه قانون الإجراءات الضريبية الموحد من حقوق والتزامات على الممولين أو المكلفين، الذى يعتبر نقلة تشريعية غير مسبوقة، ترتقى بمنظومة الإدارة الضريبية المصرية إلى مصاف الدول المتقدمة، من خلال بناء نظام رقمى متكامل، وإتاحة الخدمات للممولين أو المكلفين إلكترونيًا دون الحاجة للذهاب إلى المأموريات.
ولفت إلى أن مصر استطاعت أن تكون من أوائل الدول بأفريقيا والشرق الأوسط في تطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونية، التى تُمكننا من متابعة التعاملات التجارية بين الشركات من خلال التبادل اللحظى لبيانات الفواتير بصيغة رقمية، على نحو دفعنا لاستكمال مسيرة التحول الرقمى بالإطلاق التجريبي لمنظومة «الإيصال الإلكتروني» لمتابعة التعاملات التجارية بين الممولين والمستهلكين لحظيًا في كل منافذ البيع والشراء وتقديم الخدمات بكل أنحاء الجمهورية.
وأشار الوزير إلى أن هناك دراسة أجريت بالتعاون مع البنك الدولى، سجلت نجاح مصر فى خفض متوسط زمن الإفراج الجمركى بنحو ٥٠٪ بعد تطبيق المنصة الإلكترونية الموحدة للتجارة القومية «النافذة الواحدة» التى تربط كل الموانئ إلكترونيًا، حيث تم استحداث المراكز اللوجستية للخدمات الجمركية، ونظام التسجيل المسبق للشحنات «ACI» بالموانئ البحرية، الذى سبقنا بتطبيقه العديد من دول العالم، والذى سيتم إطلاقه تجريبيًا بالموانئ الجوية فى ١٥ مايو المقبل.