إحداهن “كلبشت” زوجها وسجنته بالمنزل.. الحزام والحذاء وأدوات المنزل والعض أبرز أدوات العنف الأنثوى الواقع على الرجل
القاهرة – هويدا على:
انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة على المجتمع المصرى، فالسائد تعدد أشكال العنف، الذى تعد فئة النساء أكثر الفئات عرضة له جسديا ولفظيا وغيرهما، فدائما نسمع أن هناك جرائم ترتكب ضد المرأة لكن هنا الموضوع يختلف، فقد كشفت دراسة أكاديمية عن 200 حالة من العنف المنزلى كانت فيها المرأة هى المحفزة للعنف، وهى التى بدأت به وهناك دراسة مصرية صادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية واعتمدت على نتائج أبحاث قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى، أشارت إلى أن أكثر من 50% من الأزواج المصريين يتعرضون للضرب والإهانة من زوجاتهم، خلال السطور التالية نسرد بعض القضايا التى تعرض فيها الرجل إلى العنف..
لفظ مدرس بالمعاش فى الدقهلية أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى منية النصر المركزى، متأثرا بإصابته على يد زوجته بمساعدة والدتها بعد أن علمت باستعداده للزواج من أخرى، فقررت تأديبه فجردته من ملابسه وعذبته حتى الموت.
أظهرت إحصائية محاكم الأسرة خلال عام 2021و2022 بعض الأمثلة الصارخة على عنف الزوجات ضد أزواجهن، وهو ما تم رصده فى الدعوى رقم 1897 أمام محكمة أسرة زنانيرى والمقامة من الزوجة “مها. ف” والتى تطالب فيها بالطلاق من زوجها “علاء. س” حيث اشتكى الزوج أثناء جلسات التسوية من تعدى زوجته بالضرب عليه أمام أسرته بعد زواج دام بينهما مدة 6 أشهر، وقيامها بسبه بأبشع الألفاظ فى الشارع لأتفه الأسباب، وهو ما أثبته بمحضر رسمى بعد إصابته فى رأسه فى آخر خلاف جمعهما.
وأكدت الإحصائية على استخدام الزوجات لعدة أساليب مختلفة فى الضرب، منها “الحزام وأدوات المنزل والحذاء واليد وأحيانا يلجأن للعض” ، وهو ما أوضحته الدعوى رقم 1897 أمام محكمة الأسرة بإمبابة دائرة العجوزة أثناء إقامة الزوج “سيد.خ” دعوى نشوز ضد زوجته “فايزة. ج” بعد زواج دام بينهما 6 سنوات، وأسفر عن طفلين يبلغ كل منهما 3 و4 سنوات.
وقال الزوج “سيد” أمام المحكمة: أنا أعمل بوظيفتين لأوفر لزوجتى ما تحتاجه حتى لا تتذمر كعادتها ولكنها لا تقدر ما أفعله ودائما ما تتعدى علىّ وتعنفنى وتحرمنى من الطعام والشراب، فهى تأكل كل ما آتى به، وعندما أعود للمنزل تضع لى يوميا الفول والعيش فقط وكأنى خادم لديها وليس زوجها، وفى آخر خلاف نشب بيننا تطاولت علىّ كعادتها، وقامت بعضى حتى فقدت الوعى، لاستيقظ وأنا فى المستشفى وجسدى كله ينفذ الدماء وتملأه الجروح، فهى استغلت فقدانى للوعى وأكملت التعدى عليا بفتاحة العبوات وبعدها حررت محضر رقم 1987 بقسم شرطة إمبابة.
من أطرف الحوادث التى وقعت الأسبوع الماضى قيام زوجة تعمل سجانة فى سجن النساء بالاعتداء على زوجها ووضع الكلبشات الحديدية فى يديه مثلما يحدث مع المتهمين وقامت بحبسه عدة أيام داخل إحدى غرف الشقة لتأديبه بسبب إثارته المشاكل معها كل يوم، وبعد أن قررت العفو عنه وفكت قيوده أسرع للمأذون وقام بتطليقها فرفعت ضده دعوى قضائية تطلب فيها نفقة المتعة، لكن المحكمة رفضت طلبها، وقالت فى أسباب الرفض أنها زوجة غليظة القلب.
“محمود. م” قام برفع دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، للمطالبة بتطليق زوجته لما وقع عليه من ضرر، مبررًا طلبه “مراتى عندها عضلات وشديدة فى تصرفاتها مع الأولاد وبخاف من صوتها التخين”.
يقول “محمود” 41 سنة: تزوجت من “لبيبة. م” 36 سنة، مفتشة بإدارة السجون المركزية، منذ 10 سنوات، زواجًا تقليديًا عن طريق أحد الأقارب، وذلك بعدما رأيتها السيدة المناسبة للزواج، فهى بشوشة وملتزمة دينياً ومتعلمة وصاحبة شأن بالمجتمع.
أشار الزوج: بعد عام من الخطبة انتقلنا سويًا إلى عش الزوجية القريب من مقر عملها، فهى دائماً تتحدث معى عن حبها الشديد لعملها، لذلك لم أفكر فى كسر طموحها العملى، وبعد عام من الزواج أنجبت زوجتى طفلنا “عزام” البالغ من العمر 10 سنوات حاليًا، ثم رزقنا الله بطفلتنا “ريم” 8 سنوات.
يكمل “محمود “: لم تتغير زوجتى فى السنوات الأولى من الزواج، فقد عشت معها أجمل أيام حياتى لكن سرعان ما انقلب الحال، وتغيرت شخصيتها تمامًا إلى سيدة تحمل كل صفات الرجال، حتى إنها لم تعد قادرة على التمييز بين تصرفاتها فى العمل وداخل المنزل مع الأطفال “صوتها بقى تخين وبتعامل الأطفال بأسلوب غريب زى المساجين”.
