بعد أن كان مسكوتا عنه وطفا على سطح البرامج التليفزيونية.. فنانات يحكين ملابسات تعرضهن للـ”تحرش” وكيف تصدين له

القاهرة – هويدا علي:

لوقت طويل كان يُعتبر أحد المحرّمات التي لا يجب التحدث عنها، بل ولم يكن الناس حتى يستخدمون كلمة “تحرش” لتوصيفه.. لكننا نؤمن أن هذا لا يُعد مبررًا لتجاهله أو للتظاهر بعدم وجوده، فحل المشكلة يكمن في مواجهتها، والأهم من هذا أن التحرّش الجنسي ليس أمرًا غير مألوف أو أنه يحصل بعيدًا عنا، فنحن جميعًا نراه يحدث يوميًا في شوارعنا، هذا إلى جانب كونه جريمة يعاقب عليها القانون المصرى.

وفي الآونة الأخيرة ظهر العديد من الفنانات على شاشات بعض البرامج التليفزيونية، أعلن فيها عن تعرضهن للتحرش، سواء فى الصغر أو فى الكبر، لذلك سنفتح هذا الملف ونتعرف على الحقوق القانونية التى تحمى الفتاة عند التعرض للتحرش..

فنانات تعرضن للتحرش

كانت البداية عندما حلت الفنانة اللبنانية كارمن لبس ضيفة على برنامج “شو القصة”، المذاع على إحدى القنوات اللبنانية، وقد كشفت عن تعرضها للتحرش عدة مرات.

وقالت كارمن لبس فى تصريحات لبرنامج شو القصة: تعرضت للتحرش فى سن التاسعة من قبل أحد الجيران، وقد سردت لوالدتى الأمر، وأخبرتنى عن الطريقة الصحيحة لمواجهة الأمر.

واستكملت كارمن لبس حديثها قائلة: فى المرة التالية حاول هذا الشخص التحرش بى مرة ثانية، وقولت له فى حال عدم ابتعاده سوف أبلغ الجميع وينفضح أمره، مما جعله يقوم بتقبيل يدى حتى لا أفعل ذلك.

وتضيف كارمن لبس: تعرضت بعد ذلك إلى محاولات التحرش من بعض الأشخاص سواء فى الطفولة أو مع بداية دخول المجال الفنى.

أما الفنانة مايان السيد فعرضت فيديو عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى للفيديوهات والصور “إنستجرام”، تدين فيه قضية التحرش وتساند الفتيات ضحايا هذه القضية.

وقالت مايان إنها تعرضت للتحرش للمرة الأولى من أحد أصدقائها، والمرة الثانية من ممثل زميل لها، رفضت الإفصاح عن اسمه، ولكنها نجحت فى الهرب منه، ولكن لم تتخذ أى إجراء قانونى تجاه الفاعل، ولكنها شعرت بالندم بعد ذلك لأنها تنازلت حقها.

وأضافت منفعلة، أنها ترفض أى نوع من أنواع التحرش، وإذا تعرضت له مرة ثانية حتى ولو كان لفظيا سوف تتخذ إجراء قانونيا حازما ضد الفاعل، ولن تفرط فى حقها مرة أخرى.

وفى النهاية ساندت الفتيات ضحايا التحرش من أحمد بسام زكى وطلبت منهن اتخاذ إجراء قانونى دون خوف حتى يكون عبرة لغيره.. وكتبت مايان على الفيديو “عايزة أحس بأمان”.

وتابعت “بناشد كل الناجيات اللى كتبوا عن قصتهم مع المتحرش #أحمد بسام زكى إنهم يقدموا بلاغات عشان يتسجن ويبقى عبرة لأى حد يفكر يتحرش أو يغتصب أو يتعدى على أى امرأة بعد كدا”.

وأكملت: “يمكن التواصل مع مكتب شكاوى المرأة على الخط المختصر 15115، أو عن طريق تطبيق الواتساب عبر الرقم الهاتفى ” 01007525600 ” ،أو عبر البريد الإلكترونى الخاص بالمكتب.

فيما كشفت الفنانة المصرية بشرى عن تعرضها للتحرش عدة مرات، مؤكدة على محاولة استخدامها كافة الفنون القتالية لمواجهة محاولات التحرش بها، ومن بينها “العض” والضرب.

