من القاهرة إلى أسطنبول، لطالما كانت مدن الشرق الأوسط المراكز الرئيسية للتطور بالمنطقة، لكن لم تكن الحياة فيهم دايما آمنة، بحسب افتتاحية نشرتها صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية باللغة الإنجليزية.
وأضافت الصحيفة أنه حتى في بغداد العباسية، التي تعتبر واحدة من أهم المدن وأكثرها إنتاجية في تاريخ البشرية، كان المجرمون والمحتالون كثيرين جدًا لدرجة أنه كان يعتقد أنهم قبيلة خاصة بهم.
وبعد مئات الأعوام، يعتبر آمان المدن مسألة لاتزال تشكل مصدرًا للقلق للمنطقة وخارجها. لكن في أجزاء من الشرق الأوسط، لم تكن الحياة أكثر أمانا من ذلك بأي وقت مضى. فطبقًا للتقرير الصادر عن مؤسسة “جالوب” بشأن “القانون والنظام العالمي” لعام 2021، يشعر الناس بالأمان أثناء سيرهم بمفردهم خلال الليل في دولة الإمارات أكثر من أي مكان آخر في العالم.
وتتمتع الإمارات تحديدا بسجل رائع في سلامة النساء. وطبقًا للأمم المتحدة، تعرضت ما يقدر بـ40 إلى 60 بالمائة من النساء للتحرش في شوارع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالرغم من هذه الأزمة، لا تعتبر الإمارات الدولة الأكثر أمانا للنساء بالمنطقة فحسب، بل في العالم بأكمله، بحسب مؤشر “المرأة والسلام والأمن” الذي نشرته جامعة جورج تاون، حيث كانت الإمارات الدولة التي شعرت فيها النساء بأنهن أكثر أمانا أثناء سيرهن بمفردهن خلال الليل بالمناطق التي يعيشن فيها.
وكان للعاصمة أبوظبي جوائزها الخاصة؛ ففي وقت سابق من هذا العام، أدرجها موقع البيانات العالمي “نومبيو” بأنها أكثر المدن أمانا في العالم، بينما حلت الشارقة ودبي في في المراكز العشرة الأولى.
وانتصرت أبوظبي أيضًا في وجه الجائحة؛ ففي سبتمبر/أيلول تصدرت قائمة الولايات التي تعامل بأفضل شكل مع جائحة “كوفيد-19″، بحسب دراسة صادرة عن مجموعة “ديب نوليدج جروب”.
ولأن كثير من العوامل المعقدة تلعب دورًا، تتمتع عدد قليل من المدن – وحتى الغنية منها – بمثل تلك المعدلات من الآمان، ويلعب التخطيط الحضري دورًا حيويا. وفي الإمارات، تحقق المناطق الحرة النظام في المدن النامية بسرعة، وتسمح للولايات القانونية بمساعدة القطاعات على النمو، وتخلق مراكز للتميز.
وأشارت “ذا ناشيونال” إلى عنصر مهم آخر هو التوازن الدقيق بين التعامل بحزم مع الجريمة والرحمة في تطبيق القانون، لافتة إلى أن التعديلات القانونية الأخيرة في أبوظبي خففت القيود على بعض الجوانب الاجتماعية، مع الإبقاء على عقوبات لإساءة استغلال ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن استخدام شرطة المدينة ممارسات “الشرطة المجتمعية”، التي تؤكد تأمين ثقة الجمهور وتعاونه، ودمج الأساليب غير القسرية في الحد من الجرائم، لافتة إلى أن رفاهة الشعب ربما تمثل العام الأهم؛ وهناك بيانات تفيد بأن الإمارات رائدة في هذا الصدد.
وقفزت الإمارات 10 مراتب هذا العام لتحل بالمرتبة الرابعة بين أفضل الوجهات العالمية للعيش والعمل فيها في تقرير “HSBC Expat Explorer” السنوي الـ14.
