بعد سويعات من ختام زيارة رئيسة النواب الأمريكي، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية الأربعاء، عبور 22 طائرة صينية الخط المتوسط لمضيق تايوان.
واختتمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الزيارة التاريخية لتايوان، في وقت سابق الأربعاء، بينما تستعد الصين لإجراء مناورات عسكرية في المياه المحيطة بتايوان، بسبب غضب بكين من زيارة المسؤولة الأمريكية.
وفيما قالت وزارة الدفاع التايوانية، إن 27 طائرة حربية صينية دخلت منطقة دفاعنا الجوي اليوم، أكدت أن الوحدات الحكومية تلقت هجمات إلكترونية 23 مرة أكثر من المعتاد، متوقعة ارتفاعًا مستمرًا للحرب الإدراكية في الأيام المقبلة.
ودانت وزارة الدفاع التايوانية “محاولة تهديد موانئنا ومدننا وتقويض السلام والاستقرار الإقليميين من جانب واحد”، مضيفة أن “الجيش سيبقى بالتأكيد في مكانه وسيحمي الأمن القومي، ونطلب من الجمهور الاطمئنان ودعم الجيش”
تهديد رئيس
وجاءت تصريحات الناطق باسم وزارة الدفاع التايوانية بعيد بيان للوزارة أكد الأربعاء أن التدريبات العسكرية الصينية تهدد الموانئ الرئيسية والمناطق الحضرية في الجزيرة، ووعدت بـ”تعزيز” الدفاعات والرد بحزم.
كما يبحر عدد من السفن الأمريكية في المنطقة بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريجان”، حسب مصادر عسكرية أمريكية.
ويرى معظم المراقبين أن احتمال نشوب نزاع مسلح ضئيل. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم كانوا يستعدون لاستعراضات للقوة من جانب الجيش الصيني.
وقال مسؤول حكومي يوم الأربعاء إن تايوان تتوقع أن تكون هدفا “للحرب النفسية” المتزايدة في الأيام المقبلة، في إشارة إلى حملات التضليل التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام.
تحذير صيني
وحذرت الصين شركات الطيران العاملة في آسيا من تجنب الطيران في المناطق المحيطة بتايوان حيث تجري تدريبات عسكرية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة.
ووفقًا لشركات النقل التي تلقت الرسالة وجانغ تشانغ سيوج، المسؤول بوزارة النقل الكورية، فإنه سيتم تقييد الرحلات الجوية من الساعة 12 ظهرًا في 4 أغسطس/آب الجاري وحتى الثانية عشرة ظهرًا يوم السابع من الشهر نفسه.
ووعدت وزارة الدفاع الصينية “بأعمال عسكرية محددة الأهداف”، عبر سلسلة من المناورات العسكرية حول الجزيرة تبدأ الأربعاء، بما في ذلك “إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى” في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.
وتشير الإحداثيات التي نشرها الجيش الصيني إلى أن جزءًا من العمليات العسكرية سيجري على بعد عشرين كيلومترًا عن ساحل تايوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية سون لي فانغ إن “بعض مناطق المناورات الصينية تتداخل (…) مع المياه الإقليمية لتايوان”. مضيفًا أن “هذا عمل غير عقلاني يهدف إلى تحدي النظام الدولي”.
أما اليابان، فقالت إنها “قلقة” بشأن التدريبات الصينية، مشيرة إلى أن بعضها سينتهك منطقتها الاقتصادية الخالصة. ودعت كوريا الجنوبية من جانبها، إلى الهدوء.
وأعلنت الصين، الأربعاء، تعليق استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة.
وذكرت سلطات تايوان ليل الثلاثاء والأربعاء أن 21 طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة – وهي منطقة أكبر بكثير من مجالها الجوي.
لعب بالنار
تعتبر الصين أن تايوان واحدة من مقاطعاتها لم تنجح في إلحاقها ببقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية (1949).. ويزور مسؤولون أمريكيون الجزيرة بانتظام. لكن الصين ترى أن زيارة بيلوسي الشخصية الثالثة في الدولة الأمريكية هي استفزاز كبير.
والأسبوع الماضي وفي محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة إلى عدم “اللعب بالنار”.
ومنذ 1979 تعترف واشنطن بحكومة صينية واحدة فقط وهي حكومة بكين لكنها استمرت في تقديم الدعم للسلطات التايوانية لا سيما عبر مبيعات الأسلحة الكبيرة.
كما تمارس الولايات المتحدة سياسة “الغموض الاستراتيجي”، إذ تمتنع عن قول ما إذا كانت ستدافع عن تايوان عسكريا أم لا في حالة حدوث غزو.
واتهمت روسيا الحليف الرئيسي للصين، الأمريكيين، الثلاثاء، بـ “زعزعة استقرار العالم” ووصفت زيارة نانسي بيلوسي بأنها “محض استفزاز”. وعبرت كوريا الشمالية الحليفة الأخرى لبكين عن “دعمها الكامل”.