وتذكرت بشرى خلال لقاء تليفزيونى معها، فى برنامج “واحد من الناس” مع الإعلامى عمرو الليثى، ثلاث حوادث تحرش كانت الأكثر تأثيرا فى حياتها، حيث إن واحدة منها حدثت داخل الوسط الفنى ورفضت الكشف عن هوية المتحرش ولكنها وعدت بكتابة التفاصيل كاملة فى مذكراتها الشخصية.

وقالت بشرى: “أول محاولة كانت فى الشارع وأديته وقتها علقة ساخنة وسط تأييد و” زغاريد ” من النساء، والتانية كان لاحقنى شاب وكان يتطاول عليا لما رحت لدرس البيانو وكنت وقتها عندى 10سنين”.

وتابعت “الحمدلله كان عندى لياقة وقدرت أهرب من الشخص، بجد كانت لحظة وحشة أوى”.

وأشارت إلى أن الثالثة عندما تطاول عليها شخص فى المواصلات العامة، وقتها جريت وساعتها كان عندى درس علوم ورحت منهارة، أستاذة العلوم وزملائى مسابونيش أروح الدرس وأخرج لوحدى”.

وأشارت إلى أنها تعرضت لحوادث تحرش عديدة بعد عملها فى المجال الفنى سواء فى الشارع أو داخل موقع التصوير، ورفضت بشرى توضيح هوية المتحرش، مؤكدة على أنها أوقفته عند حده مسكته من الكرافتة ورزعته فى الحيط، وسأشير لمن تحرشوا بى فى مذكراتى.

القانون في  مواجهة التحرش

وفى هذا الصدد يوضح القانونى وليد عبد الحميد المحامى بالنقض، أنه من بين خمسة قوانين نشرتها الجريدة الرسمية جاء قانون التحرش الجديد الذى احتوى على مادتين، فيما يعرف بتعديلات القانون رقم 141 لسنة 2021، الخاص بقانون العقوبات لمواجهة التحرش الجنسى، حيث نصت التعديلات على استبدال نص المادتين «306 مكرر أ» و«306 مكرر ب» من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، بنصين جديدين.

قبل الحديث عن قانون التحرش الجديد فإن القوانين الخمسة التى تم التصديق عليها ونشرتها الجريدة الرسمية هى:

1- قانون رقم 137 لسنة 2021 بتعديل بعض أحكام قانون المحكمة الدستورية العليا الصادر بالقانون رقم 48 لسنة 1979.

2- قانون رقم 138 لسنة 2021 بإصدار قانون الصكوك السيادية.

3- قانون رقم 139 لسنة 2021 بإنشاء صندوق مواجهة الطوارئ الطبية.

4- قانون رقم 140 لسنة 2021 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 106 لسنة 1973 فى شأن بعض الأحكام الخاصة بالقطن.

5- قانون رقم 141 لسنة 2021 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، وهو المعروف إعلاميا باسم قانون التحرش الجديد.

وقد نصت تعديلات قانون التحرش الجديد على عقوبات التحرش الجنسى بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز أربع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتى ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كما شددت العقوبة إذا حدثت واقعة التحرش الجنسى بقصد حصول الجانى من المجنى عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، بحيث يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان الأفعال المجرمة الآتية:

1- أمور جنسية.

2- إيحاءات جنسية.

3- تلميحات جنسية.

4- أو أمور أو إيحاءات أو تلميحات إباحية.

وسائل التحرش الجنسى المجرمة

وتناول قانون التحرش الجنسى الجديد ما يمكن تسميته بـ «وسائل التحرش الجنسى المجرمة» والتى شملت:

1- الإشارة.

2- القول.

3- الفعل بأى وسيلة.

4- التحرش عبر وسائل الاتصالات السلكية.

5- التحرش عبر وسائل الاتصالات اللاسلكية.

6- التحرش عبر وسائل الاتصالات الإلكترونية.

7- التحرش عبر أى وسيلة تقنية أخرى.

وتوسعت دائرة قانون التحرش الجنسى الجديد لتشمل أيضا 3 أنواع جديدة من الجناة، وهم من كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجنى عليه، أو مارس عليه أى ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه، أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحًا؛ تكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن سبع سنوات.