“الدم بقى ميه” تحول المثل الشعبى فى يوم من الأيام إلى حقيقة، عندما دخل أفراد المجتمع المصرى، فى حلبة مصارعة بين بعضهم البعض، والتى تنتهى فى أغلب الأحيان لواقعة مأساوية تصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعى.
فشهد المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيرة، لقضايا شغلت الرأى العام، من بينها وكانت الأغرب من نوعها قتل قاض لزوجته، وقتل شقيق لشقيقه وشروعه فى قتل باقى أسرته، وأيضا قتل شاب لزميلته أمام المواطنين، وقتل زوج لزوجته فى الشارع.
تنوعت الجرائم، واختلفت دوافعها إلى أسباب عدة، مابين عدم فضح سر بين الاثنين، أو انتقام، أو ميراث، أو مرض نفسى، ولكن النتيجة واحدة انهيار الأسرة، لضياع أحد أبنائها خلف القضبان، والآخر ضحية.
أبرز الجرائم خلال السنوات الماضية..
الحبيب يقتل محبوبته
وسط دموع أهالى المنصورة، كانت الطالبة “نيرة أشرف” غارقة فى دمائها، بعد محاولاتها أن تهرب من أيدى عشيقها، حتى بقدرته وهو ممسكًا سلاحه الغادر، يطعنها 21 طعنة، حتى تسقط وسط بركة دماء، وكل هذا لأنها رفضت حب العشيق.
وقضت محكمة الجنايات فى 6 يوليو 2022، بالإعدام شنقا للمتهم بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
قتل قاض لزوجته
كانت القتيلة فى ليلة مقتلها، ذاهبة مع زوجها مطمئنة له أنه لا يغدر بها، حتى بعدما طلبت منه إعلان زواجهما العرفى، ولكن مع تكرار طلبها قرر الزوج بفكره الشيطانى، أن يخطط لقتلها، فاستدرجها لمكان قتلها بحجة أنها تشاهد فيللتهما الجديدة، وبيد غادرة، أمسك سلاحه الخاص غير المرخص، وضربها على رأسها، لم يهدأ عند ذلك، بل سيطر عليه الشيطان، وقرر دفنها بمزرعة الفيللا بالبدرشين، حتى قررت المحكمة بإعدامه.
مجزرة الإسماعيلية
فى ليلة أليمة، جلس المتهم وهو يتعاطى المخدرات، ليدبر كيف يتخلص من صديقه، الذى كان بمثابة الأخ له، ليغدر به وسط آلاف المواطنين فى مشهد تقشعر له الأبدان، ويقتله ويفصل رأسه عن جسده، لم يتوقف عند ذلك، بل قام بالتمثيل بجثته فى الشارع، والدافع وراء ارتكاب الجريمة انتقامًا منه.
سفاح الجيزة و4 جثث
وفى عدة مناطق (الهرم، بولاق الدكرور، المنتزه بالإسكندرية) شهدت الحادث الأكثر جدلاً، وظل حديث الإعلام، للعثور على 4 جثث ( 3 سيدات ورجل)، والأغرب أنه كان القاتل واحدا وهو “فراج عبد العاطى” والذى عرف إعلاميًا بسفاح الجيزة، لقتله (زوجته وشقيقة زوجته وسيدة أخرى، وصديقه)، وفى كل واقعة اختلفت دوافعه منها الاستيلاء على ممتلكات صديقه، أو القتل لعدم فضح جرائمه، لم يتوقف عند ذلك، بل قام بإخفاء جثامينهم بدفنها فى مقابر أعدها لذلك، حيث قضت المحكمة بإعدامه.
مذبحة أسرية
كثيرًا ما يتشاجر الشقيقان، ولكن فى منطقة الصف كانت الأغرب من نوعها، فوقفت الأم مكتوفة الأيدى بين أبنائها وهم يتشاجرون على الميراث، لم يتوقف الشقيق عن فعلته أمام دموع والدته، لم تستعطفه بل كان قلبه كالحجر، حتى طعن شقيقه، وإصابة والدته وشقيقه الآخر وزوجته.
