dhl
dhl

دكتور مصطفى السعداوى يكتب: لا تأمن مكر الأفاعى

سلفا كنت من أول من حظر من جماعة الإخوان الإرهابية وذلك من خلال مجموعة من المقالات نشرت بجريدة المصرى اليوم فى غضون شهر مايو ٢٠١١ وجاءت سلسلة هذه المقالات بعنوان (لماذا نحاول التقدم متأخرين) و(هل كفر اللذين قالوا لا) والعديد من المقالات.. وبعد ثورة ٢٠١٣ المجيدة التى صحح فيها الشعب المصرى مساره، وجاء على رأس الحكم برجل وطنى يسعى ومن معه من الشرفاء لبناء الجمهورية الجديدة.. تفرغت للكتابة فى القانون وهو مجال التخصص ومحاولة المساهمة فى بناء جيل وطنى.. إلا أننى أجد نفسى مجبرا لعودة التنبيه لهذا الخطر الأعظم الذى أوجب بناء الجمهورية الجديدة اليقظة لتحركاتهم من خلف ستار..

حضرات السادة: إن خطر الإخوان ليس فقط فى كونهم تنظيمًا يُهدد أمن البلدان التى يوجد فيها، ولا فى عدم إيمانهم بمفهوم الدولة الوطنية، ولا حتى فى إيمانهم بمشاريع أكثر تطرفا تهدد الأمن السياسى والاجتماعى للأوطان، ولكن خطر التنظيم فيما يؤمن به من أفكار وفيما يروجه من معارف.. لذلك فإن ثمرة التطرف نبتت داخل شجرة الإخوان، ومن فروعها خرجت تنظيمات إرهابية كـ”القاعدة ” و”داعش”.

إن مواجهة أفكار الإخوان تتطلب حصرا دقيقا لكل ما أنتجه التنظيم من معرفة مسمومة، وأشخاص مؤيدين يختبئون ويترصدون كما تترصد الأفعى لفريستها واليقظة الدائمة والمستمرة للأجهزة المكلفة بالرقابة.. وأن من الخطورة القول بانتهاء حركة الإخوان الإرهابية.. لكن يجب اليقظة لمكرهم سواء داخليا أو خارجيا وهو أمر نثق فى فطنة الدولة فى مواجهته.. وعلى الجميع أن يقوم بدوره فى هذه المواجهة..

الإخوان يصنفون أنفسهم أمة لوحدهم، لديهم فقههم الخاص، وأموالهم المبررة حتى ولو كانت من مصادر حرام، أما بنيتهم الحركية فهى ضمن تركيبة مختلفة عن البقية، أقرب ما تكون للتركيبة الماسونية لضرورة العمل السرى وتبعاته.

لقد أخطأ الرئيس مبارك حين مكن «الإخوان» من الشارع المصرى، فعبد الناصر اكتشفهم مبكرا وقضى عليهم.. والسادات أطلق سراحهم نكاية فى عصر عبد الناصر، لكن التنظيم كان قد أطلق الغول الذى فى داخله ما أدى لاغتيال السادات نفسه عام 1981، هل رأيتم جاحدين ناكرين للمعروف أكثر منهم؟

الرئيس مبارك ظن أن معادلة أسلمة الشارع على أيدى «الإخوان» وتمكين رجال الأعمال من اقتصاد السوق سيدفع المتطرفين الذين اغتالوا السادات وأشعلوا نار الإرهاب فى مصر فى سنوات حكمه الأولى بعيدا عنه، وبينما كان يتلقى الولاء والدعم منهم فى العلن، كانوا يقضمون الشارع فى صمت ويطعنون فيه ويحرضون الغرب عليه فى الخفاء.

لقد وصل دعم مبارك لهم أن سيطروا على ثلث مجلس الشعب، وكل المساجد والجمعيات الخيرية، لقد اقتسموا السلطة فعليا.. فهل كان ذلك كافيا لهم؟ بالطبع لا.

لقد دفعوا الأمريكان للابتعاد عن مبارك وأشعلوا النيران فى ثيابه وخلقوا كيانات إخوانية بواجهات ليبرالية ويسارية لتقول للغرب إنهم ليسوا وحدهم ضد مبارك، بل كل الطيف السياسى فى مصر.

لعل الكثير يتذكر حوار مجلة المصور المصرية مع مرشد عام «الإخوان» قبل عام من احتجاجات 25 يناير، الذى رشح فيه جمال مبارك خليفة لأبيه، وقال: «نحن لا نمانع فى ترشحه رئيساً». كان هذا خطابهم للسلطة المصرية، أما خطابهم لهيلارى كلينتون وكونداليزا رايس فقد كان يحرض ويهاجم ويوقع بمصر وجيشها وحكومتها المستقرة.

وحتى عند اندلاع الاحتجاجات فى 2011، وقف «الإخوان» مؤقتا فى المنطقة الرمادية، ينتظرون ساعة الصفر وهل سينتصر النظام أم ينكسر، حتى جاءهم الضوء الأخضر من أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى.

 تعلموا من التاريخ.. فالتاريخ يقول لا تأمن مكر وشر الإخوان.. فالإخوان منبع الإرهاب.. والإرهاب لا دين له.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.