واشنطن – أمين بن زايد:
رغم اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي بأن بيع حصة من النفط الاستراتيجي لن يخفض الأسعار، إلا أنه سيقبل على الخطوة في 2022.
ويمثل لجوء الولايات المتحدة إلى إصدار قرار بالبيع من الاحتياطي النفطي يمثل قاعدة استثنائية، لا تلجأ إليها واشنطن إلا في الكوارث والأزمات.
في هذا الصدد، تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبيع نفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي هذا الأسبوع، في محاولة لخفض أسعار الوقود.
كم يبلغ الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي؟
يبلغ متوسط الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي 590 مليون برميل بنهاية سبتمبر/ أيلول المنقض، وذلك بعد سحب 240 مليونا.
ماذا يعني السحب؟
يفسر مراقبون لجوء أمريكا للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بأنه محاولة من قبل الرئيس جو بايدن لكبح لجام أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الشهر المقبل.
أسباب لجوء أمريكا للاحتياطي النفطي الاستراتيجي
ويواجه الاقتصاد الأمريكي ارتفاعا غير مسبوق منذ 40 عاما في معدلات التضخم بالبلاد، الأمر الذي يعني لجوء الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.
وسجل التضخم الأساسي، دون الأسعار المتقلبة للغذاء والطاقة، 6.6% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى للتخم في أمريكا منذ عام 1982.
وعلى أساس شهري، سجل التضخم الأساسي بالولايات المتحدة 0.6% للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر/أيلول الماضي.
وزاد أيضا معدل التضخم العام بنسبة 8.2% مقارنة بالعام السابق، وهو معدل أعلى من التوقعات أيضا، ساهم في ارتفاعه الصعود الكبير في أسعار السكن والغذاء والرعاية الطبية.
ويتوقع أن يدفع تنامي معدلات التضخم، وتحسن التوظيف في الولايات المتحدة، الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية المقبل في نوفمبر/تشرين الثاني.
موعد قرار البيع من الاحتياطي النفطي
ذكر أحد المصادر السابقة أن إعلان بايدن متوقع هذا الأسبوع في إطار الرد على الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقا لـ”رويترز”.
وتشمل عملية البيع تسويق 14 مليون برميل متبقية من الكمية التي أعلن بايدن عنها في السابق، وهي الأكبر على الإطلاق، من احتياطي 180 مليون برميل بدأ السحب منه في مايو/ أيار الماضي.
وقال مصدر رابع إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدثت أيضا مع شركات النفط بشأن بيع 26 مليون برميل إضافية من عملية بيع فرضها الكونجرس في السنة المالية 2023، والتي بدأت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول.
أسعار البنزين تضغط بايدن
وزارة الطاقة الأمريكية ستكشف المزيد من التفاصيل بشأن إعادة شراء النفط في النهاية، انطلاق من رغبة البيت الأبيض في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين.
وتسبب ارتفاع أسعار التجزئة للبنزين في ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته بالولايات المتحدة منذ عقود، مما يشكل خطرا على بايدن والديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي يسعون خلالها للسيطرة على الكونجرس.
وعن أزمة البنزين وآثارها على التضخم، قال بايدن الأسبوع الماضي إن أسعار البنزين مرتفعة للغاية، وإنه سيكون لديه المزيد ليقوله عن خفض التكاليف هذا الأسبوع.
وأشارت المصادر إلى أن الإدارة تحدثت مع شركات الطاقة بشأن إعادة شراء النفط حتى عام 2025 لتجديد احتياطي البترول الاستراتيجي، بعد أن أعلن بايدن في مارس/ آذار عن أكبر عملية بيع على الإطلاق لكمية تبلغ 180 مليون برميل، في الفترة من مايو/ أيار إلى أكتوبر/ تشرين الأول.
وزارة الطاقة لا يزال لديها حوالي 14 مليون برميل من نفط احتياطي البترول الاستراتيجي للبيع من الإصدار التاريخي، لأن البيع تباطأ في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب بسبب العطلات والطقس الحار.
كما فوض الكونجرس الإدارة الأمريكية بموجب قانون منذ سنوات ببيع 26 مليون برميل أخرى من نفط احتياطي البترول الاستراتيجي في السنة المالية 2023، التي بدأت في الأول من أكتوبر تشرين الأول. ومن المرجح أن يتم البيع قريبا، حسبما قال أحد المصادر.