يواصل “محمود”: “تحدثت مع زوجتى وأبديت اعتراضى على أسلوبها الغريب، وفى نفس الوقت تحدثت هى مع الأطفال بعنف كى لا يتحدثون معها عن شخصيتها الشديدة، لكن لم يعجبنى طريقتها فى الحديث، فتشاجرنا سويًا وتركت المنزل، وطالبتها حينها بالطلاق لكنها تهربت من حديثى بأنها مشغولة فى عملها، حتى إن الفترة التى تركت بها المنزل كانت ترفض رؤيتى للأطفال”.
يختتم: “بعد فشل محاولات الصلح بيننا وتغيير أسلوبها لجأت إلى محكمة الأسرة وأقمت دعوى خلع ضدها، حملت رقم 1270 “.
أقام زوج دعوى نشوز، ضد زوجته، أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، طالب فيها بإثبات خروجها عن طاعته، والتسبب له بالضرر المادى والمعنوى، وذلك بعد 6 شهور زواجا، واتهمها بملاحقته بدعويي حبس باتهامات كيدية بعد نشوب خلافات بينهما بسبب اعتراض عائلتها على القائمة ورغبتهم فى تعديلها، ليؤكد الزوج: “ربنا ينتقم منها ضيعت حبنا من أجل عائلتها، واستولت على منزلى وطردتنى منه، ورفضت كافة الحلول الودية رغم حملها بطفل منى، وبدأت ملاحقتى بقضايا الحبس والنفقات المبالغ فيها لتجعلنى أعيش فى كابوس بعد أن أنهار زواجنا”.
وأشار الزوج بدعواه بمحكمة الأسرة: “ربنا ينتقم منها قلبت حياتى رأسا على عقب، وتسببت بإصابتى بشكل خطير بعد أن انهالت علىّ بالضرب المبرح ووالداتها، وأصبحت مصابا بعاهة قدرتها التقارير الطبية بأنها جزئية، مما دفعنى لملاحقتها بدعوى طاعة ونشوز، ودعوى أخرى بالحبس والتعويض أمام المحكمة”.
وتابع الزوج: “مدة زواجنا لم تدم سوى 6 شهور، بسبب جنون وعصبية زوجتى، وتدخل والدتها فى حياتى، ورفضهما كافة الحلول الودية، لأذوق الويل بسببهما، بسبب إهانتهما لى وإصرارهما على السطو على شقتى وطردى منها، وعندما شكوت أصبحت ملاحق بدعويي حبس”.
وتابع الزوج: “أثبت الإصابات التى لحقت بى بواسطة التقارير الطبية وشهادة الشهود، مما دفع عائلتها لملاحقتى لدفعى للتنازل عن الشكوى المقدمة ضدها، ورفضهم تمكينى من حقوقى الشرعية، وإقامتها دعوى طلاق للضرر، ومواصلتها تهديداتها لى”.
وأوضحت الإحصائية، أن الزوجات يستغللن وضع الحبوب المنومة لأزواجهن ويعاقبنهم إما ضربا أو حرقا أو عن طريق استخدام الدبابيس والأدوات الحادة، ليتركن آثارا فى أجسادهم لا يعرفون مصدرها عند الاستيقاظ، وهذا ما رصدته بعض الدعاوى أمام محاكم الأسرة ومنها دعوى الخلع رقم 1876 بمحكمة أسرة مدينة نصر والتى رد فيها الزوج “راشد. ح” على ادعاءات زوجته “نجوى. ص” بتقصيره فى حقوقها بتقديمه صورا لبلاغات بقسم الشرطة بمدينة نصر وتقارير طبية وشهادة الشهود، ليثبت قيام زوجته بالتعدى عليه أثناء نومه، وأحيانا وضع المنوم له وضربه وحرقه وهو نائم، لأنه يعترض على خروجها ليلا بعد زواج دام بينهما 14 شهرا.
عن الأسباب النفسية التى تؤدى إلى انتشار ظاهرة العنف ضد الرجال وكيفية حلها، تقول الدكتورة آمال حسين حسن، استشارى نفسى وعلاقات أسرية وتربوية ومعالج سلوكى، من الأسباب الرئيسية التى تدفع المرأة إلى ضرب زوجها، ضعف شخصية الرجل وعدم تحكمه فى زمام الأمور بقيادة الأسرة ما يجعل المرأة هى الطرف الأقوى فى العلاقة، خصوصا إذا ما صاحب ذلك ضعف سببه الرجل مقابل ضخامة بنية المرأة فعندئذ لا تتوانى المرأة فى استغلال هذه الميزة من أجل التحكم فى الرجل وتحريكه وفق إرادتها ورغباتها وفى حال حاول الرجل الوقوف فى وجهها، فإن مصيره هو اللجوء للعنف المعنوى وأيضا الجسدى إذا لزم الأمر.

كما يمكن أن تعود أسباب العنف ضد الرجل للظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد وغلاء المعيشة وانعدام قيم الاحترام والمودة بين الزوجين، ويمكن للعنف أن يتحول إلى ظاهرة إذا كان الزوج يعنف زوجته هو الآخر كل يوم، فترد عليه هى الأخرى بنفس طريقته.
وتضيف الدكتورة آمال أن أول ما يجب على الرجل فعله عند تعرضه للعنف، هو الخروج عن صمته ومحاولة اللجوء للمساعدة وتدخل وسيط سواء من الأسرة أو عائلة الزوجة أو بعض الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التى تحاول القيام بتسهيل الإجراءات القانونية، من أجل إنصاف الرجل وتوفير الإمكانيات المادية لمساعدته فى حالة طرده من البيت.
