dhl
dhl

شتاء قاس على الغرب.. الولايات المتحدة تحصد ثمار أزمة الطاقة في أوروبا

من المتوقع أن تكون الولايات المتحدة المستفيد الأكبر حيث تواجه أوروبا أول فصل من فصول شتاء كثيرة بائسة..

ستكون أزمة الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، صفقة تجارية رابحة للولايات المتحدة، التي بدأت تجني بعض الثمار من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

اليوم، تواجه دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ضعف الخيارات للتزود بالغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال، مع التزام كبار المصدرين في آسيا وإفريقيا في عقود طويلة الأجل من كبار المستهلكين في شرق آسيا.

هذا الضعف، جعل الأوروبيين يعيشون حالة من التخبط، تتراوح بين خطط لفرض ضرائب على كبار شركات الطاقة في أوروبا، وزيادة كلفة الكهرباء على الأسر، وإطفاء الأنوار عن الميادين العامة ليلا، وصولا إلى تحديد درجات حرارة المكيفات صيفا وشتاء.

أزمة الطاقة في أوروبا

بدورها الولايات المتحدة، كما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن رجل الأعمال شريف سوكي، الذي يرى فائدة للولايات المتحدة من أزمة الطاقة في أوروبا.

يتوقع سوكي وهو رئيس شركة Tellurian المخصة في مجال الغاز الطبيعي، استفادة مصدري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة.

وقال: “من المتوقع أن تكون الولايات المتحدة المستفيد الأكبر حيث تواجه أوروبا أول فصل من “فصول شتاء كثيرة بائسة.. أزمة الطاقة في القارة ستسمح للمنتجين الأمريكيين بتصدير الغاز بعلاوة كبيرة”.

ومع خنق روسيا لإمدادات الغاز استجابة للدعم الأوروبي لأوكرانيا، يهدد ارتفاع الأسعار بإدخال المنطقة في ركود عميق، في وقت يخطط الاتحاد الأوروبي لتوصية الدول الأعضاء بوضع حد أقصى لسعر الكهرباء المولدة من مصادر غير الغازية، والتي ترتبط بارتفاع سعر الغاز.

لكن سوكي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة تيلوريان للغاز الطبيعي، انتقد دعوات من عدة دول أوروبية بما في ذلك إيطاليا لوضع حد أقصى لأسعار الغاز.

وقال لصحيفة فاينانشيال تايمز: “وضع سقف لسعر الغاز لا معنى له.. إذا فرضته فإن دولا أخرى ستدفع المزيد مثل الصين والتي لا تواجه مشكلة في مضاعفة إمداداتها من الغاز وتخزينه.. الغاز سيذهب إلى مكان آخر”.

صناعة الغاز الأمريكية

لكنه قال إن الأزمة ستفيد صناعة الغاز الأمريكية.. “إننا نمتلك موارد ضخمة، وإنتاج الغاز ليس مكلفا للغاية، ونحن جيدون في بناء البنية التحتية.. سنكون قادرين على تطوير الغاز الأمريكي بتكلفة معقولة للغاية وبيعه بعلاوة كبيرة”.

وذكر أن الدول الأوروبية يجب أن تسعى إلى “تأمين القليل من كل شيء، سواء كانت مصادر متجددة أو نووية أو فحم أو غاز.. لكن الغاز الأمريكي سيتصدر حجم الإمدادات للقارة، وهذا أمر جيد للمنتجين”.

تتطلع شركة Tellurian إلى بناء مصنع تصدير بقيمة 16.8 مليار دولار في لويزيانا لشحن الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج، وهو جزء من مرحلة جديدة للشركة البالغة من العمر ست سنوات والتي تتبع فترة إعادة هيكلة كبيرة.

وقال “سوكي” إن أوروبا تمكنت من تأمين كميات كافية من الغاز، بما في ذلك لأغراض التخزين، لأنها دفعت سعرا أعلى من الدول الأخرى.

وزاد: “وعد بايدن بتسليم الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا.. لكن ذلك لم يكن بفضل وعوده بأنها ستصل إلى هذه الشواطئ.. هذا لأن أوروبا قادرة على دفع أكثر من الدول الآسيوية، وعلى عكس آسيا لديها مرافق تخزين”.

وقال: “اليوم يتم بيع كل جزيء يمكن إنتاجه وبيعه لمن هو على استعداد لدفع سعر أعلى.. وهذا هو السبب في أننا نشهد هذا التقلب في الأسعار”.

وعززت بعض البلدان مثل ألمانيا، حصة الفحم من مزيج الطاقة لديها منذ انخفاض تدفقات الغاز الروسي، وهي خطوة يخشى خبراء المناخ من أن تقوض أهداف الاتحاد الأوروبي الصفرية الصافية للانبعاثات.

وقال سوكي: “الضرر الناجم عن الفحم جلي للغاية، لكن الآن فجأة لم يعد الأمر يتعلق بالتلوث.. تواجه البلدان احتمالات تجويع مواطنيها لأن الغاز ضروري لإنتاج الأسمدة أو عدم تدفئة منازلهم، وبالتالي يصبح التأثير البيئي هو أهون الشرين”.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.