القاهرة – مصطفي المصري:
حذر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، أمس، من «انفجار داخلي» في إثيوبيا يؤدي إلى اضطرابات ذات تأثير مدمر على المنطقة، إذا لم تبادر الحكومة والمتمردون إلى إجراء مفاوضات.
واعتبر بلينكن، أمام الصحافيين، أن عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين «سيؤدي إلى انفجار إثيوبيا من الداخل، وسيكون لذلك تداعيات على دول أخرى في المنطقة، وهو أمر كارثي بالنسبة إلى الشعب الإثيوبي وبلدان المنطقة».
وأفاد بأن «المسار الآخر هو وقف جميع الأعمال العسكرية الجارية، والتفاوض على وقف حقيقي لإطلاق النار، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق، حيث يحتاج إليها السكان».
وتابع: «أعتقد أن ذلك ليس ممكناً فحسب، بل هو ضروري، ويمكنني القول لكم: إن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لدعم جميع الجهود الساعية للدفع بإثيوبيا في هذا الاتجاه».
وفي هذه الأثناء، قالت «قوات تيجراي» المتمردة، التي تحارب الحكومة الإثيوبية، أمس: إنها «ستتعقب» الرعايا الأجانب، الذين تتهمهم بالعمل كمرتزقة لدى الحكومة في ساحات المعارك.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم «الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي»، جيتاتشو رضا.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية، أمس الأول، شروطها لمحادثات محتملة مع المتمردين، بعد أيام من جهود دبلوماسية مكثفة لمبعوثين دوليين لتجنب تصعيد جديد في النزاع.
وتخوض حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد حرباً منذ عام مع «جبهة تحرير شعب تيجراي»، التي تمددت جنوباً في الأشهر الأخيرة، ولم تستبعد الزحف على العاصمة أديس أبابا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية دينا مفتي: إن الشروط لمحادثات ممكنة، والتي شدد على أنه لم يتم الاتفاق على إجرائها، ستكون انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وأمهرة المتاخمتين لتيجراي.
وأضاف: «من أجل أن يكون هناك حل سلمي، هناك شروط: الأول أوقفوا هجماتكم. ثانياً اتركوا المناطق التي دخلتموها، والتي تشمل أمهرة وعفر. ثالثاً: اعترفوا بشرعية هذه الحكومة».
ولكنه شدد «بالمناسبة، لا تسيئوا الفهم، هذا لا يعني أنه تم اتخاذ قرار بخوض مفاوضات».
وأفادت الأمم المتحدة، أمس الأول، في تقرير أسبوعي حول الوضع الإنساني، أن المساعدات لم تصل إلى تيجراي براً منذ 18 أكتوبر، وأن 364 شاحنة عالقة في عاصمة عفر «بانتظار إذن من السلطات للمضي قدماً». وكثّف مبعوثون دبلوماسيون في الأيام الأخيرة جهودهم لوقف تصاعد أعمال العنف.
وغادر المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إثيوبيا، يوم الأربعاء الماضي، بعد عدة أيام من الاجتماعات التي عقدت أيضا في كينيا المجاورة، وفق مسؤولين على معرفة بتحركاته.
وقال المسؤولون: إن الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى المنطقة، غادر أمس الأول، بعد اجتماع أخير مع آبي أحمد.
وانتقل أوباسانجو مؤخراً إلى ميكيلي عاصمة تيجراي للقاء قادة «جبهة تحرير شعب تيجراي».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث مع أوباسانجو، وأعلن «دعماً قوياً» لجهود الوساطة التي يبذلها. كما أعرب عن أمله في وجود «إمكان» للتقدم.
لكن ليس واضحاً على الإطلاق إن كان يمكن ردم الهوة الواسعة بين الجانبين.
فيما فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات على الجيش الإريتري وأفراد وكيانات أخرى، في إطار تصعيد الضغوط الأميركية على أطراف الصراع لوضع نهاية للقتال بشمال إثيوبيا.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان: إنها أدرجت الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، وهي الحزب السياسي الحاكم في إريتريا، والمستشار الاقتصادي لها ورئيس مكتب الأمن القومي الإريتري على القائمة السوداء، متهمة الجميع بالمساهمة في الصراع المشتعل بإثيوبيا المجاورة. ولم يرد وزير الإعلام الإريتري ولا المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو أو بيلين سيوم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على الفور على طلبات للتعليق.