موظف ينهى حياته بعد قتل زوجته ونجليه
سيطرت عليه مشاعر الضعف والألم نتيجة لمروره بأزمة نفسية، فبدلاً من أن يترك الدنيا وحده، قرر أن يشرع فى قتل شريكة حياته.
واقعة مأساوية شهدتها منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، بعدما أقدم موظف على الشروع فى قتل زوجته ونجلَيْه الاثنين طعنًا، فأنهى حياته قفزًا من شرفة الشقة محل سكنه.
رجل يقتل زوجته أمام مدرسة
رفضت سيدة العيش مع زوجها، ومع طلبها واستعطافها له أن يتركها لحالها، لم يرض، فقررت أن تقيم دعوى خلع ضده، لم تعرف مصيرها القاسى، وفى يوم الواقعة، كعادتها تذهب للمدرسة ببولاق الدكرور، من أجل لقمة العيش، وفوجئت بوجود زوجها، حاولت الهرب منه ولكن طعناته الغادرة أصابتها حتى سقطت قتيلة فى الشارع على مرأى المواطنين.
شقيق يقتل شقيقه
منطقة العجوزة بالجيزة، كانت لها النصيب لكى تشهد جريمة أسرية جديدة بين شقيقين، حيث انهال شاب مريض نفسى بالضرب على رأس شقيقه حتى أرداه قتيلاً داخل منزلهما بالعجوزة، فى مشاجرة بينهما بسبب خلافات أسرية.
شاب يقتل نجلة عمه
سيطرت أفكار شيطانية على الشاب العشرينى، عندما تأخر فى عمر الزواج، ليبدأ فى التردد على بعض الدجالين، ليوهموه أن أحد أقاربه من عمل له أعمالا سحرية، حتى يوقف حاله، لم تهدأ أفكار الشاب، حتى سيطر الشيطان على عقله قبل قلبه، ليعتقد أن نجلة عمه من عملت له هذا، لأنها زوجت أبناءها، بالرغم من أنها كانت تعتبره مثل شقيقها ونجلها، وكان دائمًا برفقتهم يأكلون سويًا، وبيد غادرة قرر التخلص منها بطعنها 6 طعنات متفرقة فى جسدها.
الرأى القانونى فى تزايد الجرائم
وعلق “مينا ناجى” المحامى بالنقض، على تزايد معدلات الجريمة خلال السنوات الأخيرة، أن الأسباب وراء ارتكاب تلك الجرائم، تعددت مابين (الفقر، والجهل، والبطالة، وانتشار المخدرات بين الشباب).
وأضاف المحامى فى تصريحاته، أن غياب الأسرة كان الدافع الأكثر تأثيرًا خلف ما حدث للشباب، وهذا ظهر فى تزايد الجرائم الأسرية، لفقد القيم التربوية، وعلى الإعلام تنوير الأسر وتوعيتهم، للحد من تلك الجرائم.
استشارى طب نفسى: دور الأسرة مهم
ويرى الدكتور “جمال فرويز” استشارى الطب النفسى، أن السبب وراء تزايد معدلات الجرائم، هو غياب دور الأسرة، وخاصة الأب والأم، فكل منهما ينشغلان فى عملهما، ولا يعرفان أى شىء عن أبنائهما، خاصة مع انتشار التطبيقات الإلكترونية، التى شغلت الصغار والكبار، وأصبحت عالمهم.
وأضاف استشارى الطب النفسى فى تصريحاته، أنه يجب على الأسرة أن تنشئ صداقة مع أبنائها، حتى يعلموا ما يفكرون به، حتى لا يتحول نجلهم أو نجلتهم من إنسان عادي إلى قاتل خلف القضبان.